شكا رئيس اقليم كردستان العراق مما قال إنها حرب ومجازر وخروقات وتهجير وحصار يتعرض لها شعب الاقليم من قبل حكومة بغداد لمجر تعبيره عن رأيه في استفتاء سلمي بشأن تقرير مصيره منتقدا صمت العالم الذي دافع عنه هذا الشعب خلال تصديه لتنظيم داعش الارهابي.

وقال بارزاني في رسالة وجهها الى مواطني اقليم كردستان والجالية الكردية في الخارج والى الرأي العام العالمي بعد اربعة ايام من سيطرة القوات العراقية على مدينة كركوك الشمالية الغنية بالنفط والمناطق الاخرى المتنازع عليها بين بغداد واربيل وانسحاب قوات البيشمركة الكردية منها .. قال "بعد أن عبر شعب كردستان عن رأيه بطريقة سلمية بشأن تقرير مصيره وهو حق طبيعي لكل الشعوب والملل فإن شعبنا اليوم يواجه هجوماً وحصاراً وعقوبات جماعية والحكومة العراقية تعكف على معاقبة شعب عبر عن رأيه ولم يرتكب أي ذنب تحت مسمى فرض القانون". 

وأضاف في رسالته التي حصلت "إيلاف" على نصها ان "هذا العقاب المفروض ضد شعبنا انتهاك لجميع الحدود والقوانين والدستور العراقي ويريدون بهذا التكالب فرض إرادتهم على شعبنا بقوة السلاح والحرب والمساس بكرامة شعبنا وهذا تسبب بعرقلة حياة الناس ونزوح أكثر من 150 ألف شخص".

واضاف بارزاني قائلا "من هنا أخاطب وجدان شعوب العالم والرأي العام ومحبي السلام والمثقفين في جميع أنحاء العالم بدعم شعب كردستان ومنع حدوث إبادة جماعية وكارثة جديدة ضد شعبنا والضغط على حكوماتهم ومراكز القرار من أجل عدم التزام الصمت إزاء الظلم الذي يمارس ضد شعب كردستان لأن حكوماتهم تناست من أجل مصالحها تضحيات شعب كردستان والبيشمركة في الحرب ضد إرهابيي داعش والتي تصدت بالنيابة عن جميع العالم للتنظيم الإرهابي وضحت بآلاف الشهداء والجرحى من أجل ذلك".. وطالب بالحد من افتعال ما اسماها "الحرب والمجازر والخروقات وتهجير المواطنين التي تنفذها الحكومة العراقية ضد كردستان عبر ميليشياتها وقواتها بدوافع وتوجيهات خارجية".

ودعا رئيس اقليم كردستان في ختام رسالته "جميع الاكراد المقيمين في أوروبا وأميركا بدعم شعبنا عبر الطرق القانونية والسلمية وتنظيم تظاهرات ونشاطات مدنية وطلب الدعم من شعوب الدول التي يقيمون فيها وإيقاف هذه الحرب والحصار المفروض ضد شعبنا بأقرب وقت وأطالب بإيصال صوت مظلومية كردستان ورسالة السلام من شعبنا إلى العالم".

البيشمركة استخدمت صواريخ المانية ضد القوات العراقية

وفي وقت سابق اليوم أعلن قائد شرطة محافظة كركوك اللواء خطاب عمر أن القوات الأمنية الحكومية ستستقر عند خط يقع على بعد كيلومترين من محافظة أربيل. وقال بيان ان "القوات الأمنية ستستقر عند الخط 36 شمالي أربيل والذي يبعد كيلومترين عن المحافظة".

 ومن جانبها أكدت قوات البيشمركة الكردية انسحابها الكامل من محافظة كركوك مشيرة إلى أن عمليات عسكرية تدور حاليا على طول حدود إقليم كردستان العراق مع الأراضي الخاضعة لسيطرة بغداد. 

وقال الأمين العام لوزارة البيشمركة جبار ياور في تصريح لقناة "الحدث" السعودية إن "البيشمركة باتت تماما خارج حدود كركوك .. وأضاف أن "البيشمركة انسحبت من بعض المناطق تفاديا للمواجهة مع القوات العراقية".. مؤكدا أنه "لم يعد هناك أي تنسيق مع تلك القوات". واشار الى أن هناك "عمليات عسكرية على طول حدود إقليم كردستان مع العراق ولا نعلم إلى ماذا تسعى القوات العراقية بعد كركوك".

واوضح المسؤول الكردي أن "أسلحة قدمها الغرب استخدمت في المعارك بين البيشمركة والقوات العراقية". وكانت خلية الإعلام الحربي كشف اليوم عن استخدام قوات البيشمركة صواريخ حصلت عليها من ألمانيا لمحاربة تنظيم داعش ضد القوات الاتحادية في منطقة التون كبري بمحافظة كركوك. 

واشارت في بيان تابعته "إيلاف" الى حدوث "أضرار وتضحيات" جراء عمليات قصف باستخدام هذا السلاح في المنطقة.

وكانت وزيرة الدفاع الالمانية اورسولا فون دير ليان قد ابلغت رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي امس ايقاف برنامج بلادها التدريبي العسكري في اربيل لقوات البيشمركة.

وتعتبر العملية العسكرية التي نفذتها القوات العراقية الاثنين الماضي في كركوك هي أقوى خطوة اتخذتها بغداد حتى الآن لتعطيل محاولة الانفصال التي تراود الأكراد الذين يحكمون أنفسهم في منطقة حكم ذاتي داخل العراق منذ سقوط حكم صدام حسين عام 2003 وصوتوا لصالح الانفصال في الاستفتاء الذي نظمته سلطات اقليم كردستان.