استمرت عدة صحف عربية في تحليل أبعاد اتفاق المصالحة الذي أُبرم بين حركتي فتح وحماس برعاية الحكومة المصرية.

ومن أبرز ما تناولته الصحف الدور الذي لعبته مصر في إنهاء الانقسام المستمر منذ نحو عشر سنوات، وكذلك دلالات توقيع حماس على الاتفاق.

في "فلسطين اليوم"، تناول طلال عوكل الشق المتعلق بحركة حماس، وذلك في مقال بعنوان "حماس تتصالح مع التاريخ".

وقال عوكل إنه "لم يعد ثمة مجال للمنافسة على التمثيل والشرعية، وأصبح على الحركة أن تبحث عن أفضل وأقصر الطرق لتحقيق شراكة سياسية مع الجسم الوطني ومن داخله، الأمر الذي يجعل المصالحة الجارية، مصالحة مع التاريخ بالنسبة لحماس، وجزءً من عملية إعادة إعمار وبناء كل الحالة الفلسطينية".

من جهته، يرى نبيل عمرو في "الشرق الأوسط" اللندنية أن توقيع حماس على الاتفاق يعتبر بمثابة تقديم "طلب الانتساب إلى معسكر الاعتدال".

ويقول عمرو "بمراقبة تفصيلية لسلوك حماس ولغتها السياسية وتقلباتها التحالفية، نرى أن هذه الحركة قد تغيرت، وأنها وجدت نفسها أخيراً مضطرة لأن تقدم طلب انتساب صريحا لمعسكر الاعتدال العربي، وبوابته العريضة مصر".

ويضيف "حين يتعرض الزورق الصغير إلى عاصفة شديدة، فإن براعة القبطان تتجلى في قدرته على التخلص من الحمولات الزائدة، وزورق حماس في غزة يكتظ بهذا النوع من الحمولات، وأول حمل زائد وجدت حماس نفسها مضطرة لمحاولة التخلص منه هو غزة".

"محاصرة الإرهاب"

ومن زاوية أخرى، وصفت جريدة "القدس" الفلسطينية في افتتاحيتها أجواء المحادثات في القاهرة بأنها كانت إيجابية.

وقالت الصحيفة "تقوم مصر، كما يتضح من مختلف المصادر، بدورها في منتهى الجدية والمسؤولية وقد قدمت ورقة تتضمن اثني وعشرين بنداً تتناول جميع تفاصيل القضايا ومتطلبات المرحلة المقبلة... واشارت الى اجتماع لكل الفصائل الفلسطينية خلال شهر ليكون الاتفاق شاملاً".

بدوره، يرى عدلي صادق في "العرب" اللندنية أن "ما تم إحرازه حتى الآن، على الرغم من عموميته، يوسع هامش الحركة للمصريين، ويلبي احتياجاتهم الأمنية والسياسية، لا سيما وأن الاتفاق سيجعلهم موجودين في غزة، وطرفاً ضالعاً في التطورات، وأمراً مساعداً على محاصرة الإرهاب في سيناء".

جريدة الأهرام المصرية أيضاً عكست أشادت بدور القاهرة في التوصل إلى الاتفاق.

وقالت الصحيفة "أسفرت الجهود المصرية المخلصة لتحقيق المصالحة بين حركتي فتح وحماس عن تمهيد الطريق أمام حكومة الوفاق الوطني لممارسة مهامها في إدارة شئون قطاع غزة وهى خطوة مهمة في طريق وحدة الشعب الفلسطيني وطي سنوات من الخلافات والانشقاق وبدء مرحلة جديدة من التعاون وتنسيق الجهود".

وأشادت "الوطن" العمانية باتفاق المصالحة، قائلة في افتتاحيتها إنه "يضع القضية الفلسطينية على الطريق الصحيح".

وأضافت الجريدة "لعل الاحتفالات الشعبية التي شهدها القطاع وتوزيع الحلوى في الشوارع هو أصدق تعبير لرغبة الشعب الفلسطيني في إنهاء هذا الانقسام المرير، إيمانًا منه بأن طريق التحرر الوطني واسترداد الحقوق المسلوبة يحتاج ـ بجانب العمل النضالي والمقاوم ـ لتوافق فلسطيني، يحمي الحقوق الفلسطينية".