أمرت النيابة العامة في مصر بحبس متهم بقتل كاهن كنيسة في ضاحية المرج، شمالي القاهرة، أربعة أيام على ذمة التحقيقات.

وقالت مصادر بنيابة شرق القاهرة، التي تتولى التحقيق مع المتهم، إنه أقر بارتكاب الجريمة، وبإنه "كان يتشاجر مع أصحاب أحد المحال التي كان يعمل بها ويحمل ساطورا، وتصادف ذلك مع مرور القس القتيل سمعان شحاته فطارده حتى تمكن من اللحاق به داخل مخزن حديد، وانهال عليه طعنا حتى قتله".

وكان القس سمعان يعمل راعيا لإحدى الكنائس بمركز الفشن بمحافظة بني سويف، جنوبي مصر، وكان مسؤولا عن إقامة الشعائر داخل الكنيسة ومتابعة أحوال الأقباط في المنطقة المحيطة بها.

وسجلت كاميرا مراقبة الاعتداء على سمعان يوم الخميس، قبل أن يفر المعتدي من مسرح الحادث.

ولم يتأكد حتى الآن الدافع الحقيقي وراء الحادث.

روايات مختلفة

أفاد بيان رسمي أصدرته وزارة الداخلية المصرية في وقت سابق بأن "الشرطة ألقت القبض على عاطل إثر الإعتداء على القس، بسلاح أبيض بمنطقة مؤسسة الزكاة التابعة لقسم شرطة المرج بالقاهرة مما أدى إلى وفاته".

وقالت وزارة الداخلية إن المتهم له سجل جنائي يتمثل في الاعتداء على والده وحرق منزله من قبل.

وقالت النيابة المصرية الخميس إن التحقيقات الأولية تشير إلى "دافع جنائي" وراء مقتل القس.

لكن نشطاء ورجال دين مسيحيين قالوا إن الحادث "جريمة قتل بسبب الهوية الدينية وأن القاتل متطرف دينيا".

وبينما اتهمت ابرشية بني سويف، التابع لها القس شحاته، منفذ الحادث بأنه "متطرف قتل الكاهن أثناء القيام بخدمته"، وصفت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية الحادث بأنه "مؤسف"، دون توصيفه أو تصنيف منفذه.

ونقلت مصادر قضائية أن المتهم قال إنه نفذ الحادث من أجل سرقة القس. لكن الكاهن بيمن مفتاح، الذي كان برفقة القس القتيل أثناء الاعتداء عليه، شكك في صحة هذا الإدعاء.

وأضاف مفتاح في تصريح للصحفيين عقب تشييع جنازة سمعان إن المتهم "قتله فقط لأنه قس".

ويظهر مقطع مصور، التقطته كاميرا مراقبة لمخزن لحديد التسليح، القاتل يلاحق القس القتيل وبحوزته سلاح أبيض، وقام بطعنه من الخلف وحاول القس الفرار إلا انه قام بملاحقته مرة أخرى، ومرر عددا من الطعنات له، نقل على إثرها إلى المستشفى إلا أنه كان قد فارق الحياة.

ويقول إبراهيم محمد، أحد العمال بالمنطقة وشاهد عيان علي الواقعة: "خرجت من الورشة المجاورة لمخزن الحديد على صوت صراخ إحدى السيدات، فشاهدنا المتهم وهو يحمل سلاحا أبيض ويلاحق القس ويوجه له الضربات، ثم أخفى السلاح داخل ملابسه واستقل حافلة نقل عمال، فلاحقه أحد الأشخاص وتحفظ عليه قبل أن تأتي الشرطة لتقبض عليه".

وشهدت محافظات مصرية 37 اعتداء على أقباط خلال السنوات الثلاث الأخيرة، حسب تصريحات بابا الكنيسة المصرية، تواضروس الثاني، العام الماضي، بمعدل اعتداء كل شهر يتعلق بعضها ببناء أو ترميم الكنائس.

وفرضت حالة الطوارئ في مصر في أبريل الماضي عقب تفجيري كنيستين في طنطا والإسكندرية راح ضحيتهما نحو 45 قتيلا من الأقباط.

"دائم الشجار"

داخل أحد الأزقة بضاحية مؤسسة الزكاة، أكد أفراد أسرة عبد الملاك، وهم جيران المتهم، لبي بي سي أنه لا يعاني اضطرابات نفسية أو عقلية، وأنه "كامل الأهلية".

ويقول ناصر حسن، أحد الجيران، إن المتهم "دائم الشجار مع الجيران مع الأقباط من جيرانه، وقام بالاعتداء بالحجارة على أحد المحال التجارية التي يملكها قبطي من قبل".

وأضاف حسن أن "المتهم قال مرارا إنه لا يحب المسيحيين".

وقال وجدي مسعود، وهو صاحب محل لبيع الأدوات الكهربائية يسكن في المنطقة منذ أكثر من عشرة سنوات، إن المتهم "صاحب توجه ديني متشدد، وأنه دائم المشاكل مع أقباط المنطقة، ومع بداية الدخول في مشاكل مع الاقباط بدأ أهله يروجون الى انه مختل عقليا ولكن هذا غير صحيح".

وأوضح جيران المتهم لبي بي سي أن عائلة المتهم بكامل أفرادها متحفظ عليها لدى سلطات الأمن، ولا تزال التحقيقات القضائية مستمرة.