أجرى جان إيف لودريان، وزير الخارجية الفرنسي، اليوم ، اجتماعات مكثفة بالمغرب في إطار الإعداد لاجتماع رفيع المستوى بين البلدين، والذي يرتقب أن تحتضنه الرباط من 15 إلى 17 نوفمبر المقبل تحت رئاسة رئيسي حكومتي البلدان، إضافة إلى الزيارة الرسمية التي سيقوم بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للمغرب بدعوة من العاهل المغربي الملك محمد السادس خلال العام المقبل.

إيلاف من الرباط: عقد وزير الخارجية الفرنسي اجتماعًا صباح اليوم مع رئيس الحكومة سعد الدين العثماني ووزير الخارجية والتعاون الدولي ناصر بوريطة ووزير الإقتصاد والمالية محمد بوسعيد.

وأكد لودريان، خلال لقاء صحافي مشترك مع بوريطة، اليوم بالرباط، أن فرنسا والمغرب يرتبطان بـ "شراكة استثنائية" مدعوة إلى الاستمرارية والتطور.

وأشار إلى أنه تفقد صباح اليوم سير أشغال بناء خط القطار فائق السرعة بين طنجة والدار البيضاء، وقال إن المشروع السككي يشكل نموذجًا ممتازًا للشراكة النموذجية بين البلدين.

بوريطة ولودريان خلال مؤتمر صحافي

وقال إن هذا المشروع "يعد بالفعل نجاحًا نموذجيًا لشراكة ذكية ومبادِرة بين مقاولات بلدينا"، مشيرًا إلى التوقيع مساء اليوم على قرض سيمكن من وضع اللمسات الأخيرة على مشروع الخط فائق السرعة.

وأوضح &لودريان، من جهة أخرى، أن المباحثات التي أجراها مع بوريطة كانت مناسبة لبحث الوسائل الكفيلة بتعزيز التعاون الثنائي في مجالات الأمن وتدبير تدفقات الهجرة والتكوين والتغيرات المناخية.

بخصوص قضية الصحراء، أكد لودريان أن "موقف فرنسا ثابت"، مذكرًا بأن بلاده سبق وأن أعلنت أن مخطط الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب كان "قاعدة جيدة للمفاوضات". وأضاف في هذا السياق: "نعتقد أن الأمين العام للأمم المتحدة لديه، ربما، فرصة، انطلاقًا من هذه القاعدة، لاتخاذ المبادرات الضرورية".

من جهته، قال بوريطة إن زيارة لودريان للمغرب تندرج في إطار شراكة استراتيجية استثنائية بين المغرب وفرنسا، وهي شراكة تتعزز بالاتصالات المنتظمة على أعلى مستوى بين الملك محمد السادس والرئيس ماكرون.

وأشار بوريطة إلى أن مباحثاته مع لودريان انصبت على "الاستحقاقات المقبلة لهذه الشراكة"، وخصوصًا الاجتماع رفيع المستوى الذي سينعقد يومي 16 و17 نوفمبر المقبل برئاسة رئيسي حكومتي البلدين، والاجتماع التقييمي على مستوى وكيلي وزارة خارجية البلدين، المرتقب في الأسبوع المقبل، وخصوصًا زيارة الدولة التي يرتقب أن يقوم بها الرئيس الفرنسي للمغرب في غضون عام 2018.&

أبرز بوريطة أنه ناقش مع المسؤول الفرنسي "كيف يمكن جعل هذه الاستحقاقات عوامل دفع لهذه العلاقة الثنائية، وكيف يمكن هيكلتها حول أهداف محددة وموضوعاتية ملموسة"، مسجلًا أن المباحثات مع الوزير الفرنسي همت أيضًا القضايا الإقليمية وخصوصًا الوضع في الساحل والملف الليبي ومكافحة الإرهاب والأزمة السورية وقضية الشرق الأوسط والتغيرات المناخية.

وأضاف بوريطة أن "أفريقيا كانت عنصرًا مهمًا في مباحثاتنا"، وخصوصًا المبادرات التي يتعيّن اتخاذها من قبل البلدين من أجل جعل شراكتهما في خدمة استقرار وتنمية القارة الأفريقية.