فيما أعلنت القوات العراقية سيطرتها على مدينة سنجار مركز الايزيديين وبدء عودة الحياة الطبيعية إلى كركوك، كشف وزير الخارجية الألماني عن تحذيره بارزاني بأن الاستفتاء سيخسره الدعم الأوروبي مؤكدًا دعم وحدة العراق. 

إيلاف من لندن: خلال اتصال هاتفي تلقاه رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي اليوم من وزير الخارجية الألماني زيغمار غابرييل، فقد جرى بحث فرض النظام وانتشار القوات العراقية الاتحادية في مدينة كركوك الشمالية الغنية بالنفط والمتنازع عليها بين بغداد وأربيل، إضافة إلى عملية الاستقرار في المناطق المحررة.

وأكد الوزير الألماني موقف بلاده الداعم لوحدة العراق ورفضه للاستفتاء في اقليم كردستان وقال انه كان قد ابلغ رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني بانه "سيخسر الدعم الأوروبي ودعم ألمانيا فيما لو مضى قدما بعملية الاستفتاء مبيناً ان ألمانيا تتابع ما يجري في محافظة كركوك. وأضاف غابرييل ان على الجميع ان يركز على محاربة داعش واستقرار المناطق العراقية المحررة. 

ومن جهته، قال العبادي إن ما فعلته الحكومة العراقية في محافظة كركوك كان أمرًا لا بد منه لفرض السلطة الاتحادية وبحسب الدستور والحفاظ على وضع المحافظة البالغ الحساسية نظرًا لما تحتويه من تنوع اطيافها ولتجنب حدوث أي صراعات قد تنشأ عن هذه التطورات الاخيرة. 

وأشار العبادي إلى أنّ ثمة دورا مهما لألمانيا والاتحاد الأوروبي يمكن ان تلعبه في اعادة الاستقرار بالمناطق المحررة، مثمنًا جهود ألمانيا في عملية اعادة الاستقرار في العراق، كما نقل عنه مكتبه الاعلامي في بيان صحافي تابعته "إيلاف".

السيطرة على حقول نفط بكركوك وعودة الحياة الطبيعية اليها

وعلى الصعيد نفسه، أعلنت مصادر أمنية وحكومية في كركوك السيطرة على حقول نفط باي حسن وعن اعادة فتح طريق كركوك بغداد، فيما تم رفع حظر التجوال داخل مدينة كركوك.

وقالت قيادة الحشد الشعبي في بيان اطلعت على نصه "إيلاف"، إن الحشد الشعبي والقوات الأمنية احكما اليوم سيطرتهما الكاملة على حقول باي حسن وئافانا النفطية شمال غرب كركوك بعد انسحاب قوات البيشمركة منها.

وقال راكان سعيد محافظ كركوك وكالة إن الطريق بين كركوك وبغداد تمت اعادة فتحه للمسافرين ونقل البضائع والامور تسير بشكل طبيعي.ومن جهته، قال العقيد ارفاسيوا قادر المتحدث باسم شرطة كركوك إن حظر التجوال رفع في كركوك صباح اليوم وبدأت الحياة تعود بشكل طبيعي للمدينة وعادت الدوائر الخدمية ممارسة اعمالها كما نقلت عنه الوكالة الوطنية العراقية للانباء.

وعلى الصعيد نفسه، فقد بدأ المئات من الاكراد الذين فروا من كركوك امس اثر دخول القوات العراقية إلى المدينة وانسحاب قوات البيشمركة منها بالعودة اليها تدريجيًا بعد اطمئنانهم من قيام السلطات الأمنية بحفظ أمنهم وممتلكاتهم.

القوات العراقية تسيطر على سنجار غرب الموصل

وأعلنت مصادر أمنية اليوم أن القوات العراقية والحشد الشعبي قاما بفرض سيطرتهما على بلدة سنجار مدينة الايزيديين غرب الموصل.

 

سنجار مدينة الايزيديين العراقيين

 

وقالت إن القوات العراقية والحشد الشعبي فرضا سيطرتهما على مركز مدينة سنجار وتمركزا في عدة مبانٍ رئيسة وحكومية داخل المدينة التي انسحبت منها جميع قوات البيشمركة. 

ومن جهتها، قالت قوات البيشمركة إن "البيشمركة الإيزيديين اتفقوا صباح اليوم الثلاثاء مع مجموعة إزيدية في الحشد الشعبي على عدم القتال وتجنب سفك الدماء. وأضافت في بيان أن "الإيزيديين داخل الحشد الشعبي دخلوا إلى مدينة سنجار".

وجاءت هذه التطورات بعد ساعات من إعلان القوات العراقية نتائج عملية حفظ الأمن في كركوك التي انطلقت ليل الأحد الاثنين موضحة أنها سيطرت على مواقع مهمة من أبرزها مطار كركوك ومنشآت نفطية.

وسنجار هي مركز قضاء تقع في غرب محافظة نينوى وتبعد عن الموصل 80 كيلومترًا على جبال سنجار وتسكنها أغلبية من الايزيديين واقلية من التركمان والعرب ويبلغ عدد سكانها أكثر من 84 الف نسمة بحسب أحصاء عام 2014.

وارتكب تنظيم داعش في أغسطس عام 2014 مجزرة ضد الايزيديين في المدينة وقد وصل عدد ضحاياها بين 2000 إلى 5 آلاف ايزيدي كما قام التنظيم بسبي الفتيات الإيزيديات وأخذهنّ جواريَ، وتم بيعهن في أسواق الموصل العراقية والرقة السورية والمناطق الأخرى التي كان يسيطر عليها التنظيم.

وقد جرت هذه المجزرة بعد إنسحاب قوات البيشمركة المفاجئ من مدن قضاء سنجار التي هرب سكانها إلى جبل سنجار والاحتماء فيه، وبقوا هناك عدة أسابيع ومات العديد منهم من الجوع والمرض إلى أن قامت قوات كردية وبدعم من التحالف الدولي من إنقاذ بقية الإيزيديين الموجودين في جبل سنجار وترحيلهم لمناطق أكثر أمناً.