طوكيو: اتجه رئيس الوزراء الياباني المحافظ شينزو آبي الأحد نحو تحقيق فوز ساحق في الانتخابات التشريعية المبكرة متعهدا مباشرة بـ"التعامل بحزم" مع تهديدات كوريا الشمالية التي هيمنت على أجواء الحملة. 

ويتوقع أن يفوز التحالف المحافظ الذي يتزعمه آبي بـ311 مقعدا من أصل 465 في البرلمان، بحسب تقديرات قناة "تي بي اس" التلفزيونية الخاصة، ما يضعه على طريقه ليصبح رئيس الوزراء الياباني الذي يحكم للمدة الاطول.

ويرجح أن يعزز النصر الانتخابي الذي حققه آبي عزمه على التعاطي مع التهديد النووي الكوري الشمالي، في وقت تسعى الدولة التي تعد الحليف الأبرز للولايات المتحدة في المنطقة إلى تكثيف الضغط على بيونغ يانغ عقب إطلاق الأخيرة لصاروخين فوق اليابان في غضون شهر. 

وقال آبي "كما وعدت في الانتخابات، مهمتي الوشيكة هي التعامل بحزم مع كوريا الشمالية" مضيفا "ولهذا السبب، المطلوب هو دبلوماسية قوية". 

وذكرت صحيفة "يوميوري" الشعبية عبر موقها الالكتروني أن آبي يتجه نحو "فوز ساحق" في وقت يبدو أن مقامرة رئيس الوزراء عبر دعوته لاجراء انتخابات مبكرة تؤتي ثمارها. 

إلا أنه لم يتضح مباشرة إن كان تحالفه سيحافظ على ثلثي مقاعد البرلمان التي يحتلها حاليا والتي تشكل "الأغلبية العظمي" التي تحتاج إلى 310 مقاعد. 

وستسمح "الأغلبية العظمى" في البرلمان لآبي اقتراح تعديلات على الدستور الياباني السلمي الذي فرضته الولايات المتحدة والذي يجبر الدولة على التخلي عن الحرب ويحد من قدرات جيشها ليقتصر دوره في الدفاع عن النفس. 

وقال آبي إنه "سيعمق" النقاش على المسألة التي تنقسم الآراء حولها في البرلمان إلا أنه أكد "لا أخطط اقتراح (التعديلات) عبر التكتل الحاكم فقط، بل سنبذل جهودا لكسب الدعم من أكبر عدد ممكن من الناس". 

- "نتيجة قاسية للغاية" -

وتحدى ملايين اليابانيين الأمطار الموسمية والرياح العاتية للإدلاء بأصواتهم في وقت تواجه البلاد إعصارا قويا. 

وأعلن تلفزيون "ان اتش كاي" الرسمي وفاة شخص وإصابة 11 بجروح جراء الإعصار، فيما قال أحد عناصر حرس الحدود لوكالة فرانس برس إنه تم العثور على جثة رجل سبعيني كان يحاول الهرب من قاربه الذي جنح بفعل العاصفة. 

وأجبرت الرياح القوية شركات الطيران على تعليق أكثر من 500 رحلة فيما تم الغاء عدد من خدمات القطارات والعبارات. 

ودعت السلطات الناخبين إلى الإدلاء بأصواتهم في وقت مبكر قبل أن يشتد الإعصار. 

وفي هذا السياق، قال يوشيهيسا آيموري الذي أدلى بصوته في طوكيو "أدعم موقف آبي في عدم استسلامه لضغوطات كوريا الشمالية". 

واستفاد الحزب الليبرالي الديموقراطي بزعامة آبي من ضعف وتشرذم المعارضة، حيث لم يتم تأسيس الحزبين الرئيسيين المنافسان له إلا منذ أسابيع. 

وتلاشى الدعم لحزب الأمل الذي أسسته رئيسة بلدية طوكيو يوريكو كويكي بعد دعاية واسعة حظي بها في البداية متجها بذلك نحو الفوز بخمسين مقعدا، بحسب توقعات قناة "تي بي اس". 

وقالت كويكي من باريس حيث كانت تحضر مناسبة بصفتها زعيمة أكبر مدينة في العالم، لمحطة "ان اتش كاي" إنها تخشى من "نتيجة قاسية للغاية". 

وأضافت "سأتحمل المسؤولية كوني أنا التي أسست الحزب". 

وأما الحزب الديموقراطي الدستوري (يسار وسط)، فكان اداؤه أفضل بقليل من المتوقع إلا أنه بقي متأخرا بشكل كبير عن آبي حيث حصد 58 مقعدا. 

وأرجع الخبير السياسي ميكيتاكا ماسوياما من معهد "ناشونال غراديوايت" لدراسة السياسات فوز الحزب الليبرالي الديموقراطي إلى "عدم قدرة المعارضة على تشكيل جبهة موحدة بكل بساطة". 

- "إغراق" اليابان -

وهيمنت الملفات الاقتصادية والأزمة الدولية المرتبطة بكوريا الشمالية، التي هددت بـ"إغراق" اليابان في البحر وانخرطت في حرب كلامية مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، على الحملة الانتخابية القصيرة التي استمرت 12 يوما فقط. 

وتشبث آبي طوال الحملة بموقفه المتشدد، مؤكدا أن اليابان "لن ترضخ" لتهديدات نظام بيونغ يانغ. 

ولكن العديد من الناخبين أشاروا إلى أن إعادة إحياء الاقتصاد الياباني الذي تميز بقوته في الماضي تشكل الأولوية بالنسبة إليهم، حيث لم تصل سياسات آبي للنمو والتي يطلق عليها "آبينوميكسس" أو (اقتصادات آبي) إلى عامة الشعب. 

وقال المتقاعد البالغ من العمر 67 عاما هيديكي كاواساكي "لم تتحسن المعاشات التقاعدية ولا الرواتب (...) لا اشعر بأن الاقتصاد يتحسن على الإطلاق". 

ورغم تدفق الناخبين بالملايين دعما لآبي، إلا أنه لا يحظى إلا بدعم فاتر فيما تشير الاستطلاعات إلى أن قراره الدعوة إلى انتخابات أبكر بعام من وقتها لا يلقى رواجا. 

وقالت الناخبة البالغة من العمر 84 عاما ايتسوكو ناكاجيما "أعارض تماما الحكومة الحالية. لقد انهارت الأخلاق. أخشى من انكسار هذا البلد". 

ووعدت كويكي لفترة وجيزة بتحريك المشهد السياسي الهادئ في اليابان من خلال حزبها الجديد إلا أنها لم تترشح لمقعد في البرلمان، وهو ما أثار اللغط بشأن من سيتولى رئاسة الوزراء في حال فوزها. 

وفي النهاية، لم تتواجد المذيعة التلفزيونية السابقة في اليابان حتى يوم الانتخابات. 

وقال المتقاعد البالغ من العمر 80 عاما كوميكو فوجيموري "اعتقدت أنني سأصوت لحزب الأمل في حال كان قويا بما فيه الكفاية لهزيمة حكومة آبي. ولكن الحزب يعاني من الفوضى (...) وأشعر بخيبة أمل".