«إيلاف» من لندن: في خضم تطورات الملف السوري واقتراب موعد انعقاد مؤتمر الرياض وكمحاولة لاستشراف آفاق المستقبل والبحث عن حلول، أجرى المبعوث البريطاني الجديد إلى سوريا، مارتن لونعدين، لقاءً مع رئيس الإئتلاف الوطني المعارض، رياض سيف، وبحث معه تطورات العملية السياسية والأوضاع الميدانية، وخصوصًا ما يحدث في الرقة ودير الزور.

وخلف لونغدين في هذا المنصب غاريث بايلي الذي يودعه المعارضون الخميس المقبل في القنصلية البريطانية في اسطنبول.

وناقش المبعوث البريطاني الجديد - بحسب بيان تلقت "إيلاف" نسخة منه، تطورات العملية السياسية ومؤتمر الرياض المزمع عقده هذا الشهر للمعارضة السورية، وشددوا على ضرورة تفعيل العملية السياسية، وإعادة إحيائها من أجل الوصول إلى حل سياسي عادل وفق القرارات الدولية، وأهمها بيان جنيف والقرار ٢٢٥٤.

‎وأكد الطرفان على "استمرار التعاون والتنسيق من أجل تحقيق طموحات الشعب السوري بنيل الحرية والكرامة، ودعم خياراته بالانتقال إلى دولة ديمقراطية متعددة من دون بشار الأسد ونظامه".

وتحدث رياض سيف عن أهمية دور المملكة المتحدة في دفع العملية السياسية نحو الأمام، كما أكد أن أي حل لا يمكن أن يكون بوجود الأسد وزمرته الحاكمة.

‎من جانبه، أكد المبعوث البريطاني استمرار دعم بلاده للمعارضة السورية في المحافل الدولية، ولحقوق الشعب السوري، معبراً عن أسفه لجميع المجازر اليومية التي تحصل بحق المدنيين.

المبعوث الفرنسي

ويحاول المعارضون السوريون تطوير علاقاتهم مع كافة الدول، ولهذا الغرض عقد رئيس الإئتلاف الوطني المعارض، رياض سيف، أيضًا اجتماعًا مع المبعوث الفرنسي الخاص إلى سوريا، فرانك جيليه، وبحث معه تطورات العملية السياسية والأوضاع الميدانية والدور الاوروبي في سوريا.

‎ولفت الطرفان في بيان، اطلعت "إيلاف" على نصه، إلى ضرورة تفعيل العملية السياسية، وإعادة إحيائها من أجل الوصول إلى حل سياسي عادل وفق القرارات الدولية، وأهمها بيان جنيف والقرار ٢٢٥٤.

واشنطن حاضرة أيضا

كمت شدد سيف مؤخرًا خلال لقاء مع مايكل راتني نائب مساعد وزير الخارجية الاميركي، على ضرورة تكثيف جهود واشنطن ومشاركتها لتفعيل المسار السياسي، في إطار مفاوضات جنيف، والتركيز على مسؤولية الدول الصديقة بالعمل على توفير الحماية اللازمة للشعب السوري.

وسلّم سيف نائب مساعد الخارجية الأميركي مذكرتين بخصوص ما يرتكب من جرائم حرب بحق المدنيين في دير الزور، وهو ما ادى لوقوع عمليات نزوح جماعية من عدة مناطق في المحافظة، وسقوط أعداد كبيرة من الضحايا نتيجة القصف الجوي الذي يستهدف مناطق تواجد المدنيين.

وركزت المذكرتان على الجرائم المرتكبة بحق المدنيين في الرقة وعلى استمرار سقوط العشرات من الضحايا المدنيين الأبرياء نتيجة القصف الجوي للتحالف الدولي.

وطالبت المذكرتان تحمّل التحالف الذي ترأسه الولايات المتحدة لمسؤولياته بخصوص حماية المدنيين وتأمين احتياجاتهم والتحقيق في ما يرتكب من انتهاكات، واتخاذ الخطوات اللازمة لإيقافها.

وأكدت المذكرتان على ضرورة تهيئة الإمكانيات اللازمة والتسهيلات للمساهمة الفاعلة لفصيلي الجيش الحر "جيش أسود الشرقية" و"قوات الشهيد أحمد العبدو" في تحرير دير الزور وضمان عدم استهدافهما من قبل النظام وحلفائه.

واعتبر رئيس الائتلاف أن "أية تسوية سياسية في سوريا لا تؤدي إلى تحقيق تطلعات الشعب التي ضحى من أجلها بكل ما يملك لا يمكنها تحقيق الاستقرار".

وأضاف أن عدم تحقيق العدالة بمحاسبة المجرمين وإطلاق سراح المعتقلين سيؤديان إلى عدم ديمومة أية تسوية سياسية، فأية تسوية يجب أن تؤدي إلى انتقال سياسي جذري وشامل ويمكّن الشعب من إعادة صياغة دستوره وانتخاب قيادته بكل نزاهة وحرية، مكررًا أنه "لا يمكن ربط مستقبل سوريا بنظام مجرم".

وأشار سيف إلى أن الحل السياسي القابل للحياة والديمومة لا يتوافق مع بقاء بشار الأسد، مشيراً إلى أن هذه العقدة تمنع تقدم المفاوضات، وتقف عائقاً أمام عودة الاستقرار للمنطقة.