تناولت الصحف العربية بنسختيها الورقية والإلكترونية مستقبل المصالحة بين حركتي فتح وحماس تزامناً مع المباحثات الجديدة بين حركتي فتح وحماس في القاهرة.

ويرى عبد المجيد أبو خالد في الرأي الأردنية أن "الفصائل الفلسطينية عليها أن تتحرك في الاتجاه الصحيح وفي طريق المصالحة بعيدا عن المهاترات والمزايدات وبعيدا عن نعيق بعض الكتاب هنا وهنا لأن هذا الشعب الذي يرزح تحت الاحتلال اليهودي والأجنبي منذ أكثر من مئة عام واستطاع أن يصمد ويضمد جراحه أن يخرج من تحت الرماد كطائر الفينيق بين فترة وأخرى ليجعل قضيته الفلسطينية هي القضية الأولى والتي تطرح على الطاولة دائما رغم أن بعض الدول العربية والإفريقية وغيرها يلهثون وراء الكيان الصهيوني الذي سيثبت لهم الزمن والتاريخ بأنهم يلهثون خلف السراب".

ويضيف الكاتب أن "الفلسطينيين فعلا بحاجة لمن يقف في المصالحة لجانبهم ويدعمهم وأن يمد يد العون والحماية لهم لتأخذ المصالحة مكانها الطبيعي خدمة للمصالح الفلسطينية العليا وللمصالح القومية العربية".

على المنوال ذاته، يقول محمد عبدالمقصود في الاهرام "إن الالتزام باتفاق القاهرة الموقع في الرابع من مايو 2011 سيجعلنا نسير بنجاح من مرحلة إلى أخري، يتم خلالها حل القضايا العالقة تدريجياً، ومن ثم إعادة هيكلة وتنظيم أجهزة الأمن على أساس من الاحتراف والمهنية بعيداً عن الاعتبارات الفصائلية، وصولاً لإجراء انتخابات المجلس الوطني والانتخابات التشريعية والرئاسية".

ويدعو الكاتب إلى "الحذر هذه المرة من إحباط الشعب الفلسطيني الذى يتطلع للوحدة وإنهاء الانقسام، ولذلك ينبغي على المتحاورين أخذ هذا الموضوع في الحسبان، وأنه لا خيار لهم سوى طريق الوحدة،. تجدر الإشارة إلى حرص قيادة حركة حماس على تغطية مواقفها المعلنة إزاء جديتها في إنهاء الانقسام إعلامياً سواء عبر الوسائل التقليدية، أو شبكات التواصل الاجتماعي لضمان عدم تحميلها مسئولية الفشل في تحقيقه، انطلاقاً من إدراكها لطبيعة المتغيرات الدولية والإقليمية التي يمكن أن تشكل تهديدا لمكانتها الداخلية وسياساتها الخارجية".

من جهته، يقول يوسف مكي في الخليج الإماراتية إن نقطة الضعف لدى الحركتين هو عدم تمييزهما بين العداء للحركة الصهيونية، وبين الديانة اليهودية، مما وصمهما بالشوفينية الدينية. والأمر الآخر هو أن مقاومتهما اتبعت في الغالب شكل العمليات الاستشهادية. وهو أمر استثمره الصهاينة لوصم تلك العمليات بالإرهاب. وقد أسهمت أحداث أفغانستان وبروز تنظيم القاعدة، منذ التسعينات، والعمليات التي نفذها هذا التنظيم على مستوى العالم، والموقف الأمريكي المعادي للقضية الفلسطينية، والمتسم بالخروج على الأعراف والقوانين الدولية، في ترسيخ هذه الاتهامات، بحق الفلسطينيين في الإعلام الأمريكي والأوروبي، بشكل خاص".

ويرى الكاتب أن "التسليم بوجود دولتين على أرض فلسطين التاريخية، ينهي الخلاف الأيديولوجي بين حركتي فتح وحماس، ويفتح الأبواب لمصالحة حقيقية بين السلطة في رام الله وسلطة حماس في قطاع غزة".

"اتفاق هشّ"

إسماعيل هنية ومدير الاستخبارات المصرية
Reuters

أما ماجد كيالي فيقول في الحياة اللندنية إن "الأفضل لو أن الحركتين الكبريين والمهيمنتين، في الساحة الفلسطينية، أي فتح وحماس، توافقتا على إنهاء انقسام كيان السلطة (بين الضفة والقطاع) نتيجة تولّد قناعات سياسية لديهما، بإدراك أخطار الانقسام على المصلحة الوطنية ووحدة الشعب الفلسطيني والجهود الرامية لتأطير طاقاته لصدّ سياسات إسرائيل الاستعمارية والاستيطانية والعنصرية، ولرفع الحصار عن مليونين من الفلسطينيين في قطاع غزة بدلاً من أن تذهبا نحو الاتفاق مضطرّتين بدفع من ضغوطات داخلية وتدخّلات خارجية أيضاً".

ويضيف الكاتب "على رغم الحماسة الشعبية، يخشى أننا إزاء اتفاق هشّ وسطحي، بحيث يمكن لأي من الطرفين أن يتحلّل منه في أية لحظة، وهذا ما اختبرناه بانهيار الاتفاقات السابقة".

ويكتب مازن حماد في الوطن القطرية قائلاً "ما زلنا نأمل ألا تتلطخ حماس وألا تكون قد وضعت قدمها على عتبة الخنوع، في وقت بدأت فيه الصحف الإسرائيلية تفاضل بين حسنات المصالحة الفلسطينية وسيئاتها. وإذ يعتبر بعض المحللين أي مصالحة سيئة لإسرائيل حتى لو استسلمت حماس بالكامل، يرى آخرون مكسبا كبيرا في مصالحة تفقد فيها الحركة سلاحها وهيبتها ومسارها النضالي".

ويضيف الكاتب "إذا كانت (الصفقة الكبرى) التي تفاهم حولها ترامب وسلمان في الرياض وتدعو إلى تسوية تاريخية للصراع في الشرق الأوسط، لا تعدو كونها أكثر من خدعة وعنوان مضلل، فإن سلسلة المصالحات الفاشلة بين فتح وحماس والتي جرت في ظروف أفضل بكثير من الظرف الحالي، تعني أن المحاولة الراهنة هي استجابة لبنود تلك الصفقة، وليس لتحولات طرأت على مفاهيم هذا الطرف أو ذاك"