تحدثت أرقام أصدرتها الشرطة البريطانية واطلعت عليها بي بي سي عن زيادة الاعتداءات الجنسية التي يتعرض لها أطفال مدارس على يد أطفال مدارس آخرين في إنجلترا وويلز.

وقال أحد خبراء الشرطة في شؤون الاعتداءات الجنسية المبلغ عنها التي يتعرض لها الأطفال إن هذه الأرقام ما هي سوى "غيض من فيض".

وقالت إيميلي، وهذا ليس اسمها الحقيقي، البالغة من العمر 15 عاما، إنها تعرضت لاعتداء جنسي من طرف طفل في فصلها دون أن يلاحظ ذلك المدرس الذي كان في مقدمة قاعة الدرس.

وأضافت أنها عندما أبلغت الشرطة عن المحنة التي تعرضت لها، ضايقها بشدة زملاؤها الطلبة.

ومضت قائلة "ما بين 10 و 15 طفلا أخذوا يشتمونني ويصيحون فيَّ "أنت شخص خسيس".

وقالت إنني سمعت ملاحظات من قبيل "كان يجدر به أن يغتصبك "، كما أُلصِقت تهم بصوري. َووُصفت بأنني "أكذب ولا أقول الحقيقة".

صورة كارتونية
BBC

وأضافت أن مدير المدرسة لم يكن متضامنا معها. وقال لها "حسنا، ربما ليست هذه هي المدرسة المناسبة لك. يمكنك الرحيل عنها. نقترح عليك أن تمضي قدما وتبدأين من جديد".

وارتفع عدد الاعتداءات الجنسية التي ارتكبها أطفال ضد أطفال تقل أعمارهم عن 18 عاما ضد أطفال أقل من 18 عاما في إنجلترا وويلز بنسبة 71% أي من 4603 حالة في عامي 2013-2014 إلى 7866 عامي 2016-2017 حسب أرقام كشفت عنها الشرطة بموجب طلب متعلق بقانون حرية الوصول إلى المعلومات.

وقفز عدد حالات الاغتصاب المبلغ عنها ممن تقل أعمارهم عن 18 عاما من 1521 إلى 2223 خلال الفترة ذاتها، حسب 32 قوة أمنية مختلفة أفرجت عن هذه المعلومات.

وتزايدت أيضا حالات الاغتصاب في المدارس من 386 في عامي 2013-2014 إلى 922 في عامي 2016-2017، حسب 31 قوة أمنية، بما فيها 225 حالة اغتصاب في المدارس خلال السنوات الأربع الماضية.

وقال سيمون بايلي، رئيس الشرطة الوطنية لحماية الأطفال "نحن نتعامل مع قمة جبل الجليد بشكل لا لبس فيه...نحن نشهد زيادة في عدد التقارير (الواردة إلينا)، نحن نرى أمثلة مهمة لسلوك جنسي ضار وحياة ناس في مقتبل العمر محطمة وتتضرر بشدة بسبب الاعتداءات الجنسية".

واكتشف جيمس وأنا أن ابنتهما، بيلا، تعرضت لاعتداء جنسي في ساحة المدرسة خلال ست أسابيع من قبل طفلين عندما كانت في السادسة من عمرها.

تقول أنا "انهمرت الدموع من عينيها. لقد انهارت أمامي".

أوروبا أصبحت "مركزا للانتهاكات الجنسية للأطفال" على الإنترنت

 

توجه أبوها وأمها إلى الشرطة مباشرة، وقيل لهما إن الطفلين المبلغ عنهما لا يمكن مقاضاتها جنائيا لأنهما لم يبلغا السن القانونية.

وأضافت هذه الأسرة أنه كان عليها أن تناضل حتى تُسجِّل الشرطة هذه الواقعة في سجلاتها الرسمية.

وقد باشرا الآن اتخاذ إجراءات قانونية ضد البلدية المسؤولة عن المدرسة بسبب تقاعسها في واجب توفير الحماية لابنتهما.

تقول أنا "عندنا ضحايا لم نسمع بهم...لم نسمع بهذه التقارير لأنها لم تُسجَّل في السجلات الرسمية، لأنه لم تُرتكب أي جرائم".

ومنذ مارس/آذار 2013، تم إبلاغ الشرطة بـ 1852 حالة اعتداء جنسي نسبت إلى أطفال تقل أعمارهم عن عشر سنوات.

وأصغر حالة تتعلق بطفل يبلغ من العمر أربع سنوات هاجم طفلا آخر يبلغ من العمر خمس سنوات في نورثهمبريا بالشمال الشرقي من المملكة المتحدة.

ويتوجب على المدرسين الإبلاغ عن أي مزاعم اعتداء جنسي، حسب مسؤولي وزارة التربية في بريطانيا لكن ليس هناك أي التزام قانوني في حالة اتهام طفل معين.

وتُنصح المدارس باتباع إجراءاتها في توفير الحماية للأطفال.

تقول سارة هانافين إن هناك حاجة إلى مزيد من الدعم
BBC
تقول سارة هانافين إن هناك حاجة إلى مزيد من الدعم

وقالت ، وهي مستشارة رسم السياسات في الرابطة الوطنية للمديرين والمديرات لبي بي سي "المسؤولون في المدارس يريدون أن تسير الأمور على النحو الصحيح لكنهم لا يحصلون دائما على المساعدة والدعم اللذين يحتاجان إليهما".

وأضافت قائلة "هناك حاجة إلى توضيح الأمور فيما يخص الإجراءات المحددة التي يجب على المدارس اتخاذها".

وكشفت التقارير أن 74% من مرتكبي الاعتداءات الجنسية الذين تقل أعمارهم عن 18 عاما لم يُتابَعوا جنائيا.

وقال بايلي إنه من الصعوبة البالغة مقاضاة أصحاب هذه الاعتداءات الجنسية بسبب صغر سنهم وعدم بلوغهم سن المسؤولية الجنائية.

وأضاف قائلا "أنت تتعامل مع حالات كانت بين أصحابها علاقات في الماضي".

وقالت وزارة التربية "الاعتداء الجنسي جريمة، وأي مزاعم يجب إبلاغ الشرطة عنها".

وأضافت قائلة "المدارس يجب أن تكون بيئات آمنة للتعلم ويجب على المسؤولين أن يوفروا الحماية للأطفال والاستماع لأي مخاوف تصدر عنهم".