موسكو: التقى العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، مساء أمس، في مقر إقامته بالعاصمة الروسية موسكو، وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، واستعرض اللقاء مجالات التعاون العسكري بين السعودية وروسيا.

واستقبل الملك سلمان بن عبد العزيز أعضاء مجلس الأعمال السعودي الروسي. وأكد في كلمة ألقاها خلال اللقاء، أن السعودية ماضية في البحث الجاد عن الفرص المشتركة لتطوير العلاقات بين البلدين في جميع المجالات. 

وأضاف: «ونسجل بارتياح تام ما لمسناه من توافق في الآراء مع القيادة الروسية نحو العمل على نقل مستوى العلاقات الثنائية لآفاق أرحب وأشمل تؤسس بإذن الله إلى شراكة أقوى»، مؤكدًا أنه كان لتوجيهاته لولي العهد في زياراته الثلاث إلى روسيا «أثر واضح في تعزيز الشراكة بين الجانبين من خلال ما تم توقيعه من اتفاقيات ومذكرات تفاهم».

وقال: «لقد اعتمدت المملكة خطة عريضة للتنمية تحت عنوان (رؤية المملكة 2030)، وذلك من أجل النهوض بالاقتصاد الوطني وتحريره من الاعتماد على النفط مصدراً وحيداً للاقتصاد الوطني، وتمثل خريطة وأهداف المملكة في التنمية للسنوات المقبلة»، مبيناً أن «الرؤية» تفتح آفاقًا واعدة لقطاع الأعمال وتعزيز الشراكات مع جميع الدول بما في ذلك روسيا الاتحادية، وقال: «نتطلع إلى مشاركة الشركات الروسية الرائدة بفاعلية للدخول في الفرص الاقتصادية التي ستوفرها هذه الرؤية لتعزيز شراكتنا في جميع مجالات التعاون، وبما يعود بالنفع على البلدين الصديقين والقطاع الخاص فيهما، الذي يمثل أهمية كبيرة في تنمية وتقدم الدول، وإن المملكة تولي الرعاية الكاملة لهذا القطاع، وقد وفرت البيئة المناسبة لتطوير أعماله وتنميتها».

وأضاف الملك سلمان، أن السعودية و«باعتبارها منتجًا رئيسيًا للنفط، كانت ولا تزال تحرص على استقرار السوق العالمية للنفط بما يحقق التوازن بين مصالح المستهلكين والمنتجين، ويفتح آفاقاً للاستثمار في قطاعات الطاقة المختلفة، وكانت مساهمتنا مع الأصدقاء الروس محورية للتوصل إلى آفاق نحو إعادة التوازن لأسواق النفط العالمية، وهو ما نأمل في استمراره». وقدم شكره إلى الجميع على جهودهم وعلى سعيهم في تعزيز العلاقات بين البلدين «بما يخدم المصالح المشتركة لشعبينا».

وكان الدكتور ماجد القصبي، وزير التجارة والاستثمار رئيس الجانب السعودي في اللجنة المشتركة، ألقى كلمة أكد فيها أن هذه الزيارة التاريخية للملك سلمان سيكون لها الأثر الكبير في إحداث نقلة نوعية في العلاقات السعودية الروسية.

وأوضح، أن الجانب السعودي يعمل «بدعم وتوجيهات خادم الحرمين الشريفين وضمن (رؤية 2030) مع الجانب الروسي لنقل العلاقات الثنائية إلى آفاق جديدة، والاستفادة من مقومات البلدين في فتح آفاق وأسواق جديدة، واستثمارات نوعية في الطاقة، والتقنية، والصناعات العسكرية، والبنية التحتية، كما ستشمل مجالات التعاون، النفط، والبتروكيماويات، والغاز، والمعادن، والمجال الزراعي».

وأكد الوزير القصبي أن هذا التعاون البناء سيسهم في إيجاد فرص وظيفية وتعزيز المحتوى المحلي، وزيادة صادرات المملكة واستقطاب استثمارات نوعية. وأشار إلى أنه تم صباح «أمس»، وعلى هامش زيارة خادم الحرمين الشريفين انعقاد منتدى الأعمال السعودي تحت عنوان «الاستثمار لبناء شراكة وثيقة» وشارك فيه أكثر من 200 رجل وسيدة أعمال من البلدين، كما أقيم معرض للمنتجات السعودية الوطنية شاركت فيه أكثر من 27 جهة ومصنعاً.

وأكد، أن جميع الجهات ذات العلاقة ستعمل على متابعة نتائج هذه الزيارة التي وقعت فيها 20 اتفاقية بين القطاعات الحكومية والخاصة، التي ستكون انطلاقة لأعمال اللجنة السعودية الروسية، والتي ستنعقد بعد نحو أسبوعين في مدينة الرياض.

بينما ألقى الرئيس التنفيذي للصندوق الروسي للاستثمار المباشر، كيلير ديمتريف، كلمة عبر فيها عن الشكر لخادم الحرمين الشريفين على دعمه المستمر لتطوير علاقات التعاون بين رجال الأعمال السعوديين والروس وفقًا لـ«رؤية المملكة 2030».

واستعرض مجالات الاستثمار المشتركة بين البلدين في المجالات كافة، وبخاصة الاستثمارات الواعدة في البلدين الصديقين، مؤكدًا حرص بلاده على تطوير التعاون التجاري والاستثماري مع السعودية.