«إيلاف» من موسكو: أكد الاكاديمي فيتالي ناؤومكين منسق المشاورات السورية ومستشار المبعوث الاممي للامم المتحدة ستيفان دي ميستورا، «أن الزيارة التاريخية التي بدأها خادم الحرمين الشريفين لموسكو مدعوة لاختزال الكثير من الخلافات التي طالما حالت دون تقارب مواقف العاصمتين موسكو والرياض تجاه سبل حل الازمة السورية»، وأعرب عن يقينه من« أن هذه المشكلة تتصدر مباحثات اليوم بين الرئيس بوتين وضيفه التاريخي خادم الحرمين الشريفين، الي جانب أهم قضايا العلاقات الثنائية ومنها الاقتصاد والطاقة والاستثمارات المشتركة، وكذلك قضايا المنطقة والعالم». 

وقال ناؤومكين في حديث خاص مع «إيلاف»، «إن هذه الزيارة قد تكون إعلانًا ومقدمة مناسبة لانهاء الاقتتال بين أبناء الوطن الواحد، والتوصل الى التسوية السلمية المنشودة بموجب بيان جنيف وقرارات الامم المتحدة ذات الصلة». وردًا على سؤال بشأن مدى تاثير عدد من اللاعبين الخارجيين على الجهود الرامية الى التوصل الى مثل هذه الحلول، قال ناؤومكين «إن ايران وتركيا تلعبان دوراً هاماً في الجهود الرامية الى التوصل لنهاية سريعة لهذه الازمة»، مشيرًا الى ما تحقق من نجاح في مشاورات الاستانة على صعيد اختزال مساحات الخلاف بين فصائل المعارضة السورية والتحرك نحو انشاء مناطق خفض التصعيد في سوريا، وإن إعترف بأن لكل منهما أيضًا أهدافه الذاتية التي ينبغي مراعاتها، لكن دون الاضرار بمصالح الاطراف المعنية الاخرى في المنطقة. 

 

 

الخطر الإيراني

وتعليقاً على ما يتردد بشأن الاخطار الايرانية التي تؤرق بلدان منطقة الخليج، أضاف ناؤومكين «ان روسيا تدرك المدى الذي يمكن أن تذهب اليه علاقاتها مع ايران، وتقف على مسافات مناسبة تراعي مصالح كل بلدان المنطقة»، فيما كشف عمّا توصلت اليه موسكو من نتائج لدى تقديرها لمواقف ايران، وأكد انها تتسم بالكثير من التشدد الذي تقابله بلدان منطقة الخليج بمثله، في إطار ما ترى أنه خطر يهدد أمنها القومي. 

وكشف ناؤومكين عن ان دول الخليج ليست وحدها التي تعرب عن مخاوفها مما يسمى بالاخطار الايرانية، بما في ذلك حرص طهران على التمسك بمواقعها في سوريا بما يحفظ لها ما تريده من منافذ علي البحر المتوسط، وقال إن ذلك يؤرق أيضا إسرائيل التي تطالب بدورها بمراعاة أمنها وتصر على التمسك بما تحتله من مواقع في الجولان، وعلى مقربة من الحدود الجنوبية لسوريا. 

ولم يغفل ناؤومكين الاشارة الى مشكلة الاكراد على ضوء نتائج الاستفتاء الاخير في كردستان العراق، حيث أكد في هذا الصدد «ان روسيا تظل على علاقة طيبة بالاكراد الذين تعترف لهم بحق تقرير المصير، لكن مع ضرورة الالتزام باحترام سيادة ووحدة أراضي واستقلال العراق». وخلص ناؤومكين الى القول «إن هذه الخريطة المتشابكة بكل ما تحفل به من قضايا بالغة التعقيد، هي ما ينتظر العالم وشعوب المنطقة والحلول المناسبة لها في مباحثات خادم الحرمين الشريفين في موسكو اليوم وخلال الايام القليلة المقبلة». 

العلاقات بين روسيا والمملكة

وأعرب المسؤول الروسي عن أمله في ان تكون نتائج المباحثات الروسية السعودية في موسكو دفعة مناسبة لحلحلة الموقف والتحرك صوب الانفراجة المنشودة في مباحثات جنيف المقرر استئنافها في نهاية اكتوبر الجاري. 

وحول العلاقات بين روسيا والمملكة، قال الاكاديمي ناؤومكين انها تاريخية وتتجاوز بحدودها الأوقات الزمنية الى ما قبل إعلان الاتحاد السوفييتي إعترافه بالمملكة العربية السعودية في 1926 . وأماط ناؤومكين اللثام عمّا ينوي الكشف قريباً عنه، وهو عمل علمي ضخم قال انه سوف يعرض فيه من خلال ما في حوزته من وثائق عثر عليها بين أضابير أرشيف وزارة الخارجية السوفيتية ومؤسسات سوفيتية اخرى، الكثير من جوانب وتاريخ العلاقة بين البلدين منذ سنوات مملكة الحجاز وما تلاها حتى عام 1938. وقال «إن هذا العمل قد يرى النور قريبًا تحت اسم " قصة حب لم تكتمل».