نصر المجالي: دعت رئيسة الحكومة البريطانية تيريزا ماي، مواطني الاتحاد الأوروبي الذين يعيشون في المملكة المتحدة البقاء فيها بعد خروجها من الاتحاد. وأشارت إلى أن وضع هؤلاء من القضايا الشائكة في مفاوضات "بريكست".

وتوجهت رئيسة الحكومة البريطانية إلى بروكسل، اليوم الخميس، وقالت في رسالة نشرتها على صفحتها في موقع فيسبوك إنها ستتحادث مع القادة الأوروبيين الـ27 حول القضايا التي تهم شعوبنا وخصوصاً حول مستقبل المواطنين الأوروبيين في المملكة المتحدة ما بعد البريكست.

ولفتت ماي إلى أن حقوق المواطنين هي إحدى القضايا التي دائما ما حظيت بالأولوية من قبل بلادها. وأضافت "أعتقد أن الزعماء الآخرين أيضا لديهم نفس الهدف، فهدفنا الحفاظ على حقوق مواطني الاتحاد الأوروبي الذين يعيشون في المملكة المتحدة، ومواطني المملكة المتحدة الذين يعيشون في بلدان الاتحاد الأوروبي".

وأشادت رئيسة الحكومة البريطانية بالاسهامات التي قدمها مواطنو الاتحاد الأوروبي لبلادها، مضيفة "نطلب منهم ومن أسرهم البقاء، ولا يمكن أن أكون صريحة أكثر من هذا".

 

صورة لجانب من رسالة ماي على فيسبوك

 

نريد أن يبقوا

وقالت ماي: "نريد أن يبقى الناس ونريد أن تبقى العائلات معًا. ونحن نقدر بشكل كبير المساهمات التي يقدمها مواطنون الاتحاد الأوروبي للنسيج الاقتصادي والاجتماعي والثقافي للمملكة المتحدة. وأنا أعلم أن الدول الأعضاء تقدر على قدم المساواة المواطنين البريطانيين الذين يعيشون في مجتمعاتهم. آمل أن هذه التأكيدات، إلى جانب تلك التي قدمتها كل من المملكة المتحدة والمفوضية الأوروبية الأسبوع الماضي، سوف توفر المزيد من اليقين المفيد لأربعة ملايين شخص كانوا قلقين حول ما سيعنيه بريكسيت لمستقبلهم".

وأوضحت أن بلادها ستتيح لمواطني الاتحاد الأوروبي البقاء في أراضيها بشكل قانوني عقب خروجها من الاتحاد. ويحق لمواطني الاتحاد الأوروبي الذين يقضون أكثر من 5 سنوات في المملكة المتحدة تقديم طلبات للحصول على إقامات دائمة، لكن عملية التقديم تتعرض لانتقادات بسبب التعقيدات والبيروقراطية.

وقالت رئيسة الحكومة البريطانية: وأنا أعلم أن هناك قلقًا حقيقيًا بشأن كيفية تنفيذ الاتفاق، حيث يشعر الناس بالقلق من أن العملية ستكون معقدة وبيروقراطية، وستضع عقبات يصعب التغلب عليها. 

عملية رقمية

واضافت: وأود أن أطمئن الجميع هنا أيضًا أننا نعمل على تطوير عملية رقمية مبسطة لأولئك الذين يتقدمون بطلب للحصول على وضع مستقر في المملكة المتحدة في المستقبل. وسيشارك الاتحاد الأوروبي في هذه العملية.

وقالت ماي: "وللحفاظ على تطور النظام على المسار الصحيح، تقوم الحكومة أيضا بإنشاء مجموعة من المستخدمين تضم ممثلين عن مواطني الاتحاد الأوروبي في المملكة المتحدة، وخبراء رقميين وتقنيين وقانونيين. وستجتمع هذه المجموعة بانتظام، مما يضمن أن تكون العملية شفافة وتستجيب بشكل صحيح لاحتياجات المستخدمين".

واضافت: "ونحن ندرك أن الرعایا البریطانیین الذین یعیشون في الاتحاد الأوروبي 27 سوف یشعرون بالقلق أیضا إزاء التغیّرات المحتملة في العملیات بعد مغادرة المملکة المتحدة للاتحاد الأوروبي. وقد أشرنا مرارًا وتكرارًا إلى هذه المسائل أثناء المفاوضات. ونحن حريصون على العمل عن كثب مع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي لضمان تبسيط عملياتها على قدم المساواة".

مواطنو بريطانيا - الاتحاد

ويقدر عدد مواطني الاتحاد الأوروبي الذين يعيشون في انكلترا وويلز واسكتلندا وإيرلندا الشمالية بنحو 3 ملايين و200 ألف، فيما عدد مواطني المملكة المتحدة الذين يعيشون في بلدان الاتحاد الأوروبي فيقدر عددهم بنحو مليون و200 ألف مواطن.

ويعتبر فصل التفاوض على حفظ حقوق مواطني كلا الطرفين من أهم فصول التفاوض بين الاتحاد الأوروبي وبريطانيا خلال مفاوضات البريكست، وفي حال عدم التوصل لاتفاق في هذا الشأن، سيرحل كل طرف مواطني الطرف الآخر بحلول 2019.

وفي 29 مارس الماضي، بدأت رسميًا عملية الخروج البريطاني من الاتحاد، عبر تفعيلها "المادة 50" من اتفاقية لشبونة التي تُنظّم إجراءات الخروج. وفي يونيو 2016، صوّت البريطانيون بنسبة تناهز الـ 52 % لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي.