فيما تم تعيين محافظ عربي لمدينة كركوك العراقية الشمالية المتنازع عليها، بدأ آلاف الأكراد الهرب منها، بينما أعلنت القوات العراقية استعادتها من البيشمركة الكردية 13 هدفا بينها مطار المدينة.. في وقت اتهمت قيادة قوات البيشمركة الحرس الثوري الايراني بقيادة الهجوم على كركوك.

إيلاف من لندن: كشف النائب السابق عن محافظة كركوك ياسين العبيدي عن تكليف الشخصية العربية راكان سعيد علي الجبوري محافظا لكركوك.. وقال ان التكليف جاء بصفته نائبًا للمحافظ نجم الدين كريم الذي هرب مساء امس الى اربيل حيث كان البرلمان العراقي قد اقاله من منصبه الشهر الماضي لسوء ممارساته ومحاربته لمكونات المحافظة من التركمان والعرب وتحيزه للأكراد بشكل شوفيني خلق اضطرابًا امنيًا في المحافظة.

وأضاف العبيدي في تصريح للوكالة الوطنية العراقية الاثنين ان العمليات العسكرية تسير وفق الخطة المرسومة لها وحققت تقريبا كامل اهدافها دون اية خسائر والامور تسير على طبيعتها باحياء كركوك المختلفة.

وأشارت النائبة عن ائتلاف دولة القانون زينب عارف البصري الى أن محافظ كركوك المقال نجم الدين كريم من دعاة الحرب واشعال الفتنة، مطالبة الحكومة الاتحادية بمحاكمته. وقالت البصري في بيان اطلعت على نصه "إيلاف" إن "على الحكومة محاكمة محافظ كركوك المقال كونه خالف الأوامر الحكومية ومجلس النواب".. مؤكدة أنه "كان من دعاة الحرب واشعال الفتنة بين مكونات الشعب الواحد ومخالفاته الدستورية".

وفي هذا الاطار، بدأ عشرات الآلاف من مواطني كركوك خاصة الأكراد منهم بالفرار من المدينة الان صوب طريقي كركوك الرابطين مع السليمانية واربيل. وشوهدت طوابير من المركبات وهي تحمل العوائل ومركبات الحمل تجمعت بشكل كبير جداً للخروج عبر طريق كركوك السليمانية وطريق كركوك اربيل وغالبيتهم من الأكراد.

وكانت سلطات اقليم كردستان قد دفعت بعشرات الآلاف من الأكراد بعد سقوط النظام السابق عام 2003 للسكن في كركوك لتغيير تركيبتها السكانية لصالح الأكراد بالضد من اغلبيتها من التركمان والعرب والمسيحيين.

قتلى بين القوات العراقية والبيشمركة

وتم الاعلان اليوم عن مقتل عشرة مقاتلين أكراد في معارك ليلية مع القوات العراقية واصيب 27 آخرون بجروح في معارك ليلية بين قوات البيشمركة ووحدات من الحشد الشعبي في محافظة كركوك.

وأعلن مساعد مدير الصحة في منطقة جمجمال شرزاد حسن ان هذه الحصيلة تشمل المستشفيات في منطقته فقط. وقال مسؤولون أكراد إن عشرات المقاتلين من البشمركة في عداد المفقودين، وان قتلى بين المقاتلين نقلوا الى مستشفيات عدة.

ومن جانبها، قالت قوات البيشمركة ان الاشتباكات التي اندلعت في الحي الصناعي بكركوك بين قواتها ومسلحي الحشد الشعبي والجيش العراقي اسفرت عن مقتل 15 مسلحاً من الحشد الشعبي.

وأشارت الى أن "15 مسلحاً قُتلوا في الاشتباكات ولا تزال جثثهم في الشوارع". وأضافت أن "الاشتباكات أسفرت كذلك عن تدمير 7 آليات عسكرية تابعة للحشد الشعبي والجيش العراقي".

البيشمركة تتهم الحرس الثوري بقيادة الهجوم على كردستان

وأعلنت القيادة العامة لقوات البيشمركة الاثنين ان الحشد الشعبي، الذي يضم بغالبيته فصائل شيعية مسلحة، وبقيادة اقبال بور احد قيادات الحرس الثوري الإيراني، وبالتعاون مع القوات العراقية، يشن هجومًا على محافظة كركوك والمناطق المحيطة بها.

وقال القيادة في بيان انه قبل فجر اليوم قوات الحشد الشعبي، وبقيادة اقبال بور احد قادة الحرس الثوري الإيراني، وبالتعاون مع القوات العراقية تشن هجومًا واسعاً على كركوك والمناطق المحيطة بها، منوهة الى ان هذا الهجوم هو ضد شعب كردستان.

وأضافت ان هذا الهجوم تشنه الحكومة العراقية، والحشد، وقوات لفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، وهم يتعدون على شعب كردستان الذي طالب بالحرية والتعدي على كركوك. 

وأشارت الى انه للأسف، المسؤولون في الاتحاد الوطني الكوردستاني قد ساعدوا في ذلك الهجوم ضد شعب كردستان وارتكبوا خيانة عظمى وتاريخية لكردستان وللشهداء الذين سقطوا تحت علم الاتحاد الوطني الذين ضحوا بأنفسهم فداء لكردستان.. مشيرة الى ان أولئك المسؤولين قد انسحبوا من دون قتال امام تحرك الحشد الشعبي، والحرس الثوري الإيراني، وقد تركوا كوسرت رسول القيادي في الاتحاد ونائب رئيس الاقليم وحيداً.

وأضافت قيادة البيشمركة في بيانها الذي نقلته وكالة "شفق نيوز" الكردية وتابعته "إيلاف"، انه نعلن لجميع الجهات ان الحشد الشعبي يشن هذا الهجوم بأسلحة ثقيلة، ودبابات الـ"برامز" الاميركية، واسلحة أخرى للتحالف الدولي، مبينة ان تلك الأسلحة سلمت للحشد والقوات العراقية تحت عنوان محاربة تنظيم داعش، ولكن بالمقابل لم يتم تجهيز قوات البيشمركة بالأسلحة التي كانت يحتاجها في محاربة ذلك التنظيم.

وقالت "نطمئن شعب كردستان انه مع عدم نزاهة بعض المسؤولين وخطة الحكومة العراقية والحرس الثوري، فإن قوات البيشمركة يدافعون بكل بسالة عن جميع المناطق، مشددة على انه لن نسمح بالنيل من إرادة شعب كردستان، وسنقطع الطريق على اعدائهم.

وأنهت قيادة البيشمركة بيانها بالقول بدعوة جميع قوات البيشمركة الى الدفاع عن الشعب، والوطن، والجماهير الى الثبات ضد الأعداء، وان يقوموا بما يمكن.. مشيرة الى ان المسؤول الأول في محاربة شعب كردستان رئيس الحكومة حيدر العبادي، ويجب ان يدفع ثمن هذا الظلم غاليًا.

معصوم والسفير الاميركي بحثا الانهيار الامني في كركوك

وازاء هذه التطورات، فقد بحث الرئيس العراقي فؤاد معصوم في بغداد اليوم مع سفير الولايات المتحدة الأميركية لدى العراق دوغلاس سيليمان المستجدات السياسية والأمنية في البلاد لاسيما التطورات الأخيرة في محافظة كركوك.

وشدد معصوم خلال اجتماعه مع السفير على ضرورة وقف تفاقم النزاع في كركوك ولزوم بذل أقصى الجهود للعودة الفورية إلى الحوار لحل الخلافات على أساس الدستور وعبر الحوار بما يفضي إلى نشر السلم والاستقرار السياسي والأمني كما نقل عنه بيان رئاسي اطلعت عليه "إيلاف".

ودعا معصوم أجهزة الاعلام وأطراف الخلاف كافة إلى الابتعاد عن التصعيد والخطابات المتشنجة، معبرًا عن أمله في تفهم كافة القوى السياسية في البلاد خطورة تفاقم الأوضاع التي من شأنها أن تنعكس سلبًا على مستقبل العراقيين جميعا.

وركز الرئيس معصوم على ضرورة شروع القيادات السياسية العمل من أجل ايجاد أرضية مقبولة وتفاهمات وطيدة تسهم بوضع حلول فورية للمشاكل المندلعة في كركوك وكافة مشاكل البلاد، لا سيما بين الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كردستان، مشيراً إلى أهمية الحفاظ على الوحدة الوطنية وحياة المواطنين.

من جانبه، أكد السفير الاميركي سيليمان حرص الولايات المتحدة على استقرار العراق واستعدادها لتقديم أي دعم لمساعدة العراقيين في تجاوز هذه المشكلة.. مؤكداً تواصل دعم بلاده للعراق في حربه ضد الارهاب.

العبادي: نقوم بواجبنا في منع تقسيم العراق

وقال العبادي في رسالة الى الشعب العراقي الاثنين تابعتها "إيلاف" قائلا "إن واجبي هو العمل وفق الدستور لخدمة المواطنين وحماية وحدة البلاد التي تعرضت لخطر التقسيم نتيجة الاصرار على اجراء الاستفتاء الذي نظم من قبل المتحكمين في اقليم كردستان ومن طرف واحد وفي وقت نخوض فيه حربًا وجودية ضد الارهاب المتمثل بعصابة داعش الارهابية".

واوضح قائلا "قد حاولنا ثني الاخوة المتصدين في الاقليم عن اجرائه وعدم خرق الدستور والتركيز على محاربة داعش ولم يستمعوا لمناشداتنا ثم طالبناهم بالغاء نتائجه ودون جدوى ايضًا وبيّنا لهم حجم الخطر الذي سيتعرض له العراق وشعبه لكنهم فضلوا مصالحهم الشخصية والحزبية على مصلحة العراق بعربه وكرده وباقي اطيافه وتجاوزوا على الدستور وخرجوا عن الاجماع الوطني والشراكة الوطنية، إضافة الى استخفافهم بالرفض الدولي الشامل للاستفتاء ولتقسيم العراق واقامة دولة على اساس قومي وعنصري". 

وشدد العبادي بالقول "نطمئن اهلنا في كردستان وفي كركوك على وجه الخصوص بأننا حريصون على سلامتهم ومصلحتهم ولم نقم الا بواجبنا الدستوري ببسط السلطة الاتحادية وفرض الأمن وحماية الثروة الوطنية في هذه المدينة التي نريدها ان تبقى مدينة تعايش سلمي لكل العراقيين بمختلف اطيافهم".

واهاب بجميع المواطنين التعاون مع القوات المسلحة "الملتزمة بتوجيهاتنا المشددة بحماية المدنيين بالدرجة الاولى وفرض الأمن والنظام وحماية منشآت الدولة ومؤسساتها".. 

ودعا قوات البيشمركة الى اداء واجبها تحت القيادة الاتحادية باعتبارها جزءًا من القوات العراقية المسلحة".. وطالب جميع الموظفين في كركوك الاستمرار بأعمالهم بشكل طبيعي وعدم تعطيل مصالح المواطنين كما وجه الشرطة المحلية والاجهزة الاستخبارية في كركوك بحماية المواطنين وممتلكاتهم وان يكونوا على درجة عالية من اليقظة والحذر لمنع مروجي الفتن من ان يوقعوا بين ابناء الوطن الواحد". 

واكد العبادي قائلا "نعاهد ابناء شعبنا على المضي بالدفاع عن حقوقهم ومكتسباتهم وثروتهم الوطنية من الهدر والفساد فهي ملك لجميع العراقيين والعمل على ان نعيش اخوة في هذا الوطن دون تمييز. عاش العراق وعاشت قواتنا المسلحة البطلة التي تحمي الوطن والمواطن".

استعادة 13 هدفاً من البيشمركة بينها مطار كركوك

ومن جهتها، اعلنت الشرطة الاتحادية عن استعادة السيطرة على 13 هدفا حيويا جنوب كركوك، كما فرضت الامن على مطار كركوك (قاعدة الحرية).

وقالت قيادة الشرطة الاتحادية في بيان صحفي اطلعت عليه "إيلاف" إن "الاهداف الحيوية التي تمت السيطرة عليها من قبل قطعاتنا هي معمل غاز الشمال ومحطة كهرباء ملا عبدالله وجسر مريم بيك وجسر خالد وقرية سرجلان ومركز شرطة سرجلان والمستودعات الحديثة وساحة الحويجة ومقر آمرية افواج الحويجة وقرية جحيش وتقاطع الرشاد وقرية طوبزاوه وقرية قرش تبه".

كما اعلنت خلية الاعلام الحربي ان القوات المشتركة سيطرت على ناحية ليلان وحقول نفط باباكركر ومقر شركة نفط الشمال في كركوك وهي تفرض الامن فيها الان. وأشارت الى إن قوات الشرطة الاتحادية والرد السريع تفرض الامن على مطار كركوك (قاعدة الحرية).
وعلى صعيد امن محافظة كركوك، قال وزير الداخلية قاسم الاعرجي انه تم توجيه شرطة كركوك بالالتزام بالدوام والبقاء في مقراتها وممارسة اعمالها الاعتيادية.

وقال مسؤول في وزارة النفط العراقية ان انتاج النفط والغاز الطبيعي من منطقة كركوك يسير بشكل طبيعي يوم الاثنين على الرغم من عملية عسكرية عراقية للاستيلاء على المنطقة. وأضاف: "لدينا اتفاق مع بعض الزعماء الكرد على ان مرافق النفط والغاز يجب ان تبقى خارج الصراع".

دعوة منتسبي الشرطة والأمن الى الالتحاق باداراتهم 

ودعت قيادة العمليات المشتركة منتسبي قوات الشرطة والامن الوطني الى الالتحاق باداراتهم فورا.

وقالت القيادة انها حريصة على تطبيق النظام والمحافظة على أرواح ومصالح أهل كركوك بعربهم وكردهم وتركمانهم ومسيحييهم، ولتحقيق هذا الهدف الوطني النبيل ومن أجل المحافظة على النظام وتسيير أعمال المحافظة نوجه كافة الموظفين ومنتسبي قوى الأمن الداخلي والشرطة المحلية بضرورة الالتحاق فوراً الى دوائرهم ومقراتهم وممارسة أعمالهم أصولياً، وسيكونون جميعاً بحماية قواتنا الاتحادية تحية لأهل كركوك الاصلاء.

استعادة أقضية

وفي وقت سابق اليوم، قالت خلية الاعلام الحربي التابعة للقوات المشتركة في بيان صحافي تابعته "إيلاف"، إن عملية فرض الامن في كركوك قد اسفرت لحد الان عن السيطرة على قضاءي الطوز وداقوق جنوب كركوك (222 كم شمال شرق بغداد) وعلى معبر جسر خالد وعلى طريق الرياض - مكتب خالد ومعبر مريم بيك والسيطرة على طريق الرشاد - مريم بيك باتجاه فلكة تكريت.. إضافة الى السيطرة على الحي الصناعي وتركلان وناحية يايجي وعلى منشأة غاز الشمال ومركز الشرطة ومحطة توليد كهرباء كركوك ومصفى بجانب منشأة الغاز ومازالت القطعات مستمرة بالتقدم.

 ومن جانبه، أشار مصدر امني الى ان قوات البيشمركة ارسلت فجر اليوم تعزيزات ضخمة بقوة لواءين إلى كركوك لمنع استعادة القوات العراقية الابار النفطية جنوب غرب المحافظة.

وأضافت خلية الاعلام الحربي ان قوات مكافحة الارهاب اكملت اعادة الانتشار في قاعدة (كي وان) بالكامل، وقالت إن "قوات مكافحة الارهاب اكملت اعادة الانتشار في قاعدة (كي وان) بشكل كامل".

واكدت تقدم قوات الجيش المتمثلة بالفرقة المدرعة التاسعة وقوات الحشد الشعبي نحو ناحية ليلان جنوب كركوك لاستعادة سيطرة القوات الحكومية وفرض الامن في كركوك ونواحيها.

ومن جانبه، كشف سيد هجار نائب قائد قوات بيشمركة زيرفاني التابع لحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني عن إرسال تعزيزات من قوات البيشمركة بقوة لواءين إلى كركوك.. مشيراً إلى أن القوات نقلت أسلحتها الثقيلة معها. وأضاف أن القوات الأخرى ما زالت متمركزة في مواقعها السابقة في اطراف كركوك. 

وفجر اليوم، أشارت القوات العراقية والكردية حصول قصف متبادل بينهما ليل السبت الاحد في جنوب مدينة كركوك، وذلك بعد التقدم الميداني الذي احرزته القوات العراقية في محافظة كركوك المتنازع عليها. 

وتحدثت مصادر عسكرية عراقية عن "قصف متبادل بصواريخ كاتيوشا" في جنوب المدينة، وقبيل ذلك كان التلفزيون الرسمي العراقي افاد بأن القوات العراقية استعادت "بدون مواجهات مساحات واسعة" من محافظة كركوك كانت تسيطر عليها قوات البشمركة. 

وقالت الحكومة العراقية ان قواتها تعتزم "حماية القواعد والمنشآت الاتحادية في محافظة كركوك"، حيث تلقّت القوات العراقية اوامر باستعادة قاعدة عسكرية وحقول نفطية في كركوك كانت القوات الكرديّة سيطرت عليها قبل ثلاث سنوات بُعيد سقوط مناطق عراقية بأيدي تنظيم داعش.

وكانت الحكومة العراقية قد صعّدت الاحد لهجتها متهمة الأكراد بالسعي الى"إعلان الحرب" مع وجود عناصر من حزب العمال الكردستاني التركي في كركوك الذي تعتبره انقرة وواشنطن منظمة ارهابية.