لندن: من المتوقع أن يلقي نشر آلاف الوثائق المتعلقة باغتيال الرئيس جون كينيدي في 22 نوفمبر 1963 ضوء حتى وإن كان باهتاً على التحقيقات الرسمية وعلاقات لي هارفي اوزولد الذي اتُهم باطلاق النار على الرئيس، ورحلاته الى الخارج، بما في ذلك زيارته العاصمة المكسيكية قبل أسابيع على حادث الاغتيال. 

وكان الكونغرس أمر في عام 1992 بنشر الملفات المحفوظة في الارشيف الوطني في موعد أقصاه 25 سنة على صدور الأمر. وهذا الموعد هو يوم الخميس، 26 أكتوبر 2017. 

في هذه الأثناء نُشرت آلاف الوثائق على الانترنت في يوليو ويتطلع حشد من المؤرخين والباحثين بلهفة الى نشر الدفعة الأخيرة ولكن المرجح أن تخيب هذه الدفعة آمال من يتوقع فيها معلومات مذهلة يمكن ان تساعد على بناء صورة أكمل لأفعال اللاعبين الأساسيين واساليب عملهم وما يعرفونه، بما في ذلك اجهزة مثل وكالة المخابرات المركزية ومكتب التحقيقات الفيدرالي.

وقال آلن دايل الذي يدير عدة مواقع الكترونية متخصصة بالاغتيال إن المطلوب "تفاصيل أكثر ترتبط بالقضايا ذات العلاقة بحياة الرئيس كينيدي وتساعد على ان نفهم من كانوا خصومه ولماذا كان عدواً بنظر عناصر قوية داخل مؤسسة الأمن القومي". 

وأضاف دايل ان هناك تساؤلات كثيرة عن لي هارفي اوزوالد وحياته وما إذا كانت قصته الحقيقة أُخفيت طيلة هذه السنوات. 

ويُلاحظ ان الأوساط المعنية بقضية اغتيال كينيدي لا تثق بشفافية الحكومة في أحسن الأحوال ناهكيم عن ادارة ماطلت حتى اللحظات الأخيرة بشأن الافراج عن معلومات تتعلق بأحداث وقعت قبل 54 سنة. 

وقال دان هاردواي الباحث السابق في لجنة الاغتيالات التي شكلها مجلس النواب الاميركي عام 1976 للتحقيق في اغتيال كينيدي ومارتن لوثر كنغ ان هناك مؤرخين وباحثين جادين لديهم اسئلة حقيقية لا تمت بصلة الى نظريات المؤامرة ويجب تقديم اجابات عن اسئلتهم قد تكون موجودة في السجلات الرسمية. 

شكوك

واضاف هاردواي ان التعتيم على هذه المعلومات يثير شكوكاً لا تمس التحقيق في اغتيال كينيدي فحسب بل تؤثر في الموقف من الحكومة عموماً. وحذر من "ان الديمقراطية ستكون نكتة إذا كان يديرها اشخاص لا يقولون لنا ما يفعلون". 

ويقول مراقبون ان الأنظار تتوجه الى صاحب نظرية المؤامرة في المكتب البيضاوي. فان من المحطات اللافتة في حياة الرئيس الأميركي دونالد ترمب السياسية اتهامه باراك اوباما بأنه من مواليد كينيا وبالتالي لا يحق له ان يكون رئيساً وان والد منافسه الجمهوري في الحملة الانتخابية تيد كروز شوهد مع اوزوالد قبيل اغتيال كينيدي. ولدى ترمب صلاحية إبقاء الملفات سرية لأسباب تتعلق بالأمن القومي. 

وأعلن ترمب في تغريدة على تويتر انه سيرفع الحظر على نشر ملفات اغتيال كينيدي على ان يكون ذلك "خاضعاً لتسلم معلومات أخرى". وتترك هذه العبارة الباب مفتوحاً امام وكالة المخابرات المركزية ومكتب التحقيقات الفيدرالي لأن يطلبا من الرئيس حجب بعض الوثائق أو حذف مقاطع منها. 

ونقلت صحيفة الغارديان عن ريكس برادفورد رئيس مؤسسة ماري فيريل التي تدير ارشيفاً رقمياً ضخماً قوله "ان تغريدة ترمب تبدو بلا التزام محدَّد ومن الواضح ان وكالة المخابرات المركزية تحاول اقناعه بحجب بعض الملفات". 

هيو اينيسورث كان مراسل صحيفة دالاس مورننغ نيوز وقت اغتيال كينيدي وهو الوحيد الذي شهد اغتيال الرئيس واعتقال اوزولد ومقتله بعد يومين على اعتقاله حين اطلق جاك روبي، الذي كان يملك ملهى ليلياً، النار عليه. 

ضحية؟

قال اينيسورث البالغ من العمر 86 عاماً الآن ان مواقع التواصل الاجتماعي والانترنت أسهمت في نسج افكار جامحة وانه يرى اشياء كان يعتقد انها حُسمت في الستينات لكنها عادت الآن مع جيل جديد. واضاف "ان الايمان بالمؤامرات يوفر تسلية اكبر". 

وأكد اينيسورث ان الحقيقة وراء تمويه الحكومات للحقائق تُعزا الى اللعبة القديمة في محاولة المسؤولين حماية أنفسهم من المساءلة. فهم يرتكبون اخطاء ويأملون ألا ينتبه اليها أحد وإذا أمكنهم نشر وثيقة أو وثيقتين للتأكد فانهم سيفعلون ذلك. 

ويرى البعض ان اوزوالد كان ضحية مؤامرة أكبر فيما يقول البعض الآخر انه المسلح الوحيد ولو لم يُقتل لعُرفت الدوافع وراء فعلته. والأرجح ان يستمر الجدل بعد نشر الدفعة الجديدة من الوثائق يوم الخميس. 

أعدت "إيلاف" هذا التقرير بتصرف عن "الغارديان". الأصل منشور على الرابط التالي:

https://www.theguardian.com/us-news/2017/oct/22/kennedy-assassination-conspiracy-theorists-release-jfk-files