أسامة مهدي: أكد العاهل السعودي الملك سلمان عزم بلاده على تعزيز العلاقات مع العراق بمختلف المجالات، فيما اشار العبادي الى ان الاستفتاء الكردي عرّض وحدة البلاد للخطر، بينما اكد الامير محمد بن سلمان دعم بلاده لوحدة العراق.

الملك سلمان: عازمون على تعزيز علاقاتنا مع العراق

واكد العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز عزم بلاده على تعزيز العلاقات مع العراق بمختلف المجالات.

وقال خلال توقيعه مع رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في الرياض اليوم على تأسيس المجلس التنسيقي بين البلدين، "إن حضورنا اليوم يعكس اهتمامنا بهذا المجلس وتعزيز العلاقات بين البلدين في المجالات كافة.

واشار الى ان "الامكانات الكبيرة لدى البلدين ستسهم في تعزيز الشراكة ونتطلع بأن تسهم هذه الاجتماعات بفتح افاق جديدة في التعاون".

وشدد على دعم بلاده لوحدة واستقرار العراق داعيًا إلى بناء "شراكة فاعلة" بين البلدين، وقال "نشكر رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي على تلبية الدعوة لحضور الاجتماع الأول لمجلس التنسيق السعودي العراقي، ونتطلع أن تسهم اجتماعات المجلس في المضي إلى آفاق أوسع وأرحب".

وأضاف أن "الإمكانات الكبيرة المتاحة لبلدينا تضعنا أمام فرصة تاريخية لبناء شراكة فاعلة لتحقيق تطلعاتنا المشتركة"، مؤكدًا في الوقت ذاته "دعمنا وتأييدنا لوحدة العراق واستقراره".

وحذر قائلا: "نواجه في منطقتنا تحديات خطيرة تتمثل في التطرف والإرهاب ومحاولة زعزعة الأمن والاستقرار في بلداننا، ونبارك لأشقائنا في العراق ما تحقق من إنجازات في القضاء على الإرهاب ودحره".

وأشار إلى أن "ما يربطنا في العراق ليس مجرد الجوار والمصالح المشتركة وإنما أواصر الأخوة والدم والتاريخ والمصير الواحد".

العبادي مرتاح لتطور العلاقات مع السعودية

ومن جهته، عبر العبادي عن الارتياح البالغ لتطور العلاقات بين بلدينا الشقيقين الجارين، منوها الى ان المجلس التنسيقي الاول العراقي السعودي "هو ثمرة الجهود والنوايا الطيبة المشتركة التي تعبر عن توجهنا وسياستنا والتي لمسناها في نفس الوقت من اشقائنا في المملكة وبالاخص من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان".

واضاف "لقد تمخضت زيارتنا الاخيرة للمملكة عن هذا المجلس الذي سيكون منعطفا مهما ومنطلقا للتعاون وتعزيز العلاقات الثنائية بين بلدينا وشعبينا في المجالات كافة".

وقال "لاننا نؤمن بأن التعاون والشراكة وتبادل المصالح وربطها بشبكة علاقات بمختلف المجالات هي السبيل لتحقيق تطلعات شعوبنا في الامن والاستقرار والتنمية وتوسيع التعاون الامني والاقتصادي والتجاري والثقافي".

واشار بالقول "لقد اطلقنا برنامجاً لمستقبل المنطقة يقوم على التنمية وبسط الامن بدل الخلافات والحروب التي عانينا منها ويتكون من خمس نقاط اساسية للتنمية واعطاء امل للشباب" منوهاً الى "ان تركيز التعاون ضد الارهاب هو هدف مشترك لبلدينا ، ولابد ان نعمل معا ونثبت للعالم اجمع ان هذا الارهاب لايمثل ديننا الاسلامي وهو عدو للانسانية جمعاء والدول العربية والاسلامية هي الاكثر تضررا ودمارا منه وان داعش بدأت بقتل وتهجير المسلمين قبل غيرهم من ابناء الديانات والمعتقدات الاخرى".

واوضح العبادي ان العراق اليوم غير الأمس "فقد دحرنا الارهاب وحررنا مدننا التي احتلتها داعش بسلاح الوحدة الوطنية، ولولا الوحدة لما دحرنا الارهاب حيث وقف العراقيون جميعًا صفاً واحدًا وقواتنا المسلحة تدافع عن الجميع ومرحب بها في جميع المحافظات ويتعاون معها السكان الى ابعد الحدود".

واضاف "لقد حررنا مدننا ونتجه لإعمارها وتمكنا من اعادة معظم النازحين الى ديارهم ،وحفظنا وحدة العراق ارضا وشعبا ، وخرج العراق موحدا ، كما استطاعت السلطة الاتحادية بسط سلطتها في عموم البلاد وتم فرض القانون في ابعد نقطة ثم انطلقنا من مبدأ تحقيق العدالة والمساواة بين جميع العراقيين ومشاركة الجميع بالقرار وانهاء التوتر العرقي والطائفي وعدم السماح بعودته".

وبين بالقول "حظيت سياستنا الداخلية بتقدير القوى السياسية كافة والمرجعيات الدينية لأننا نظرنا للعراقيين على اساس عملهم واخلاصهم وليس على اساس هوياتهم ، كما اتجهنا بسياستنا الخارجية نحو الانفتاح والتعاون الجاد وطي صفحة الماضي والخلافات السابقة".

الاستفتاء الكردي عرّض وحدة البلاد للخطر

وشدد بالقول "نحن نحترم التنوع الديني والقومي والفكري والمذهبي في بلادنا ونعتز به، ودستورنا ضامن لحقوق الجميع وهو الوثيقة العليا التي وقع عليها شعبنا وصوّت عليها والتزمنا بالعمل بها، والدستور هو الضامن لحل جميع المشاكل بين ابناء الوطن الواحد، ويساوي بين حقوق العرب والكرد والتركمان وبقية المكونات ويضمن توزيعا عادلا للثروة الوطنية".

وقال "ان الخروج عن الدستور والاجماع الوطني عرّض امن البلاد ووحدتها وسلامة شعبنا للخطر كما حصل في الاستفتاء الاخير ، وقد وقف جميع العراقيين ضد محاولة التقسيم واحبطوها ، وكان لابد ان نقوم بواجبنا لحماية وحدة البلاد وثروتها الوطنية التي هي ملك لجميع العراقيين وفق الدستور وليست ملكاً لحزب او شخص او جماعة".

واكد العبادي "ان المنطقة لاتحتمل المزيد من التقسيم ولاتحتمل استمرار النزاعات ، ونحن نرى ضرورة انهاء النزاعات المسلحة ووقف سياسات التدخل في شؤون الآخرين من اجل مصلحة خاصة لهذه الدولة او تلك والبدء بمرحلة جديدة من التعاون الشامل والتكامل الاقتصادي المشترك ،ونحن نؤمن ان امننا واستقرارنا واقتصادنا ومصالحنا يجب ان يتم صياغتها بعمل مشترك بين دول المنطقة، فليست هناك دولة تنهض بمفردها وسط محيط مليء بالنزاعات المسلحة والدمار والفقر والمرض، نريد ان يعيش الجميع باستقرار ورفاهية، ويجب ان ننهي هذه النزاعات والتدخلات التي خلّفت ملايين النازحين وبددت ثرواتنا الوطنية في حروب لا طائل منها، واننا مستعدون لتوحيد جهودنا مع جهود اخواننا للبدء بعهد جديد من السلام والاستقرار والتنمية واقامة شبكة مصالح تخدم شعوبنا وتعمّق علاقاتنا وتفتح ابواب المستقبل للشباب بدل ان تخطفه عصابات الارهاب والجريمة".

وزاد بالقول: "لقد قدّم العراقيون آلاف الشهداء والجرحى في معركة الدفاع عن ارضنا وتحريرها من عصابة داعش المجرمة ولم يتبقَ الا القليل لاكتمال النصر النهائي وتأمين الحدود العراقية السورية وهو نصر لجميع العراقيين ولشعوب المنطقة وللعالم اجمع ووعدنا قبلها بتحرير الاراضي والحمد لله حررناها واليوم نقول إننا سنحسم المعركة قريبا ، وهي معركة خضناها بدعم وتعاون دولي ، ولايمكن ان نفرط بالتضحيات ، ولابد ان نفتح ابواب الامل للعراقيين في المناطق المحررة وعموم البلاد ونزيد فرص الاستقرار والاستثمار والتنمية ونأمل بهذا التعاون بين البلدين ان يزيد من فرص التنمية".

ودعا الى غلق كل الابواب التي تسمح للارهاب بالعودة وابعاد منطقتنا عن النزاعات التي ارهقت شعوبها، وقال "نحن جادون بالتعاون وصادقون في مدّ يدنا وسنعمل على انجاح اي خطوة من شأنها ترسيخ الامن والاستقرار والازدهار والتنمية ، ونحن متفائلون بالمجلس التنسيقي المشترك بين العراق والسعودية وبما سيحققه لشعبينا الشقيقين، واحثّ السادة الوزراء من الجانبين على التعاون والاسراع بتنفيذها بأقصى جهد ليرى المواطنون هذا الجهد".

وختم بالقول "اجدد شكري وتقديري لخادم الحرمين الشريفين على حسن الضيافة التي غمرنا بها".

الامير محمد بن سلمان يؤكد دعم المملكة لوحدة العراق

اجتمع رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في مقر اقامته بالرياض مع ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان بن عبد العزيز الذي اكد على تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين ودعم المملكة العربية السعودية لوحدة العراق، ومباركة الانتصارات التي حققها العراق والتطلع للمزيد من التنسيق المشترك بين البلدين لما فيه مصلحة الشعبين.

العبادي مستقبلا ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان

وكان العراق والسعودية قد اتفقا في 21 يونيو الماضي خلال زيارة قام بها للسعودية العبادي على تأسيس مجلس تنسيقي بين البلدين، وذلك للارتقاء بالعلاقات إلى المستوى الاستراتيجي والمأمول منه، إضافة لفتح آفاق جديدة من التعاون في مختلف المجالات بما في ذلك السياسية والأمنية والاقتصادية والتنموية والتجارية والاستثمارية والسياحية والثقافية. وسيكون عمل المجلس التنسيقي تنشيط الشراكة بين القطاع الخاص في البلدين ومتابعة تنفيذ ما يتم إبرامه من اتفاقيات ومذكرات تفاهم لتحقيق الأهداف المشتركة.

عبر البلدان في بيان مشترك آنذاك عن تصميمهما على مواصلة جهودهما الناجحة لمحاربة التنظيمات الإرهابية وخاصة تنظيم داعش الإرهابي الذي طالت أعماله الإجرامية الآمنين في البلدين. وأكد البلدان إدانتهما الأعمال كافة التي تمس أمن واستقرار البلدين والمنطقة، وشددا على ضرورة نبذ روح الكراهية والعنف والتمييز الطائفي والتأجيج المذهبي. كما أكدا حرصهما على تعزيز علاقاتهما الأخوية لتحقيق مصالحهما المشتركة ولكل ما فيه الخير للشعبين، وأهمية تعزيز السلم والأمن في المنطقة.