أسامة مهدي: بعد ساعات من تفجيرين انتحاريين في مدينة كركوك العراقية الشمالية الغربية اديا الى سقوط قتلى وجرحى فقد انطلقت في المدينة دعوات .. فيما عرضت قيادة قوات البيشمركة الكردية على بغداد أدارة المناطق المتنازع عليها والمعابر الحدودية بشكل مشترك بين بغداد واربيل محذرا من مواجهات عسكرية حال عدم التوصل إلى تفاهم سياسي.

وطالب محافظ كركوك وكالة راكان سعيد رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي بأرسال تعزيزات عسكرية لكركوك اثر التفجيرين اللذين وقعا في وسط المدينة وتامين حاجة شرطة المحافظة بمتطوعين جدد وذلك بسبب سعة مساحة المحافظة كما نقل عنه مكتبه الاعلامي في بيان صحافي تابعته "أيلاف". واشار الى ان قوات مكافحة الإرهاب أثبتت عملها المهني ولكن عددها غير كاف لتغطية المساحة الواسعة للمدينة ويجب مضاعفتها لمجابهة التحدي الإرهابي الذي بدأ يستهدف المدنيين العزل بحياتهم اليومية مثلما حصل اليوم.

واكد المحافظ خلال ترؤسة اليوم اجتماعا موسعا للجنة الأمنية ان التفجيرين جاءا نتجية يأس ألأرهابيين وفقدانهم المناطق التي سيطروا عليها والتي جرى تحريرها بدماء القطعات العسكرية بجميع صنوفها. وشدد على الأجهزه الأمنية ضرورة تكثيف جهودها وملاحقة العصابات الارهابية وتقديمهم للعدالة .. مؤكدا ان أمن مواطني كركوك هو خط احمر لا يمكن التهاون به بتاتا.

وجرى خلال الأجتماع الذي حضره الشيخ برهان مزهر العاصي عضو مجلس محافظة كركوك الأستماع لاراء ومقترحات ورؤى ممثلي قطعات الجيش العراقي ومكافحة الارهاب والشرطة والمرور والجنسية والامن الوطني والمخابرات والاستخبارات العسكرية ومكتب المفتش العام لوزارة الداخلية بما يعزز الأمن ويضمن سلامة كركوك .

ومن جهتها قالت الجبهة التركمانية العراقية في بيان صحافي حصلت "إيلاف" على نصه ان هذا الخرق الامني يحتاج الى وقفة جادة من كل الاجهزة الامنية للتحقيق المعمق بالموضوع لكشف الخلايا النائمة التابعة للمنظمات الارهابية في محافظة كركوك وكشف خيوط هذه الجريمة.

واضافت ان هذا الحادث الارهابي هو محاولة لتقويض المسعى الحكومي لبسط سيطرة الاجهزة الاتحادية على الملف الامني في كركوك.

ودعت جميع الاجهزة الامنية لأخذ الحيطة والحذر وزيادة التدابير الامنية لمنع تكرار مثل هذه الحوادث وطالبت وزير الداخلية قاسم الاعرجي بالاسراع في اعادة التوازن للملف الامني وبنسبة 32% لكل القيادات في اجهزة الوزارة في محافظة كركوك. وناشدته استبعاد الضباط المتسربين والمنقطعين عن الدوام منذ 17 من الشهر الماضي وتطبيق قرار الوزارة باستبعاد الضباط الذين شهاداتهم مزورة.

 وفي وقت سابق اليوم ادى تفجيران انتحاريان وسط مدينة كركوك الشمالية الغنية بالنفط الى مقتل ستة اشخاص واصابة سبعة اخرين بتفجير انتحاري بحزام ناسف وعبوة ناسفة بشارع اطلس وسط كركوك. واوضحت مصادر امنية إن التفجيرين وقعا في منطقة مكتظة بالمارة والباعة الجائلين موضحة انهما استهدفا مقرا لجماعة "سرايا السلام" التابعة لزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر في المدينة .

وكان الصدر أمر في 20 من الشهر الماضي بانطلاق قيادة "سرايا السلام" الخاضعة له إلى مدينة كركوك. 

وقالت قيادة السرايا في بيان "بتوجيه من الزعيم العراقي القائد السيد مقتدى الصدر وبإشراف مباشر من قبل المعاون الجهادي أبو دعاء العيساوي انطلقت قيادة سرايا السلام متمثلة بالهيئة الجهادية وكافة اختصاصاتها إلى مدينة التعايش السلمي كركوك".

وجاء ذلك بعد يوم من إعلان الصدر أن محافظة كركوك هي "العراق المصغر".. داعيا إلى أن تكون هذه المحافظة نموذجا للتعايش السلمي وذلك بعد انتشار القوات العراقية الاتحادية فيها وانسحاب قوات البيشمركة الكردية أمامها منها .

البيشمركة : الخلاف مع بغداد سياسي وليس عسكريا 

اعلنت قوات البيشمركة الكردية اليوم عن مقترح على الحكومة الاتحادية بأدارة المناطق المتنازع عليها والمعابر الحدودية بشكل مشترك بين بغداد واربيل.

وقال الأمين العام لوزارة البيشمركة جبار ياور في مؤتمر صحافي اليوم "نؤكد التزامنا بالدستور العراقي وحل جميع المشاكل مع بغداد وفقا للدستور".ودعا "القوى السياسية للدخول في مفاوضات سياسية للتوصل إلى حل مشيرا الى ان الخلاف مع بغداد سياسي وليس عسكريا .

وحذر ياور "من مواجهات عسكرية مع بغداد حال عدم التوصل إلى تفاهم سياسي".. واوضح ان كردستان بعثت مبادرة من سبع نقاط الى بغداد لحل الاشكالات وانها بانتظار الرد كما نقلت عنه وكالات انباء كردية محلية. ودعا "القوات العراقية إلى إدارة مشتركة للمناطق المتنازع عليها والمعابر الحدودية" .. لكنه اشار الى ان الحكومة العراقية تصر على إدارة المناطق المتنازع عليها وقال ان "المشكلة مع بغداد هو إصرارها على تنفيذ مقترحاتها حصرا". 

وأوضح الامين العام لوزارة البيشمركة أن "قوات البيشمركة تقاتل منذ ثلاث سنوات الى جانب القوات العراقية لحماية اراضيها ضد داعش، ولا نتمنى مواجهات عسكرية مع بغداد في حال عدم التوصل الى تفاهم مشترك"، موضحا انه "لاحاجة لنشر قوات عسكرية على الحدود كما تريد بغداد لأنها تتبع دوائر مدنية وليست عسكرية"، واضاف ان "مبادرتنا للحل قائمة على سبع نقاط من بينها استبدال قوات حرس الحدود بالكامل".

وكانت أربيل عرضت نشر قوات مشتركة من بغداد وإقليم كردستان عند معبر فيشخابور الحدودي مع تركيا بمشاركة التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة.

وشنت القوات الاتحادية حملة عسكرية عقب إجراء استفتاء إقليم كردستان على الانفصال والذي وصفته الحكومة العراقية بغير الدستوري ورفضت الاعتراف به وبنتائجه وطالبت بإلغائها. وسيطرت القوات الاتحادية الشهر الماضي على معظم المناطق المتنازع عليها بين بغداد وأربيل وعلى رأسها مدينة كركوك الغنية بالنفط.

ولوقف تصاعد الوضع العسكري، اتفق الطرفان على وقف إطلاق النار بينهما وشرعا في محادثات عسكرية فنية بشأن السيطرة في المناطق المتنازع عليها في محافظات نينوى وديالى وكركوك وطريقة إدارة المعابر الحدودية