يمتلك الجمهوريون فرصة كبيرة لتعزيز سيطرتهم على مجلس الشيوخ الأميركي في الانتخابات النصفية المقررة في عام 2018.

إيلاف من نيويورك: تتوزع مقاعد مجلس الشيوخ المئة بين الحزب الجمهوري، الذي يمتلك الغالبية البسيطة بواقع 52 مقعدًا، والحزب الديمقراطي، الذي يستحوذ مع المستقلين المقربين منه على ثمانية وأربعين مقعدًا. 

فرصة متاحة
تشكل انتخابات 2018 فرصة كبيرة للجمهوريين من أجل رفع غلتهم، والحصول على 8 مقاعد إضافية تضمن لهم الحصول على الغالبية الكبيرة التي تتيح لهم تمرير ما يريدون من دون اللجوء إلى التفاوض مع الديمقراطيين. 

التنافس على 33 مقعدًا
وستشهد الانتخابات تنافسًا على ثلاثة وثلاثين مقعدًا من أصل مئة، وسيكون على ثمانية جمهوريين الدفاع عن وجودهم، وفي المقابل يشارك 23 ديمقراطيًا، حصل 12 منهم على أقل من 55% من الأصوات في الانتخابات الماضية، بينهم تسعة يتواجدون في ولايات صوّتت إلى جانب ترمب في الانتخابات، وتكتمل المنافسة مع وجود اثنين من أعضاء مجلس الشيوخ المستقلين. 

عقبة رئيسة
لكن فرصة الجمهوريين الكبيرة ستصطدم بعقبة رئيسة اسمها ستيفن بانون، الذي بات يشكل اليوم أكبر عائق أمام الحزب لتحقيق مبتغاه في ظل إعلان مساعد ترمب السابق الحرب على المؤسسة الجمهورية.

الديمقراطيون سعداء
في هذا الإطار، كتب جون فيهري، الذي سبق له وأن عمل مع العديد من النواب وأعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين، يقول: "كلام بانون يلقى ارتياحًا كبيرًا لدى عدد من أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين كجو دونيلي، وهايدي هيتكامب، جون تيستر، تيم كاين، شيرود براون، وجو مانشين، كلير ماكاسكيل وآخرين من الذين سيدافعون عن وجودهم في مجلس الشيوخ في الانتخابات النصفية".

إشادة بماكونيل
أضاف "رغم أن تسعة ديمقراطيين سيخوضون الانتخابات في ولايات فاز بها ترمب، فإن ستيفن بانون، اختار أن ينفق الأموال لشن حرب ضد حلفاء زعيم الغالبية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل".

وأشاد فيهري في مقالته في موقع ذاهيل بأداء ميتش ماكونيل مذكرًا بدور الأخير في منع الرئيس السابق باراك أوباما من تعيين القاضي ميريك غاريلاند في المحكمة العليا خلفًا للراحل أنطونين سكاليا، وكذلك الدور الكبير الذي يلعبه على صعيد ترشيح أكبر عدد من القضاة المحافظين لشغل المناصب الشاغرة في المحاكم الفدرالية.

ووصف الكاتب، مشروع بانون الرامي إلى إخراج ماكونيل من قيادة الجمهوريين في مجلس الشيوخ بالهراء، مؤكدًا أن كبير مساعدي الرئيس سابقًا يهدف إلى إرضاء "الأنا" الخاصة، وربما تخويف بعض المانحين المحتملين لمشروعه.

بوصلة الحرب
واعتبر فيهري أنه "إذا كان بانون يهتم حقًا برئيسه وجدول أعماله، فسوف يجد طريقة للعمل مع زعيم الغالبية في مجلس الشيوخ واستهداف الديمقراطيين، البالغ عددهم 12، والمعرّضين للخطر في عام 2018".

وتابع: "عادة ما تكون الانتخابات النصفية بمثابة تقرير عن أداء الرئيس. فإذا كان يُنظر إلى الرئيس على أنه فشل، يعاقب حزبه، وإذا لا يحصل الحزب على دفعة إيجابية".

وأشار إلى أن "بانون مطالب بوقف حربه السخيفة ضد ماكونيل، وتحويل أنظاره إلى الديمقراطيين، الذين لا يريدون للرئيس أن ينجح، وليس زعيم الغالبية في مجلس الشيوخ، الذي يقوم بعمله".

استراتيجي ذكي
في سياق الصراع الحامي بين بانون وماكونيل، قال الاستراتيجى الجمهوري جون برابيندر: "يعتبر ستيف بانون المهندس الذي عَلم أن انتصار الرئيس ترمب في الانتخابات يمكن أن يأتي من خلال الفوز في ولايات حزام الصدأ (كبنسلفانيا وأوهايو وميتشيغن وويسكونسن)، وليس عن طريق كولورادو. هو استراتيجي ذكي. كما إنه يفهم جدول أعمال ترمب أفضل من ترمب نفسه".

تحذير ماكونيل
وللمرة الأولى منذ إعلان بانون حملته، قالت وسائل إعلام أميركية إن ماكونيل حذر ترمب من خطوات بانون التي قد تضعف جدول أعماله كالقضايا الرئيسة المتعلقة بالإصلاح الضريبي وغيرها. 

وفي تعليقه على الحرب الموجّهة ضده، قال ماكونيل:" الفائزون يصنعون السياسات والخاسرون يذهبون إلى المنزل"، غامزًا من رحيل بانون من منصبه في أغسطس الماضي.