في مباحثات خيّم عليها غضب عراقي من تصريحات وصف فيها تيلرسون الحشد الشعبي بأنه ميليشيا إيرانية فقد بحث عقب وصوله إلى بغداد اليوم في زيارة غير معلنة مع العبادي أزمة الاستفتاء الكردي وانتشار القوات العراقية في كركوك وبقية المناطق المتنازع عليها.

إيلاف: خلال اجتماع عقده وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون والوفد المرافق له مع رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في بغداد اليوم الاثنين فقد تم بحث تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين في مختلف المجالات والحرب ضد الإرهاب وإجراءات الحكومة العراقية لفرض السلطة الاتحادية في محافظة كركوك إضافة إلى الأوضاع السياسية والأمنية.

وأكد العبادي أن المعركة ضد الإرهاب ما زالت أولوية بالنسبة إلى حكومته التي ستكمل تحرير بقية المناطق وتأمين الحدود. وقال "إن ما قمنا به في كركوك كان إعادة انتشار وفرض لسلطة الدولة، وهي إجراءات قانونية ودستورية، حيث إننا لا نريد خوض معركة مع أي مكون، فجميعهم أبناؤنا، وأرسلنا هذه الرسالة إلى كركوك بأن المواطنين الكرد عراقيون أعزاء علينا، ونتعامل معهم كبقية مكونات البلد"، كما نقل عنه بيان صحافي لمكتبه الإعلامي تابعته "إيلاف".&

وأوضح المبادرة والرؤية العراقية للمنطقة التي أعلنها الأحد الماضي المتكونة من خمس نقاط، والتي تقوم على أساس التنمية وبسط الأمن بدلًا من الخلافات والحروب وإعطاء أمل للشباب.

في ما يتعلق بالحشد الشعبي أكد العبادي أن مقاتلي الحشد الشعبي هم مقاتلون عراقيون قاتلوا الإرهاب، ودافعوا عن بلدهم، وقدموا التضحيات التي ساهمت في تحقيق النصر على داعش.. مبينًا أن الحشد الشعبي مؤسسة رسمية ضمن مؤسسات الدولة، وأن الدستور العراقي لا يسمح بوجود جماعات مسلحة خارج إطار الدولة.. وأشار إلى ضرورة تشجيع مقاتلي الحشد لأنهم سيكونون أملًا للبلد وللمنطقة.

بدوره ثمّن تيلرسون الانتصارات المتحققة على داعش، واصفًا ما قامت به القوات العراقية بأنه عمل رائع وكبير. وأكد أن بلاده تقف مع وحدة العراق وأهمية الالتزام بالدستور، مشيرًا إلى حرص بلاده على الحوار وفق الدستور والابتعاد عن أي صِدام، في إشارة إلى الأزمة الحالية بين بغداد وأربيل.

وأضاف تيلرسون أن تعزيز الأمن والاستقرار ضروري جدًا في العراق، معربًا عن أمله بمزيد من التعاون بين البلدين في جميع المجالات، ومنها النشاطات الاقتصادية.

ومن المنتظر أن يناقش تيلرسون خلال لقاء مع الرئيس العراقي فؤاد معصوم التطورات السياسية والأمنية في العراق على ضوء الحرب ضد تنظيم داعش، الذي تم طرده من معظم الأراضي العراقية، التي كان يحتلها، واقتحام القوات العراقية في 16 من الشهر الحالي لمدينة كركوك الشمالية الغنية بالنفط وباقي المناطق المتنازع عليها، وفرض سيطرتها عليها، وإرغام قوات البيشمركة المتواجدة فيها على الانسحاب. ولا يعرف بعد في ما إذا كان الوزير الأميركي سيزور أربيل للقاء رئيس الإقليم مسعود بارزاني ليبحث معه تداعيات الاستفتاء الكردي على الانفصال الذي نظمه الإقليم في 16 من الشهر الحالي.

وكان تيلرسون قد شارك الأحد الماضي في الرياض في حفل إطلاق العاهل السعودي الملك سلمان ورئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي لأعمال مجلس التنسيق الأعلى بين البلدين رسميًا.

تأتي زيارة الوزير الأميركي إلى بغداد وسط غضب عراقي من تصريحات وصف فيها الحشد الشعبي الشيعي بأنه ميليشيا إيرانية.

فقد رفض مقرب من العبادي في وقت سابق اليوم تصريحات تيلرسون، وصف فيها فصائل الحشد الشعبي بأنها ميليشيات إيرانية. وقال في تصريح صحافي نشره المكتب الإعلامي لرئاسة الحكومة العراقية، واطلعت على نصه "إيلاف" الاثنين إنه "لا يحق لأي جهة التدخل في الشأن العراقي وتقرير ما على العراقيين فعله، فهم من يقاتل على الأرض العراقية، ولا وجود لأي قوات مقاتلة أجنبية في العراق".&

وجاء تصريح المصدر المقرب للعبادي هذا ردًا على مطالبة وزير الخارجية الأميركي أمس الأحد "الميليشيات الإيرانية" بمغادرة العراق مع اقتراب حسم المعركة مع داعش. وقال في تصريحات صحافية في مؤتمر صحافي مع نظيره السعودي عادل الجبير بالرياض: "بالطبع هناك ميليشيات إيرانية، والآن، وبما أن المعركة ضد داعش شارفت على نهايتها، فإن على تلك الميليشيات العودة إلى موطنها، على جميع المقاتلين الأجانب العودة إلى مواطنهم".
&&
&