توفي الدكتور الإماراتي محمود فكري الذي يتبوأ منصب المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في شرق المتوسط وشمال أفريقيا خلال رحلة جوية كانت تقله إلى الأوروغواي للمشاركة في مؤتمر صحي عالمي.

إيلاف من دبي: نعت دولة الإمارات العربية المتحدة اليوم مواطنها الدكتور محمود فكري، المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في إقليم شرق المتوسط وشمال أفريقيا، الوكيل المساعد لوزارة الصحة الإماراتية سابقًا، الذي وافته المنية في الطائرة خلال رحلته إلى الأوروغواي، لحضور المؤتمر العالمي لمنظمة الصحة العالمية بشأن الأمراض غير السارية، الذي يعقد حاليًا في مونتفيديو. 

ويعد الدكتور فكري أول إماراتي يتولى منصبًا رفيعًا في منظمة الصحة العالمية، ولديه تاريخ طويل ومثمر في الطب الوقائي والوقاية من الأمراض غير السارية ومكافحتها.

العمل النافع
وذكر الدكتور أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي تويتر:: "رحل عنا الصديق العزيز الدكتور محمود فكري، رحمه الله، ويبقى العمل النافع والذكري الطيّبة والذرية الخيّرة، تعازينا المخلصة إلى أسرته الكريمة".

وأكد مسؤولون إماراتيون أن الراحل شخصية وطنية إماراتية قدمت نموذجًا للصدق والنزاهة، وخدم وطنه بتفان وإخلاص، حيث تقلد عددًا من المناصب في وزارة الصحة، وقدم إسهامات وطنية، ساهمت في خدمة الإمارات ورفعتها، وكان نموذجًا مشرفًا للشخصية الإماراتية في العطاء والاجتهاد والمثابرة.

أعماله تتحدث عنه
من جانبه قال عبد الرحمن العويس وزير الصحة ووقاية المجتمع الإماراتي إن الراحل يعدّ أول مواطن يتولى المنصب الرفيع في منظمة الصحة العالمية، وإنه كان من الرجال المخلصين لبلده وأهله، وقدم الكثير إلى قطاع الصحة في الدولة، وبحكم دراسته استطاع أن يعطي الكثير، وقد عمل معه في وزارة الصحة لفترة طويلة.

وأضاف أن الراحل كان صاحب مسيرة حافلة بالعطاء محليًا وإقليميًا وعالميًا، وكان خير ممثل للإمارات في منظمة الصحة العالمية، لافتًا إلى أن الفقيد تمتع بصفات مهمة، مثل الهدوء والتواضع، مما جعله مؤثرًا جدًا، وجعل له شعبية في إقليم شرق المتوسط كله، وليس العالم العربي فقط.

وأكد العويس أن "خير متحدث عن الدكتور فكري هي أعماله، وما قدم من إنجازات، فهي من تؤتيه حقه على ما قدم إلى وطنه وعلى المستويين الإقليمي والعالمي، مقدمًا تعازيه إلى أهل الفقيد وأقاربه".

نقل الجثمان يستغرق 19 ساعة
وأكدت وزارة الصحة الإماراتية أنه يتم الآن العمل على إنهاء إجراءات عودة جثمان الفقيد الدكتور محمود فكري إلى أرض الإمارات، وذلك بالتعاون والتنسيق مع وزارة الخارجية الإماراتية ومنظمة الصحة العالمية، لإنهاء إجراءات مغادرة الجثمان من الأوروغواي، والتي تستغرق رحلتها إلى الإمارات نحو 19 ساعة سفر.

من جهتها نعت منظمة الصحة العالمية الدكتور محمود فكري، قائلة إنها تلقت ببالغ الأسى نبأ وفاته، وأكدت أن جهوده الدؤوبة وإنجازاته في مجال الرعاية الصحية العمومية ستظل حاضرة في ذاكرة الكثيرين.

وأعرب الدكتور تيدروس أدهانوم غبرييسوس المدير العام لمنظمة الصحة العالمية عن خالص تعازيه لأسرة الراحل وزملائه وأصدقائه في جميع أنحاء المنظمة وإقليم شرق المتوسط، مؤكدًا أنه من الشخيصات التي أعطت الكثير في مجال دعم وتعزيز الصحة العامة محليًا وإقليميًا وعالميًا. 

تاريخ مشرف وخبرة مهنية طويلة
تخرج الراحل الدكتور فكري في جامعة عين شمس في مصر عام 1979. وحصل على دبلوم في طب المناطق المدارية والإصحاح من كلية ليفربول في المملكة المتحدة عام 1984، وكان عضوًا في هيئة التدريس في قسم طب الصحة العامة في كلية الأطباء الملكية في المملكة المتحدة (2000)، وحصل على درجة الدكتوراه في الطب من جامعة كارول ديفا للطب والصيدلة في رومانيا.

تولى الراحل مهامه كمدير إقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط في الأول من فبراير 2017، وعمل منذ عام 1996 حتى عام 2017، مستشارًا لوزير الصحة في دولة الإمارات العربية المتحدة، وعمل في السابق مساعدًا لوكيل الوزارة للطب الوقائي وشؤون السياسات الصحية في وزارة الصحة (1995-2013).

وشغل منصب عضو في مجلس الإدارة لمركز الصحة والتنمية، التابع لمنظمة الصحة العالمية في كوبي في اليابان، وعمل عضوًا في المجلس الاستشاري في المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون الخليجي (1996- 2005). كما كان الدكتور فكري عضوًا في المجلس التنفيذي لمنظمة الصحة العالمية من 1997 إلى 2000.

طيلة الأعوام الـ 19 الماضية شارك الراحل فكري في وفد دولة الإمارات العربية لجمعية الصحة العالمية واللجنة الإقليمية لشرق المتوسط إما رئيسًا للوفد أو كأحد أعضائه.

حكيم الطب الوقائي
كان الراحل عضوًا في الفريق الاستشاري المعني بالتأهّب للأنفلونزا الجائحة في المدة من 2008 إلى 2011، عندما عمل الفريق العامل مفتوح العضوية للدول الأعضاء على وضع اللمسات الأخيرة على الإطار الخاص بالتأهُّب لمواجهة الأنفلونزا الجائحة لتبادُل فيروسات الأنفلونزا وإتاحة اللقاحات وتقاسم الفوائد المترتبة على ذلك.

كما كان مسؤولًا عن تطوير برنامج التمنيع الوطني في الإمارات وتحديثه بما يتفق مع برنامج منظمة الصحة العالمية الموسَّع للتمنيع. وبفضل هذه الجهود حققت الإمارات العربية المتحدة وضع الخلو من شلل الأطفال والملاريا. وكذلك كان عضوًا في اللجنة الدائمة التابعة لوزارة الخارجية والمعنية بمتابعة الاستعراض الدوري الشامل لتقرير حقوق الإنسان (2009 -2013) وعضوًا في اللجنة الوطنية لمكافحة الإتجار بالبشر في الإمارات العربية المتحدة (2007- 2013).

ترأس وفد الإمارات في الاجتماع رفيع المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة المعني بالوقاية من الأمراض غير السارية ومكافحتها (2011). 

بوصفه مستشارًا لوزير الصحة الإماراتي، وله جهود كبيرة في ترسيخ مفاهيم الطب الوقائي في الإمارات، وكان شخصية بارزة في مجال الصحة العمومية على الصعيد الإقليمي لسنوات عديدة.

حاصد الجوائز
حصد فكري العديد من الجوائز وشهادات التقدير العالمية والإقليمية والمحلية، منها حصوله على جائزة مؤسسة الإمارات العربية المتحدة للصحة من منظمة الصحة العالمية في جنيف (2003) مناصفة مع الدكتور مجدي يعقوب، وجائزة المجلس الدولي لمكافحة عَوَز اليود لعام 2011 لإنجازاته المتميزة ولقيادته القوية.