عبد الله التجاني من الرباط: توفي صباح اليوم السبت، الشيخ الخليلي محمد البشير الركيبي والد محمد عبد العزيز، الأمين العام السابق لجبهة البولساريو بالمستشفى العسكري بمدينة إنزكان (جنوب الرباط)، عن سن ناهزت 107 أعوام، بعد معاناة طويلة مع المرض، حيث كان مستقرا بمدينة قصبة تادلة، وسط البلاد.
وخضع البشير الركيبي في المستشفى العسكري بمدينة إنزكان القريبة من أكادير بمنطقة سوس (جنوب )، للعلاج من مشاكل حادة في الجهاز الهضمي ظل يعاني منها مدة طويلة، وتحسنت حالته بعض الشيء وغادر المستشفى الخميس الماضي ، قبل أن تسوء حالته من جديد وينقل إلى المستشفى الذي توفي فيه صباح اليوم.
وعرف والد زعيم جبهة البوليساريو الانفصالية محمد عبد العزيز، بمواقفه الوطنية المؤيدة لمغربية الصحراء، وظل مستقرا بالمغرب ورفض الالتحاق بمخيمات تندوف بالجزائر،، وظل طيلة حياته يناشد ابنه ورفاقه بالعدول عن فكرة الانفصال ومطالبهم بالعودة إلى بلادهم.
وعبر البشير الركيبي في مخرجات إعلامية سابقة عن تأييده لموقع المغرب من قضية الصحراء، وأعلن مساندته لمقترح الحكم الذاتي المغربي الذي يروم منح سكان الصحراء حكماً ذاتياً موسعاً في إطار السيادة المغربية، وهو ما عبرت جبهة البوليساريو الانفصالية عن رفضها له وتمسكها باستفتاء" تقرير المصير".
ويعد البشير الركيبي أحد أعضاء المجموعة الأولى لجيش التحرير المغربي، التي كانت تضم في بدايتها 25 شخصاً، والتي واجهت القوات الاستعمارية الفرنسية والإسبانية وأخرجتها من الصحراء، إذ كان أول هجوم قادته المجموعة سنة 1956 من القرن الماضي، ضد القوات الفرنسية بمنطقة أم لمعشار بمدينة كلميم.
وقال البشير الركيبي في أحد اللقاءات الصحافية السابقة، "حررنا منطقة كلكيم من الاستعمار الفرنسي، رغم أننا لم نكن نتوفر آنذاك سوى على بنادق تقليدية، بينما استعانت القوات الغازية بالطائرات لقصفنا، ثم سرنا في اتجاه الساحل لقتال القوات الإسبانية ابتداء من مدينة طانطان مرورا بسيدي افني، قبل أن نعرج على العيون والساقية الحمراء ومنطقة توزيكي بمدينة الزاك، ثم الحزام وتدارت، واندلعت آنذاك معارك شرسة، استطعنا بفضل الله وعونه وشجاعة سكان الصحراء، الذين انضموا إلى خلايا جيش التحرير من أجل تحقيق التحرر الوطني".
وتأتي وفاة البشير الركيبي بعد حوالي سنة وخمسة أشهر من وفاة ابنه محمد عبد العزيز، زعيم جبهة البوليساريو يوم 31 مايو من العام الماضي.
ووجه البشير الركيبي في مناسبات عدة دعوات لقيادة جبهة البوليساريو وفي مقدمتها نجله الراحل محمد عبد العزيز، طالبهم فيها بالعدول عن فكرة الانفصال والعودة للوطن والقبول بالحكم الذاتي الموسع تحت السيادة المغربية، غير أن هذه الدعوات لم تلق أي تجاوب من طرف قيادة الجبهة الانفصالية.