منحت دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي عقدًا بقيمة 500 مليون دولار إلى "شركة زبلن للإنشاءات" يتضمن تجديد وترميم مبنى المجمع الثقافي في قصر الحصن، رمز نشأة العاصمة الإماراتية، والذي يعتبر شاهدًا على التطور الثقافي الذي حققته أبوظبي، حيث احتضن أول مكتبة وقاعة معارض ومسرح في المدينة، كما إنه أول صروحها الثقافية في العصر الحديث. وجاء افتتاحه عام 1981 نقطة انطلاق وخطوة مهمة في مسيرة نمو المدينة.

إيلاف من أبوظبي: بموجب العقد الجديد، سيخضع المبنى، الذي تبلغ مساحته 23.000 متر مربع، لعملية تجديد تشمل إعادة بناء المكتبة، وتوفير مساحات للمعارض، ومسرح يتسع لـ 900 مشاهد إلى جانب مرافق للأنشطة الثقافية والتعليمية وورش العمل، ومطاعم ومنافذ للأطعمة والمشروبات. وستتم أيضًا إضافة المزيد من قاعات عرض الفنون، ومصلى مساحته 1.100 متر مربع، ومناطق استراحة، وأعمال تجميل وتشجير ونوافير مائية، ومواقف تحت الأرض لـ500 سيارة. وقد بدأ العمل في الموقع وجرى تركيب الدعائم والركائز الخاصة بموقف السيارات.

وقد أكد سيف سعيد غباش، مدير عام دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي أن مبنى المجمع الثقافي يحظى بمكانة مرموقة باعتباره أحد الإنجازات الثقافية في أبوظبي ودولة الإمارات نظرًا إلى أهميته التاريخية والاجتماعية والمعمارية والرمزية والحضرية، علاوة على دوره كعنصر أساسي في ذاكرة أبوظبي الحية يجسد استمرارية ازدهارها الثقافي.

وأوضح: "يشكل مبنى المجمع الثقافي علامة بارزة على تطورأبوظبي التاريخي، وانتقالها من الماضي إلى الحاضر مع المحافظة على إرثها الحضاري وتراثها الثقافي العريق. علاوة على ذلك، يكتسب المبنى قيمة إضافية من خلال موقعه ضمن منطقة قصر الحصن. ونثق أن الاستثمار في هذا المشروع سيرسخ مكانة الإمارة كوجهة متميزة للسياحة الثقافية".

وبيّن غباش: "يوفرالمشروع آفاقًا أوسع لتسليط الضوء على تراثنا الثقافي وتقاليدنا الأصيلة وتقديمها إلى الجمهور، وسيسهم في زيادة أعداد زوار الإمارة، محققًا عوائد إيجابية لقطاعات الضيافة والسياحة والتجارة. ويؤكد منح هذا العقد الجديد إلى "شركة زبلن للإنشاءات" رؤيتنا للشراكة مع القطاع الخاص في مشاريعنا الثقافية، ويعزز التزامنا بدعم النمو الاقتصادي في الإمارة".

يُعد هذا العقد الأخير ضمن المخطط الرئيس لمشروع تجديد وتطوير موقع قصر الحصن والمنطقة المحيطة، والذي يصل إجمالي استثماراته إلى 711 مليون درهم. وبالتزامن مع بدء العمل في مبنى المجمع الثقافي، اقتربت من الانتهاء أعمال ترميم قصر الحصن، أول مبنى دائم على أرض جزيرة أبوظبي ومقر أجيال عديدة من أسرة آل نهيان الحاكمة.

وأعلن الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة عن المخطط الرئيس لمشروع موقع قصر الحصن في شهر مارس الماضي. ويحدد المخطط الجدول الزمني ومراحل المشروع والتحسينات الجارية والتي تتضمن قصر الحصن ومقر المجلس الوطني الاستشاري ومبنى المجمع الثقافي. وعند اكتمال المشروع، سيتحوّل موقع قصر الحصن إلى وجهة مفضلة للزوارعلى مدار العام عبر تقديم تجارب سياحية وتراثية وثقافية وتعليمية.