ريكيافيك: تمكن رئيس الوزراء الايسلندي من الحد من خسائره في الانتخابات التشريعية المبكرة التي جرت السبت، لكن بقاءه في السلطة مهدد نظراً لتشتت الاصوات وتحقيق اليسار تقدماً نسبيا، حسب نتائج ما زالت جزئية للاقتراع.

ويفترض ان تعلن النتائج النهائية لهذا الاقتراع صباح الاحد. لكن نتائج جزئية بعد فرز 65 بالمئة من الاصوات، تشير الى عدم حصول أي حزب على الاغلبية.

وتفيد هذه النتائج ان حزب الاستقلال الذي يقوده رئيس الحكومة المحافظ بيارني بينيديكتسون حصل على 16 من اصل 63 مقعدا في البرلمان المؤلف من مجلس واحد. وقال بينيديكتسون لوكالة فرانس برس ليل السبت الاحد "اشعر بالارتياح لاننا في الطليعة لكن الامور معقدة جدا. انني متفائل بقدرتنا على تشكيل حكومة".

شارك حزب رئيس الوزراء في كل الحكومات التي شكلت منذ 1980. وحسب التقديرات، سيخسر اربعة من المقاعد التي كان يشغلها في الولاية السابقة، وستليه "حركة اليسار-الخضر" التي تقودها كاترين ياكوبسدوتير وستشغل 11 مقعدا في البرلمان.

ويأتي في المرتبة الثالثة الاشتراكيون الديموقراطيون (ثمانية مقاعد). وبصفته رئيس الحزب الاول في البلاد، يفترض ان يكلف بينيديكتسون من قبل الرئيس تشكيل اغلبية. وفي حال اخفق تتولى ياكوبسدوتير المهمة.

وفي اليسار، يمكن ان تدعو ياكوبسدوتير الائتلاف الاشتراكي الديموقراطي وحزب القراصنة المناهض للمؤسسات الى طاولة المفاوضات. لكن هذه الاحزاب مجتمعة لن تحصل على اكثر من 25 مقعدا اي اقل بكثير من الاغلبية المحددة ب32 مقعدا.

اما الوسط الذي تأسس قبل بضعة اسابيع، فسيحصل على ستة مقاعد. لكن سمعة زعيمه رئيس الوزراء السابق ديفيدغونلوغسون الذي استقال في 2016 بعد فضيحة اوراق بنما، يؤثر على امكانية مشاركته في اي حكومة.

وكان رئيس الوزراء دعا الى هذه الانتخابات المبكرة وسط فضائح تهز الطبقة السياسية رغم اقتصاد قوي يعززه قطاع السياحة المزدهر، وذلك بعد استقالة شريك أصغر في الائتلاف الذي يضم ثلاثة أحزاب من يمين الوسط، على خلفية جدل قانوني يتعلق بوالده.

وهذه الانتخابات هي الرابعة في ايسلندا منذ الازمة المالية التي هزت البلاد 2008.

وقال ارنار ثور جونسون، استاذ القانون في جامعة ريكيافيك لوكالة فرانس برس "هناك شكوك حول احتمال تشكيل حكومة" لافتا الى ان مفاوضات تشكيل حكومة بعد انتخابات أكتوبر 2016 استمرت ثلاثة أشهر.