أعلن في أربيل العراقية الشمالية الاربعاء عن تأجيل الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في أقليم كردستان المقررة في الاول من الشهر المقبل إلى موعد جديد يحدده برلمان الاقليم الذي شهدت جلسته اليوم خلافات حادة بين كتله السياسية.

إيلاف من لندن: أعلنت المفوضية العليا لانتخابات إقليم كردستان عن تعليق جميع استعدادتها للانتخابات التي كان من المقرر إجراؤها في الاول من الشهر المقبل حتى يقرر البرلمان موعدا جديدا لها. وقالت المفوضية في بيان صحافي الاربعاء حصلت "إيلاف" على نصه إن "مجلس المفوضين قرر تعليق كافة الاجراءات لعملية الانتخابات التي من المقرر اجراؤها في الأول من تشرين الثاني نوفمبر 2017".

وارجعت المفوضية سبب التعليق إلى عدم تسلمها اسماء المرشحين للانتخابات وخاصة لمنص رئيس الاقليم في الموعد المحدد اضافة إلى التطورات الأخيرة التي شهدها الاقليم على ضوء دخول القوات العراقية إلى مدينة كركوك التي يطالب الاكراد بضمها إلى اقليمهم الشمالي وسيطرتها عليها وانسحاب قوات البيشمركة الكردية منها. 

وأضافت المفوضية أن "تعليق الاجراءات سيبقى لحين إتخاذ برلمان كردستان قرارا بهذا الشأن". وكانت المفوضية أعلنت في الثاثل عشر من الشهر الحالي عن اكمالها لجميع الاستعدادات لإجراء الانتخابات.

واليوم قرر برلمان كردستان تأجيل عقد جلسته إلى إشعار آخر وسط خلافات بين الكتل وانسحاب الاتحاد الإسلامي الكردستاني من الجلسة الذي أعلن مسؤول كتلته أبو بكر هلدني في مؤتمر صحافي الانسحاب من جلسة البرلمان اعتراضا على برنامج الجلسة الذي لم يتناول الأحداث الأخيرة في كركوك وتخصيصها لتأجيل الانتخابات.

وكان من المقرر أن يجتمع برلمان كردستان الأربعاء لمناقشة تمديد عمله وكذلك المستجدات الأخيرة خاصة سيطرة القوات العراقية والحشد الشعبي على كركوك وغيرها من المناطق المتنازع عليها بين بغداد وأربيل خلال اليومين الماضيين. 

بارزاني مازال يتخذ القرارات المصيرية برغم انتهاء ولايته

وكان الاقليم شهد في سبتمبر عام 2013 اخر انتخابات برلمانية فاز فيها الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة رئيس اقليم كردستان وحصل على 38 مقعدا وجاءت بعده حركة التغيير "كوران" بحصولها على 24 مقعدا فيما جاء الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة الرئيس العراقي السابق جلال ثالثا بحصوله على 18 مقعدا وفاز الاتحاد الاسلامي بعشر مقاعد ثم الجماعة الاسلامية بستة مقاعد و16 مقعدا للمستقلين.

وشارك في الانتخابات أكثر من مليوني ناخب تنافس فيها 1138 مرشحا من 31 كياناً سياسياً للحصول على 111 مقعداً برلمانياً حيث سجلت نسبة المشاركة في الانتخابات 74.9% بحسب مفوضية الانتخابات.

اما بالنسبة للانتخابات الرئاسية فقد كانت قد انتهت ولاية مسعود بارزاني في رئاسة أقليم كردستان في 20 من آب اغسطس عام 2015 حيث كان تولى رئاسة الاقليم في عام 2005 واختير داخل البرلمان وبعدها في انتخابات مباشرة جرت عام 2009 وفي عام 2013 وبعد انتهاء ولايته تم تجديدها لمدة عامين بعد خلافات بين الاحزاب الكردية حول اجراء استفتاء على مشروع دستور الاقليم. وتعتبر ولاية بارزاني منتهية منذ اغسطس عام 2015 لكنه مازال يحتفظ بالرئاسة ويصدر القرارات ويتخذ الاجراءات المتعلقة باوضاع الاقليم الحالية والمستقبلية.

وكانت القوات العراقية قد فرضت خلال اليومين الماضيين سيطرتها على أماكن استراتيجية في مدينة كركوك من أبرزها مركز المحافظة ومطار كركوك وقاعدة كي واحد العسكرية ومنشأة غاز الشمال ومركز الشرطة ومحطة توليد الكهرباء والحي الصناعي الاستراتيجي جنوبي المدينة.

وجاء قرار تأجيل الانتخابات في الاقليم بعد تقدم القوات العراقية الاثنين إلى مناطق ومنشآت عدة في محافظة كركوك المتنازع عليها بين بغداد وإقليم كردستان من دون مقاومة عسكرية كبيرة من جانب الأكراد.

وتعتبر هذه العملية العسكرية التي بدأت أثناء الليل هي أقوى خطوة اتخذتها بغداد حتى الآن لتعطيل محاولة الانفصال التي تراود الأكراد الذين يحكمون أنفسهم في منطقة حكم ذاتي داخل العراق منذ سقوط حكم صدام حسين عام 2003 وصوتوا لصالح الانفصال في الاستفتاء الذي نظمته سلطات اقليم كردستان في 25 من الشهر الماضي.