أولت صحف عربية بنسختيها الورقية والإلكترونية اهتماما بالمحادثات الجارية في القاهرة بين حركتي فتح وحماس الفلسطينيتين بعد إعلان حكومة وفاق وطني في الأراضي الفلسطينية.

وأعرب كُتّاب عن أملهم أن تفضي هذه المحادثات إلى وحدة فلسطينية تكون بداية لاستئناف مفاوضات السلام في الشرق الأوسط والتسوية الشاملة بين العرب وإسرائيل، بينما رأت صحف أن هناك عقبات في طريق المصالحة.

وعلى موقع فلسطين أون لاين، يقول عماد الإفرنجي إنه لكي "يصل الإخوة الكبار (فتح وحماس) إلى مصالحة حقيقية لا بد أن يدركوا أن الشعب منهك من جرائم المحتل وتداعيات الانقسام ، لكنه مستعد للبذل والتضحية والمقاومة مهما كلفه من ثمن في ظل توفر رؤية وطنية جامعة تنهض بالمشروع الوطني".

ويضيف: "أكرر لفتح وحماس، لن يستطيع أحد منكم أن يشطب الآخر، وقد خضتم تجربة مؤلمة دفع كلاكما فيها أثمانا باهظة، فالاقتتال والإقصاء والتفرد لم ولن يجدي، والمصالحة يجب أن يبنى أساسها على قاعدة الشراكة الوطنية والتعاون بين الإخوة، فالعدو يتربص بالجميع، والقدس تنتظر المخلصين، وقضيتنا يراد لها التصفية".

وترىصحيفة الأهرام المصرية في افتتاحيتها أن الوحدة الفلسطينية هي الأساس لعملية السلام والتسوية الشاملة.

تقول الصحيفة: "إذا كانت هناك فرصة سانحة لمحاولة استئناف عملية السلام في الشرق الأوسط، والتوصل إلى تسوية سلمية للصراع العربي-الإسرائيلي على أساس حل الدولتين، وبما يضمن قيام دولة فلسطينية على حدود 1967 عاصمتها القدس، فإن هذه الفرصة تصبح عديمة الجدوى إذا لم تكن هناك جبهة فلسطينية موحدة".

وفي صحيفة هسبريس الإلكترونية المغربية، يشكك إبراهيم أبراش في وجود رغبة دولية في إنجاح المصالحة.

يقول الكاتب: "الوهم الذي انتاب كثيرين بأن واشنطن والرباعية الأوروبية وإسرائيل رفعوا الفيتو عن المصالحة وأنهم فجأة أصبحوا فلسطينيين أكثر من الفلسطينيين أنفسهم وحريصين على المصالحة".

ويضيف أنه "بعد يوم واحد من مجيء حكومة الوفاق أعلنت واشنطن أنها لن تسمح بمشاركة حركة حماس في أية حكومة فلسطينية ما لم تعترف بإسرائيل، وقبل يومين من لقاء القاهرة وجه ترامب تهديدا مبطنا إلى السلطة: إما أن تتجاوب سريعا مع التسوية السياسية القادمة وإلا سيتم نقل مقر السفارة الامريكية إلى القدس".

وأشار إلى أن إسرائيل أيضاً "شككت في نجاح المصالحة وهددت بإجراءات ضد السلطة حتى تٌعيق المصالحة".

ويعرب الكاتب عن أمله أن يتصرف المجتمعون في القاهرة "بوعي ومسؤولية وطنية ويدركوا أن العالم رمى الكرة في ملعبهم وبرأ إسرائيل ودول المنطقة من المسؤولية عن الانقسام وعن الحصار، وألقى على عاتقهم مسؤولية إنجاز المصالحة وإنهاء الانقسام، ويدركوا أن الصفقة الكبرى التي حركت ملف المصالحة أخيرا تستهدف الكل الفلسطيني، تستهدف منظمة التحرير والمشروع الوطني كما تستهدف حركة حماس وبقية فصائل المقاومة".

عقبات في طريق المصالحة

إسماعيل هنيه وخالد فوزي مدير الاستخبارات المصرية
Reuters

ترى صحيفة القدس الفلسطينية أن "طريق المصالحة مليئة بالعقبات والصعاب وأن محادثات القاهرة الحالية قد لا تؤدي إلى أي اتفاق كما يأمل أبناء شعبنا في كل أماكن تواجده".

وتقول الصحيفة في افتتاحيتها "إن تاريخ المصالحة مليء بالاتفاقات التي لم تنفذ، وهم يقولون اليوم إن المحادثات الحالية تستهدف تنفيذ اتفاق القاهرة بتاريخ ٤/٥/٢٠١١. وهناك على سبيل المثال لا الحصر، اتفاق مكة المكرمة واتفاق الدوحة واتفاق مخيم الشاطئ واتفاق صنعاء، وقد وقع بعض هذه الاتفاقات الرئيس أبو مازن شخصيا وخالد مشعل رئيس مكتب حماس في حينه، ولكن كل هذه الاتفاقات ظلت حبرا على ورق حتى الآن".

وتطالب الصحيفة مصرَ "بأن تمارس كل إمكاناتها والضغوط المناسبة على الطرفين حتى لا تنتهي الأمور كما انتهت سابقاتها، أي اتفاقات بلا تنفيذ أو وعود بالاتفاق. فالواجب الوطني يفرض على القاهرة أن تتحمل المسؤولية التاريخية الحالية، ونأمل أن يتحقق ذلك فعلاً وان نستعيد حلم المصالحة والوحدة الوطنية".

وتقول صحيفة رأي اليوم الإلكترونية التي تصدر من لندن إن "العَقبة الرئيسيّة كانت، وما زالت، تتلخّص في سِلاح المُقاومة".

وتضيف الصحيفة في افتتاحيتها أن حركة حماس تُريد الاحتفاظ بالسلاح "كضمانةٍ لمُواجهة أيّ عُدوانٍ إسرائيلي، والسّلطة في رام الله تُريد انتزاعه استجابةً لضُغوط إسرائيليّة أمريكيّة، وتَجنّبًا لتهديداتهما بوَقف المُساعدات الماليّة التي تُشكّل 'عمود الخَيمة' بالنّسبة إلى بَقاء السّلطة ورئيسها اللذين يَعتمدان على هذهِ المُساعدات للتحكّم بولاء أكثر من 160 ألف مُوظّف مُدرجين على قوائم مُرتّباتِها شَهريًّا".