إيلاف من نيويورك: لم يكن بول مانافورت يتقاضى أي اجر لقاء قيادته حملة دونالد ترمب الانتخابية، فالرجل الذي وجهت اليها اتهامات بالتآمر والتهرب الضريبي، سعى الى الحصول على موطئ قدم له في الحملة لعل ذلك يساعده فيما بعد على الترويج لاعماله في قطاع جماعات الضغط والعلاقات العامة. 

اتهامات المحقق الخاص روبرت مولر لمانافورت دفعت بالكثيرين الى استعادة ذكريات تعيينه كمدير لحملة ترمب. ودون دور صهر ترمب، جاريد كوشنر وزوجته ايفانكا في الترويج الرجل، لما قام مرشح رئاسي بتسليم قيادة حملته، لشخصية ترتسم حولها علامات استفهام كثيرة بفعل عملها لصالح وكلاء اجانب. 

من المسؤول؟

مراسلة ان بي سي سألت سارة ساندرز، المتحدثة باسم البيت الابيض عما اذا كان الرئيس يحمّل صهره مسؤولية تعيين مانافورت، لكنّ ساندرز اكتفت بالقول انها "غير مطلعة على هذا الملف".

دور نجل صديق ترمب الموثوق

مانافورت عمل مع مؤسسة ترمب في ثمانينات القرن الماضي ولكنه لم يرتبط بأي علاقة صداقة مع الرئيس الاميركي قبل الحملة، واستغل معرفته بنجل توماس باراك صديق ترمب الموثوق لتحقيق هدفه وشغل منصب رفيع في الحملة. 

الطريق الى الحملة

نيويورك تايمز كانت قد نشرت تقريرا منذ عدة اشهر اشارت خلاله، الى ان مانافورت قام بداية العام 2016 بارسال مذكرتين موجزتين عن اعماله لترمب عبر نجل صديقه اللبناني الاصل توماس باراك. 

قبل ارسال المذكرتين، التقى مانافورت بباراك صديق ترمب، في بيفرلي هيلز وفق جايسون مالوني المتحدث باسم مانافورت، الذي قال إن باراك "أراد مساعدة ترمب لمواجهة العراقيل والعثرات التي تواجهها حملته الانتخابية". المرشح الجمهوري اراد بعد ذلك لقاء مانافورت على انفراد.

مذكرة اشادة تصل ايفانكا

باراك الذي يعد من الرجال القلائل الذين يحظون بثقة ترمب، ارسل من جهته مذكرة اشاد فيها بشخصية مانافورت واصفا اياه بالقاتل، والرجل الاكثرة خبرة في مجاله. 

وصلت مذكرة باراك الى جاريد كوشنر وايفانكا ترمب، فعمدت الاخيرة الى اعلام والدها بما يجري مع التوصية الصادرة عن صديقه، والمطالبة بتكليف مانافورت ادارة العمليات في المؤتمر الجمهوري العام في كليفلاند.

الوصول الى قيادة الحملة ثم الخروج

اصبح بول مانافورت قياديا في الحملة نهاية اذار 2016 دون ان يكون مديرا لها بعد، وكانت حملة ترمب تمر بمراحل من المد والجزر.

المرشح الجمهوري كان قد فاز لتوه في عدة ولايات، ولكن الخوف كان يتملكه من امكانية اسقاطه في المؤتمر العام، وعلى الفور بدأ مانافورت عمله حيث قام بحث ترمب على كبح جماح هجماته على زملائه الجمهوريين، وانفاق المزيد من المال على الاعلانات. 

في حزيران، قرر ترمب تنحية كوري ليفاندوفسكي عن مركزه كمدير للحملة، وتعيين مانافورت مكانه، ولعب ابناء ترمب وكوشنر على وجه الخصوص، دورا كبيرا في اتخاذ الرئيس لهذا القرار، لاحقا قرر الرئيس ازاحته لصالح ستيفن بانون.