«إيلاف» من نيويورك: هزة عنيفة تعرض لها الاتفاق النووي الإيراني، بعدما عدّه الرئيس الأميركي، دونالد ترمب "احد اسوأ" اتفاق وقعته الولايات المتحدة في تاريخها، معتبرا ان طهران لا تحترم روحيته.

ترمب الذي رفض التصديق على التزام ايران بهذا الاتفاق، أكد أن بلاده قد تنسحب منه بالكامل في نهاية المطاف، في تحد لقوى عالمية كبرى.

موقف تاريخي

وفي تصريح خاص بإيلاف، قال د.وليد فارس، مستشار ترمب خلال الحملة الانتخابية، والخبير في سياسات الشرق الأوسط، "ان الموقف الجديد الذي اطلقه الرئيس الأميركي حيال الاتفاق النووي الإيراني، موقف استراتيجي تاريخي تغييري".

خسرت المواجهة

وأشار، "إلى انه وابان الحملة الانتخابية التزم المرشح الجمهوري آنذاك بتغيير السياسة الأميركية التي تبنتها إدارة اوباما تجاه ايران، وتوجتها بتوقيع هذا الاتفاق الخطير، فخسرت المواجهة مع طهران وهُدد الامن القومي الأميركي في المنطقة، كما استفاد النظام الايراني من تغيّر الموقف الاميركي فتمدد في العراق واليمن وسوريا بالتزامن مع الربيع العربي وقبلها في لبنان".

الخطأ المميت

وإعتبر فارس، "ان الخطر الاستراتيجي المميت تجسد باعطاء اوباما النظام الإيراني فرصة التحرك في المنطقة ثم قام بحماية تمدد النظام حمى بواسطة الاتفاق النووي"، متابعا، "الإدارة الحالية تعتبر ان الاعتراض ليس على تقنيات الاتفاق النووي ان كان ينفذ بنسبة مئة بالمئة او تسعين بالمئة بل لان هذا الاتفاق يسمح لإيران بالحصول على مئة وخمسين مليار دولار تُستخدم في عملية تطوير الصناعة العسكرية والحصول على صواريخ بعيدة المدى ونشر ميليشياتها في المنطقة."

وضع حد للإنفلاش العسكري

فارس الذي قال خلال الحملة الانتخابية، ان "المرشح الجمهوري سيعيد فرض العقوبات على طهران حتى يتغير سلوكها لأنه يرى حجم خطر هذا النظام"، رأى انه وبحال كان هدف الاتفاق حصر قدرة ايران فانه في الحقيقة موّل حركتها لتتوسع في المنطقة، لذلك فان ترمب قرر وضع حد للانفلاش العسكري الإيراني، وخطابه اليوم خصص لشرح الوقائع للشعب الأميركي والرأي العام الذي كان مغيبا عن الوقائع".

وتابع، " الرئيس ترمب أراد الضغط على الكونغرس ليقوم بتحمل مسؤولياته من اجل تغيير السياسة ضد ايران، خصوصا ان المجلس التشريعي فشل في وقف الاتفاق رغم امتلاك الجمهوريين يومها للاكثرية، اما اليوم فالحال تغير، وترمب يقول انا رئيس جمهوري ونحن أكثرية وعلينا تغيير هذه السياسة. هو لا يتحدث عن حروب وازمات بل تغير السياسة."

مع الاقتصاد العالمي أو إيران

وعن الموقف الأوروبي، توجه فارس الى الدول الاوربية بالقول،" اما ان تكونوا شركاء مع اقتصاد النظام الايراني، او الاقتصاد الأميركي والإسلامي والخليجي، والعالمي".

وختم فارس بالقول، "الطريق ليس سهلا، قد يصعب الخروج من هذا الاتفاق ولكن لا يستحيل، هناك 48 دولة عربية وإسرائيل ودول أوروبا وأميركا الجنوبية تدفع باتجاه استبدال الاتفاق باتفاق اخر يساهم في بلورة اتفاق إقليمي اكبر يشكل ضامنا للأمن والاستقرار، وإدارة ترمب ستتقدم في هذا الاتجاه بالتعاون مع حلفائها والمعارضة الإيرانية".