بعد 48 ساعة على إعلان تحرير مركز قضاء القائم العراقي بغرب محافظة الانبار الغربية على الحدود مع سوريا، فقد وصلها العبادي اليوم ورفع العلم العراقي على منفذ حصيبة مع سوريا.. فيما قتل تفجيران انتحاريان وسط مدينة كركوك عددًا من عناصر مسلحي سرايا السلام التابعة للصدر.

إيلاف من لندن: وصل رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة العراقية حيدر العبادي برفقة وزير الدفاع عرفان الحيالي إلى قضاء القائم غرب الأنبار وتجول فيها حيث رفع العلم العراقي فوق منفذ حصيبة الحدودي، كما قال مكتبه الاعلامي في بيان صحافي تابعته "إيلاف".

وحيا العبادي أثناء رفع العلم العراقي في القائم القوات العراقية التي قامت بتحرير الاراضي مؤكدًا انه لولا تضحياتها لما تحقق هذا الانجاز. وكان العبادي أعلن الجمعة الماضي تحرير قضاء القائم غرب الأنبار بفترة قياسية لم تتعدَّ 8 أيام.

ومن جانبه، أشار نائب القائد العام لقوات الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس إلى أنّ تحرير مركز قضاء القائم ومنفذ حصيبة الحدودي يعني ان تنظيم داعش قد انتهى "واقعيًا" في العراق بعدما تم دحره من اهم نقطة انطلق فيها نحو المدن الشمالية والغربية صيف عام 2014. وقال المهندس خلال لقائه بعدد من قيادات القوات الأمنية والحشد الشعبي أن "هزيمة داعش اليوم تعتبر اقسى واهم هزيمة يتلقاها داعش منذ بداية تاريخ المواجهة معه".

وأضاف المهندس أنه "بتحرير مركز قضاء القائم يكون داعش قد انتهى واقعيًا في العراق بعدما تم دحره من أهم نقطة انطلق منها نحو المدن الشمالية والغربية كالموصل والرمادي صيف 2014"، لافتًا إلى أن قضاء "القائم ارتبط اسمه دائما بالمجرم أبو بكر البغدادي زعيم عصابات داعش الإجرامية".

وعن نتائج العمليات العسكرية لتحرير غرب العراق التي بدأت في 26 من الشهر الماضي، فقد أشار قائد عمليات تحرير غرب الانبار نائب قائد العمليات المشتركة الفريق الركن عبد الامير رشيد يارالله إلى أنّ عمليات تحرير مناطق غرب الانبار انطلقت بمشاركة قوات الجيش والحشد الشعبي والحشد العشائري لتحرير وتطهير وتفتيش جميع المناطق والقرى من طريق عكاشات - القائم حتى الطريق السريع الرمادي- الرطبة.

 

القوات العراقية لدى تقدمها لتحرير القائم

 

وأكد القائد العسكري في بيان اطلعت على نصه "إيلاف" تحرير 47 قرية وهدفين حيويين هما قاعدة سعد الجوية ومحطة القطار وحقول عكاز الاول والثاني بالاضافة إلى الطريق الرئيسي الرابط عكاشات بالطريق الاستراتيجي ودائرة البحوث الزراعية حيث بلغت المساحة المحررة 13850 كيلومترًا مربعًا. وأشار إلى أنّ القوات حررت ايضا 90 معملاً ومحطة قطار فهيدة ومشاريع حصيبة الزراعية وجسر الجابري وتأمين وفتح طريق عكاشات القائم. 

واضاف ان القوات تمكنت من قتل 250 ارهابياً بينهم 17 انتحارياً وابطال وتفجير الف عبوة ناسفة وتدمير25 عجلة مفخخة و64 عجلة مختلفة وتدمير35 دراجة نارية و15 مضافة و5 معسكرات للارهابيين.

ويقع قضاء القائم غرب العراق ويضم أربع مدن وأكثر من 50 قرية ويقدر تعداد سكان القضاء و النواحي التابعة له بحسب تقديرات وزارة التخطيط بحوالي 150 الف نسمة عام 2014 وكان يعتبر منطقة تجارية هامة.

وينتمي اهالي قضاء القائم في الغالب لعشائر الكرابلة والبومحل والبومفرج والبوعبيد والسلمان من قبيلة الدليم والكرابلة والموالي والراويين والبوحردان. وقد سقطت المدينة بيد تنظيم داعش في 20 يونيو عام 2014 بعد معركة دامت خمسة أيام.

وكان تنظيم داعش يسيطر على قرابة ثلث مساحة العراق في يونيو عام 2014 إلا أن القوات العراقية وبدعم من التحالف الدولي حررت معظم تلك المناطق خلال حملات عسكرية على مدى الثلاث سنوات الماضية.

تفجيران انتحاريان وسط كركوك استهدفا مسلحي الصدر

إلى ذلك، أدى تفجيران انتحاريان وسط مدينة كركوك الشمالية الغنية بالنفط إلى مقتل وإصابة العشرات وقال الناطق باسم وزارة الداخلية العميد سعد معن ان اعتداء إرهابيا مزدوجا بانتحاريين اثنين يرتديان حزامين ناسفين وقع قرب حسينية خزعل التميمي في شارع اطلس وسط مدينة كركوك.

وأشار معن في بيان ان "الاعتداء أسفر عن استشهاد مدني واحد وإصابة 16 اخرين كمعلومات اولية عن الحادث.

لكن مصادر اعلامية اوضحت فيما بعداد مصرع ستة اشخاص واصابة سبعة اخرين بتفجير انتحاري بحزام ناسف وعبوة ناسفة بشارع اطلس وسط كركوك. واوضحت إن التفجير وقع في منطقة مكتظة بالمارة والباعة الجائلين.

واضافت ان التفجيرين استهدفا مقرًا لجماعة "سرايا السلام" التابعة لزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر في المدينة. وقالت إن انتحاريًا كان يرتدي حزاما ناسفا اقتحم مقرا للجماعة وفجر نفسه داخل المقر.
وبعدها حدث الانفجار الثاني وكان عبارة عن سيارة مفخخة كانت مركونة بالقرب من المقر وأدى التفجير.

وكان الصدر أمر في 20 من الشهر الماضي بانطلاق قيادة "سرايا السلام" الخاضعة له إلى مدينة كركوك. وقالت قيادة السرايا في بيان "بتوجيه من الزعيم العراقي القائد السيد مقتدى الصدر وبإشراف مباشر من قبل المعاون الجهادي أبو دعاء العيساوي انطلقت قيادة سرايا السلام متمثلة بالهيئة الجهادية وكافة اختصاصاتها إلى مدينة التعايش السلمي كركوك".

ومن جانبه، أعلن القيادي في "سرايا السلام" أبو رضا الموسوي أثناء مؤتمر صحفي أن هذه الخطوة إجراء موقت يهدف إلى حماية جميع مكونات كركوك وقضاء طوز خورماتو. وأشار إلى أن عناصر "سرايا السلام" الذين وصلوا إلى كركوك هم "قوات مساندة للقوات الأمنية ولن تبقى للاحتفاظ بالأراضي إلا إذا طلب منها ذلك رسميا".

وجاء ذلك بعد يوم من إعلان الصدر أن محافظة كركوك هي "العراق المصغر".. داعيا إلى أن تكون هذه المحافظة نموذجا للتعايش السلمي وذلك بعد انتشار القوات العراقية الاتحادية فيها وانسحاب قوات البيشمركة الكردية أمامها منها.