أسامة مهدي: اثر التوتر العسكري وتصاعد التهديدات اليوم بين القوات العراقية والبيشمركة، وجهت حكومة الاقليم نداء الى العالم والقوى السياسية والتحالف الدولي والمرجع السيستاني والولايات المتحدة الى التدخل لمنع اندلاع حرب محتملة في العراق والمنطقة. فيما وصل الرئيس العراقي معصوم الى السليمانية في حاولة لحل الازمة بين بغداد وأربيل.

وقال رئيس حكومة اقليم كردستان نجيرفان بارزان انه بعد ان بدأ رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي بالتهديد الثلاثاء الماضي بهجوم قوات الجيش والحشد الشعبي على قوات البيشمركة وكردستان فان زيادة تحشيد قوات الحشد والجيش مستمرة حول مدينة الموصل الى محيط كركوك وخانقين.

وأضاف في بيان صحافي تابعته "إيلاف" الجمعة ان حكومة إقليم كردستان تدعو آية الله المرجع الشيعي الاعلى علي السيستاني وجميع الجهات العراقية، ومنظمات المجتمع المدني ومؤيدي السلم والأمم المتحدة، وامريكا والاتحاد الأوربي، والدول الأعضاء في التحالف الدولي ضد داعش والدول الأعضاء في مجلس الامن، والدول المجاورة الى التدخل لابعاد المنطقة من حرب جديدة.

وناشد بارزاني القوات العراقية واي قوة خارجية أخرى في اشارة الى تركيا وايران بعدم السعي الى اندلاع تلك الحرب "لانها ستحمل نتائج جدا سيئة على الوضع الداخلي في العراق، والمنطقة باسرها كما ستكون في حال وقوعها أرضية لتقوية تنظيم داعش، والمنظمات الإرهابية الأخرى في المنطقة.

وقال بارزاني "نحن في حكومة إقليم كردستان ومن اجل حل حقيقي للمشاكل كافة مستعدون للحوار" متهما حكومة بغداد والقائد العام للقوات المسلحة مسؤولية التهديدات وما ينجم عنها من نتائج سيئة.

يأتي ذلك في وقت تقدمت قوات عراقية اليوم نحو محافظة كركوك الشمالية المتنازع عليها وازالت دفاعات ترابية للبيشمركة في مناطق دخلتها بعد تحريرها من تنظيم داعش فقد قامت هذه بدفع حشود من المسلحين الى المنطقة لكن قيادة الجيش نفت ان يكون ذلك بمثابة اطلاق لعملية عسكرية.

لكن قيادة العمليات المشتركة اوضحت انها لم تطلق اي عملية عسكرية جنوب كركوك واشارت في بيان تابعته "إيلاف" انها "تنفي ماتناقلته بعض وسائل الاعلام من اخبار عن انطلاق عملية عسكرية جنوب كركوك وتؤكد ان قواتنا مازالت تجري عمليات التطهير والتفتيش والمسك في المناطق المحررة". 

معصوم في السليمانية لاحتواء الازمة

ومن جهته وصل الرئيس العراقي فؤاد معصوم الى السليمانية قادما من بغداد للقاء قادة حزب الاتحاد الوطني الكردستاني في مسعى لاحتواء الأزمة الراهنة بين الحكومة المركزية والاقليم.

وذكر مصدر مطلع ان الرئيس معصوم سيعقد اجتماعا طارئا بشأن التطورات المتعلقة بالأزمة الراهنة بين بغداد وأربيلواشار في تصريح نقلته الوكالة الوطنية العراقية الى ان معصوم سيشارك في إجتماع المجلس القيادي للإتحاد الوطني الذي يبحث ويناقش الخلافات الداخلية في صفوف الحزب بشأن رسالة بافل طالباني النجل الأكبر لجلال طالباني والذي دعا الى تغيير مجلس محافظة كركوك وتعيين محافظ جديد فيها خلفا لمحافظها الحالي نجم الدين كريم وهوقي ادي في الاتحاد والذي كان البرلمان العراقي قد طرده من منصبه الشهر الماضي نظرا لتحديده لقرارات الحكومة الاتحادية وتمسكه بمنصبه.

تحشيد للبيشمركة

ومن جهته كشف المستشار السياسي لرئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني عن تحشيد قوات البيشمركة على اطراف مدينة كركوك وذلك في اطار معلومات عن تحشيدات مماثلة لقوات عراقية.

وقال هيمن هورامي في تغريدة على موقع تويتر أن "نحن شعب مسالم ولن نقدم على مهاجمة احد، لكن قواتنا تتحشد اليوم على اطراف كركوك لمواجهة اي طارئ".

وتشير معلومات الى ان الاكراد دفعوا اليوم بحوالي 6 الاف مقاتل مسلح نحو كركوك لدعم قوات البيشمركة فيها امام اي هجوم للقوات العراقية كما يقول الاكراد.

واشار مصدر في الشرطة الاتحادية الى وجود تحشد عسكري كبير من مختلف القطعات العسكرية العراقية بمحيط ناحية الرشاد وقصبة البشير جنوبي كركوك.

وكان العبادي قد أكد امس ان الجيش العراقي لن لخوض حرب ضد المواطنين الاكراد.

ومن جهته أكد مصدر امني ان القوات العراقية كسرت سواتر وضعتها البيشمركة حول كركوك وتمركزت في قريتي تازة والبشير عقب قيام القوات الكردية بإنزال اعلامها منها.

واشار الى ان القوات الحكومية تحركت للدخول الى مناطق سيطر عليها الاكراد بعد تخريرها من تنظيم داعش وسط تقارير تفيد بأن العبادي وجه بإيقاف دخول القوات العراقية الى كركوك لمدة 48 ساعة بعد أن أنزلت قوات البيشمركة الأعلام الكردية وأخلت ثكناتها في قريتي تازة والبشير.

واضاف ان القوات الامنية باشرت حركتها تجاه استعادة مواقعها قبل احداث حزيران/يونيو 2014" في اشارة الى المواقع التي استولى عليها الاكراد مستغلين هجوم تنظيم داعش وانهيار الجيش العراقي انذاك.