تفيد تقارير بتعرض أحزاب سياسية مناوئة لزعيم إقليم كردستان العراق، مسعود بارزاني، الذي أعلن أنه سيتنحى عن منصبه، لأحداث عنف بعد ساعات فقط من إعلان عزمه ترك منصبه.

وقالت حركة التغيير الكردية، المعروفة اختصارا باسم (كوران)، والاتحاد الوطني الكردستاني، في بيانين منفصلين إن عددا من مقارهما في منطقة دهوك الواقعة شمالي أربيل عاصمة كردستان العراق تعرض لعمليات نهب وحرق خلال ليل الأحد.

ولم تشر الأنباء إلى حدوث أي إصابات.

وقالت حكومة الإقليم إنها أمرت قوات الشرطة المحلية المعروفة باسم الأسايش بوقف هذه الهجمات.

وأفادت تقارير واردة من محافظة كركوك المتنازع عليها، والواقعة جنوب إقليم كردستان، بأن صحفيا يعمل في محطة تلفزيون موالية لبارزاني طعن حتى الموت.

نزاع طويل

وقال بارزاني - البالغ من العمر 71 عاما - الأحد إنه سيتنحى عن منصبه كرئيس لكردستان العراق في الأول من نوفمبر/تشرين الثاني، بعدما دفع الاستفتاء على الانفصال في شمال العراق الحكومة العراقية إلى الرد عسكريا واقتصاديا.

وقد تولى بارزاني حكم الإقليم في عام 2005، وظل في السلطة حتى إجراء الاستفتاء على الانفصال.

واقتحم محتجون مسلحون البرلمان أثناء اجتماعه الأحد للموافقة على استقالة بارزاني. وقالت أحزاب المعارضة بالبرلمان إن أعضاءها الذين تحصنوا بالداخل تمكنوا من المغادرة في وقت لاحق.

وتساند حركة التغيير الكردية، والاتحاد الوطني الكردستاني، حق الأكراد في تقرير المصير، لكن كوران عارضت الاستفتاء قائلا إن توقيته كان خاطئا، بينما أيد الاتحاد الوطني الكردستاني الاستفتاء على مضض.

مسعود بارزاني زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني
Reuters
مسعود بارزاني اتهم في خطاب إعلان التنحي أنصار الحزب الوطني الكردستاني بالخيانة العظمى

وأعلن بارزاني في كلمة بثها التلفزيون نيته التنحي، وقال إن أتباع جلال طالباني، مؤسس الاتحاد الوطني الكردستاني، الذي توفي في أوائل أكتوبر/تشرين الأول، مدانون "بالخيانة العظمى" لتسليمهم مدينة كركوك النفطية للقوات العراقية دون قتال قبل أسبوعين.

ويرجع النزاع بين الحزب الديمقراطي الكردستاني، الذي يتزعمه بارزاني والحزب الوطني الكردستاني، إلى فترة التسعينيات من القرن الماضي. ويوجد أنصار الأول حول منطقة أربيل، عاصمة الإقليم، بينما يتركز الثاني في منطقة السليمانية، المدينة الرئيسية الأخرى في الإقليم.

ويدير الحزبان السياسيان وحدات عسكرية منفصلة من البيشمركة، التي أصبحت بعد إعلان الحكم الذاتي للإقليم تشكل قواته الأمنية. وتولى بارزاني بعد سقوط الرئيس العراقي السابق، صدام حسين، حكم الإقليم، بينما تولى خصمه طالباني رئاسة العراق فيما بين 2005 و2014.