إيلاف من بغداد: شكا قائد قوات البيشمركة التابعة لاقليم كردستان العراق سيروان بارزاني اليوم الى المرجع الشيعي الاعلى في العراق آية الله السيد علي السيستاني قيام الحشد الشعبي بقتل الاكراد ودعاه للحيلولة دون انهيار العلاقات التاريخية بين الشيعة والاكراد وانقاذ العراق من مرحلة خطيرة قادمة. 

وقال سيروان بارزاني وهو ابن شقيق رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني في رسالة الى المرجع السيستاني إن "ما يجري على الساحة السياسية من صراعات بين الكرد والشيعة والاشتباكات العسكرية بين قوات البيشمركة وقوات الحشد الشعبي أمر غير مرغوب مطلقاً لأننا نعلم يقيناً أن فتوى سماحتكم لتشكيل الحشد الشعبي كانت للوقوف بوجه إرهابيي داعش والتكفيريين والحفاظ على كرامة وارواح العراقيين وليس لقتال شعب مسالم في كردستان، ولم تكن فتوى سماحتكم لقتال اخوتهم الكرد أبداً".

وكان الحشد الشعبي تشكل بعد فتوى الجهاد الكفائي التي أطلقها المرجع السيستاني في 13 يونيو عام 2014 بعد سيطرة تنظيم داعش على مساحات واسعة في عدد من المحافظات الواقعة شمال بغداد ثم تم اقرار قانون هيئة الحشد الشعبي بعد تصويت مجلس النواب العراقي لصالح القانون في 26 نوفمبر عام 2016. ولدى دخول القوات العراقية الى كركوك وبقية المناطق المتنازع عليها بين الحكومتين الاتحادية في بغداد والكردية في اربيل منتصف الشهر الحالي، فقد اتهم الاكراد عناصر الحشد بنهب وحرق بيوت الاكراد وقتل عدد منهم في مواجهات مع قوات البيشمركة.

وخاطب سيروان بارزاني السيستاني قائلا "اننا نشهد لمواقفكم الجليلة وفتاويكم الحكيمة والرصينة لحقن الدماء واننا لمتأكدين ان سماحتكم على دراية كاملة بما عانيناه نحن الكرد والشيعة على ايدي الانظمة البائدة من الظلم والطغيان، وكانت لنا مسيرة مشتركة للنضال في نفس الخندق ضد الدكتاتورية والابادة الجماعية ولا نتمنى ان يشوه هذا التاريخ المشترك الطويل بتشجيع من اطراف خارجية لا تبغي غير مصلحتها فقط فاثبتت الايام الماضية ان الاقتتال بين ابنائنا وسفك دمائهم في ساحات المعركة لا يصبان في مصلحة اي طرف".

وزاد قائلا "إن الذين يتحدثون باسم حقوق الشعوب والانسانية والديمقراطية لا يأبهون لكل ذلك، فقد رأينا موقفهم وصمتهم للتحفيز على استمرار القتال بين قوات البيشمركة والحشد الشعبي لغايات في نفس يعقوب ليس الا".

وناشد سيروان بارزاني المرجع الشيعي في رسالته التي نشرت نصها "شبكة رووداو الإعلامية" الكردية واطلعت عليها "إيلاف" بالقول: "نلتمس من سماحتكم التدخل بشكل حازم من اجل حقن الدماء والحيلولة دون انهيار العلاقات التاريخية المشتركة بين الشيعة والكرد والعمل على ردم الهوّة الحاصلة بين ابناء شعبنا بسبب الاحداث الاخيرة في كركوك والتون كوبري وطوزخرماتو".

واضاف قائلا "ما نتلمسه الآن على الساحة سواء في الاشتباكات العسكرية أو ما يجري من الحرب الكلامية والاستفزازات المتواصلة على الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي تنذر بمرحلة قادمة خطيرة ولا يمكن الرهان على حلول حازمة دون تدخل سماحتكم وابداء موقف وطني آخر يصون دماء ابناء هذا الوطن".

وكان المرجع السيستاني قد اعتبر الجمعة الماضي انتشار القوات العراقية في كركوك ومناطق اخرى ليس انتصارًا لطرف وانكسارًا لاخر، ودعا الحكومة الى طمأنة الاكراد وحمايتهم والحفاظ على ممتلكاتهم وحقوقهم الدستورية والقادة الاكراد بالتعاون معها لحل الازمة الحالية تحت سقف الدستور.

ودعا معتمد للمرجع خلال خطبة الجمعة الماضي في كربلاء الحكومة الاتحادية الى عمل المزيد لتطمين المواطنين الكرد بانها ستوظف كل طاقاتها في سبيل حمايتهم ورعايتهم على وجه المساواة مع اخوانهم من بقية المكونات ولن تنتقص من حقوقهم شيئًا .. مطالبا القيادات الكردية الكريمة بتوحيد صفوفها والعمل على تجاوز الازمة الراهنة عبر التعاون مع الحكومة الاتحادية وفق الاسس الدستورية وبما يفضي ذلك الى حلول عادلة ومقنعة للجميع.

غارات عراقية تقتل قادة لداعش في سوريا والعراق

قالت خلية الصقور العراقية التابعة لوزارة الداخلية ان غارات جوية لطياريها تمكنت خلال الاسبوع الاخير من قتل قيادات خطيرة لتنظيم داعش في منطقة القائم بغرب العراق وفي سوريا.

واشارت الخلية الى انه دعماً للقوات الامنية للقضاء على ما تبقى من فلول داعش الارهابي وبالتنسيق مع قيادة العمليات المشتركة ومركز تنسيق المعلومات الرباعي الروسي الايراني العراقي السوري، فقد نفذت خلية الصقور الاستخبارية التابعة لوكالة الاستخبارات في وزارة الداخلية عمليات نوعية لاستهداف ثمانية مواقع لتنظيم داعش في قضاء القائم من خلال طياري القوة الجوية العراقية ادت الى تدمير 4 مضافات ومستودع اسلحة ومعمل تفخيخ وقتل عشرات القيادات من داعش منهم المدعو ابو قسورة امير المفارز الخاصة والمدعو ابو سراقة ما يسمى نائب والي بغداد والمسؤول الامني والمدعو ابو عزام الفرنسي مسؤول كتيبة طارق بن زياد والمدعو ابو ابراهيم مسؤول المهاجرين.

واوضحت انه تم ايضا استهداف 34 موقعا لتنظيم داعش في سوريا من الثالث عشر الى التاسع عشر من الشهر الحالي من خلال القوات الجوية السورية والروسية ادت الى مقتل اعداد كبيرة من الارهابيين وتدمير 4 معامل للتفخيخ و 8 مضافات ومعسكر للتدريب و غرفة قيادة وسيطرة واعطاب 70 عجلة و مخازن للسلاح واضعاف القدرات والتحصينات التابعة لتنظيم داعش منها اجتماع مهم لقياداته الارهابية ادت الى مقتل 20 منهم ينتمون لجنسيات قوقازية وروسية ومنهم المدعو اسدالله الروسي. 

وكانت القوات العراقية اعلنت امس أن طيران الجيش العراقي قصف مواقع لتنظيم داعش، ما أسفر عن مقتل 25 من عناصره قرب الحدود العراقية -السورية غرب البلاد وتدمير معسكرين للتنظيم بشكل كامل وقتل كل الإرهابيين وكانت النتائج مقتل 25 داعشياً وتدمير 13 سيارة من ضمنهما شاحنة محملة بالعتاد وعجلتا حمل كبيرتان و تدمير المخيم الذي يأوي العجلات".

واستعدادا لمعركة تحرير ما تبقى من مناطق غرب محافظة الانبار العراقية الغربية، فقد انطلقت مؤخرا قوات ضخمة الى هناك لانهاء سيطرة التنظيم عليها منذ صيف عام 2014 وخاصة قضاءي القائم وراوة.

واشار قائد عمليات البادية والجزيرة اللواء الركن قاسم المحمدي ان القوات الموكل إليها تحرير ما تبقى من مناطق الأنبار مستعدة وستطلق معركتها قريباً منوهًا الى ان صعوبة هذه المعركة تكمن في وجود أعداد كبيرة من الأهالي في المدن المستهدفة.