فيما أشادت واشنطن بتنحي بارزاني وعدم تمديد ولايته، فقد هدد هو بأن شعب وبيشمركة الإقليم سيدافعان عن كرامة وهيبة كردستان في حال واصلت بغداد لغة الحرب والتهديد وفرض الأمر الواقع.

إيلاف: أكد رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني ان مواصلة بغداد لغة الحرب والتهديد ستدفع شعب وقوات البيشمركة الى الدفاع عن كرامة وهيبة كوردستان. وبحث خلال اجتماعه في اربيل اليوم مع السفيرين الألماني سيريل نان والفرنسي برونو أوبيير لدى العراق الوضعين الأمني والسياسي في العراق وكردستان إضافة إلى التطورات الأخيرة التي شهدت انتشار القوات العراقية في مدينة كركوك الشمالية الغنية بالنفط والمناطق المتنازع عليها التي يطالب الاكراد بضمها الى الاقليم.

وقدم بارزاني "شكره على موقف كل من ألمانيا وفرنسا من القضية الكردية وتحدث عن الوضع الميداني وآخر التطورات في الازمة بين بغداد واربيل وكذلك العملية السياسية في إقليم كردستان" كما نقل عنه بيان صحافي لرئاسة الاقليم الاثنين تابعته "إيلاف". 

وشدد بارزاني على ان سياسة اقليم كردستان هي السعي الى حل المشاكل سلميا مع بغداد عبر الحوار لكنه هدد انه "فيما اذا ما واصلت بغداد لغة الحرب والتهديد وفرض الأمور وكسر كرامة الشعب فإن شعب كردستان وقوات البيشمركة سيدافعان عن كرامة وهيبة كردستان بكل ما أوتيا من قوة".

وأوضح البيان، أن "الرئيس البارزاني أكد أن إجراءات وعدوان الحكومة العراقية والميليشيات غير قانونية وغير دستورية"، معلناً أنه "بموجب الدستور يجب عدم استخدام القوة العسكرية بأي شكل من الاشكال في الخلافات السياسية وضد شعب كوردستان".

وقال بارزاني مؤكدا "أننا لسنا مع إراقة الدماء وإن النية السيئة للحكومة العراقية دفعت قوات البيشمركة للدفاع والقتال". من جانبهما عبر السفيران الألماني والفرنسي عن قلقهما بشأن الخلافات الموجودة بين أربيل وبغداد واكدا أنهما يحملان رسالة الصداقة والمصالح المشتركة من دولتيهما الى شعب كردستان.. وأشارا الى أهمية موقع إقليم كردستان معلنين مراقبتهما للتطورات ولكل اتفاق وتفاوض بين الإقليم وبغداد عن كثب.. مشددين على ضرورة حل المشاكل القائمة بالحوار.

على الصعيد نفسه وخلال اجتماع رئيس حكومة الاقليم نجيرفان بارزاني مع السفيرين الالماني والفرنسي فقد اكد استعداد حكومته لحل جميع الخلافات مع الحكومة الاتحادية عير الحوار والتفاهم مستدركا ان بغداد باختيارها طريق القوة تحاول فرض ارادتها على الاقليم.

مقر الاتحاد الوطني الكردستاني اثر حرقه من قبل انصار بارزاني

ورأى ضرورة ان يسعى المجتمع الدولي الى الضغط على بغداد بهدف اللجوء الى طاولة الحوار من اجل معاجة المشكلات كافة. وفي وقت سابق اليوم قال نيجيرفان بارزاني ان من تثبت مسؤوليته بالضلوع بأحداث امس في اقتحام برلمان الإقليم واحراق مقرين حزبيين في قضاء زاخو سيتم التعامل معهم وفق القانون. 

وشدد بالقول "لا نسمح لان يكون هناك مكان للعنف بيننا وهذه الاعمال غير شرعية وغير قانونية". وأضاف ان مثل هذا العنف والانقسام الذي حدث في ليلة امس يصب في مصلحة اعدائنا.

واعتبر "ان البيت الواحد اذا تقسم لن يستطع مرة أخرى ان يعود كما كان، ونحن لا نريد ان نتقسم".. مشددا على ضرورة "عدم السماح بالخوض في الخلافات الداخلية التي من شأنها ان تجعلنا ننهار ونحن اكبر واقوى من ذلك ولنبقى سوية بالقوة ذاتها".

وكان انصار رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني قد قاموا اثر اعلانه تنحيه عن منصبه الاربعاء المقبل بعمليات اعتداء على نواب وصحافيين وحرق مقار لحزب الاتحاد الوطني الكردستاني وحركة التغيير في عدد من مدن الاقليم. كما اعتدوا لدى اقتحامهم مبنى البرلمان على بعض النواب من كتلة التغيير وكوادر القنوات الفضائية فيما سمع دوي اطلاق رصاص رجال الامن من داخله. 

واشنطن ترحب باعلان بارزاني تنحيه عن رئاسة الاقليم 
رحبت الولايات المتحدة بإعلان رئيس اقليم كردستان العراق مسعود بارزاني الاربعاء المقبل وعدم التمديد لولايته داعية بغداد واربيل الى الاسراع في الدخول بحوار لحل المشاكل بينهما.

ودعت وزارة الخارجية الاميركية الحكومة العراقية ومؤسسات حكومة إقليم كردستان العراق اليوم إلى حل الخلافات بعدما قال رئيس الإقليم مسعود برزاني إنه لن يمدد فترته الرئاسية التي تنتهي الاربعاء المقبل. وقالت الوزارة في بيان صحافي "ندعو كل الأطراف الكردية الى دعم حكومة إقليم كردستان، وهي تعمل على حل القضايا العالقة بشأن ما تبقى من ولايتها، وتستعد للانتخابات في 2018".. وطالبت حكومتي العراق والإقليم بالعمل سريعا لحل القضايا العالقة بموجب الدستور العراقي.

وأضافت أن واشنطن تشيد كذلك بتصويت برلمان إقليم كوردستان العراق على توزيع صلاحيات الرئاسة على سلطات الإقليم. ودعت الحكومة العراقية وحكومة إقليم كردستان إلى العمل بسرعة لحل القضايا العالقة وفق دستور البلاد والبدء بحوار عاجل.

واشارت الخارجية الاميركية الى ان الولايات المتحدة تتطلع الى العمل مع نيجيرفان بارزاني وقوباد الطالباني وتطالب جميع الاطراف الكردية بدعم حكومة اقليم كوردستان في الفترة المتبقية لها لحل جميع المشاكل العالقة والاستعداد للإنتخابات القادمة في يوليو عام 2018.

وكان بارزاني اعلن امس رسميا انه سيتحى عن رئاسة اقليم كردستان الاربعاء المقبل رافضا التمديد لولايته رئيسا لاقليم كردستان التي تنهتي في الاول من الشهر المقبل، فيما تم توزيع صلاحياته على السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية حتى اجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية في الاول من يوليو 2018.

واكد بارزاني في رسالة الى برلمان الاقليم تليت في جلسة عقدت الاحد "بالنسبة الى منصب رئيس الاقليم فإنني أرفض استمراري في المنصب بدءا من مطلع الشهر المقبل، ولا يجوز تعديل قانون رئاسة الاقليم، ولا يجوز تمديد عمر رئاسة الاقليم، يجب ان تعقدوا اجتماعا بأسرع وقت وحل المسألة من أجل الا يحدث فراغ قانوني في مهام وسلطات رئيس الإقليم وسأبقى أنا كبيشمركة".

وانتهت ولاية بارزاني الذي يعد اول رئيس للاقليم عام 2013 وتم تمديد فترته الرئاسية عامين بسبب الحرب ضد تنظيم داعش الذي احتل اراضي واسعة من العراق في صيف عام 2014.