أصدرت محكمة ابتدائية في مدينة ورزازات (جنوب المغرب) حكمًا يقضي ببراءة مدير مدرسة القدس الإبتدائية في مدينة ورزازات (جنوب المغرب) من تهمة «التحرش اللفظي» في حق أم تلميذة كانت ترغب في تسجيل ابنتها في المدرسة نفسها. 

إيلاف من الرباط: اعتبرت هيئة المحكمة الإبتدائية في مدينة ورزازات أن التهمة غير ثابتة في حقه، باعتبار أن الفيديو الذي قامت أم التلميذة بتسجيله، يتضمن إستدراجًا من قبل هذه الأخيرة للإيقاع بالمدير، من دون أن يتضمن التسجيل أي عبارة تدلّ على كونه يتحرش بها. 

تفاصيل القضية تعود إلى بداية الموسم الدراسي الحالي، حين انتشر مقطع فيديو على مواقع التواصل الإجتماعي، يوثق لحوار دار بين مدير المدرسة وأم تلميذة تحاول إقناعه بتسجيل ابنتها في المدرسة، فيما هو يخبرها بأن المدرسة تعرف اكتظاظًا ملفتًا، وهو الفيديو الذي جعل المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية في ورزازات تصدر قرار توقيف موقت للمدير، إلى حين صدور الحكم القضائي النهائي في حقه. 

وذكر بيان صادر من المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية في ورزازات، في وقت سابق، أنه «على خلفية تداول شريط فيديو يستشف منه قيام مديرمؤسسة تعليمية بالتحرش اللفظي بإحدى الأمهات مقابل تسجيل ابنتها بالمؤسسة التي يشرف على تدبيرها».

أضافت المديرية في البيان نفسه أنه «حرصًا منها على ما تقتضيه أخلاقيات المهنة وسمعة المؤسسات التعليمية بالإقليم، ونبذًا لكل السلوكات المتنافية مع الدور التربوي المنوط بها، تعلن أنه تم توقيف المدير المعني موقتًا عن العمل إلى حين عرض ملفه على المجلس التأديبي». 

وكانت الأم المشتكية تقدمت بشكوى لدى مصالح الأمن بورزازات تتهم فيها المعني بالأمر بالتحرش اللفظي بها، مقابل تسجيل ابنتها في المدرسة عينها التي يشرف على تسييرها، قبل أن تتدخل أطراف وتصلح بينهما، لتتنازل الأم عن شكواها ضده، لكن انتشار مقطع الفيديو، دفع بالمديرية إلى اتخاذ قرار التوقيف الموقت في حقه. 

وأثناء آخر جلسة لمحاكمة المعني بالأمر، طالب دفاعه بإيقاف سير الدعوى العمومية، لعدم توافر أدلة الإثبات في حقه، كما إن المشتكية تنازلت عن الشكوى ضده، مطالبًا ببراءة موكله من المنسوب إليه.

واعتبرت المحكمة أن الشريط لا يتضمن تحرشًا لفظيًا صريحًا بالمشتكية، التي حاولت بشتى الطرق استدراج المشتكى به للإيقاع به، معلنة براءته من تهمة «التحرش».