إيلاف - الإمارات: تشكل الثورة الصناعية الرابعة، والذكاء الاصطناعي والروبوتات، و"البلوك تشين"، والابتكار وريادة الأعمال، محاور رئيسية ضمن أجندة الدورة الثانية لمجالس المستقبل العالمية التي بدأت أعمالها السبت في دبي.

وأكد المشاركون في مجلس مستقبل البيئة وأمن الموارد الطبيعية، ضمن مجالس المستقبل العالمية، ضرورة الاستفادة من التقنيات المستقبلية لإيجاد عالم أفضل وأنظف وأكثر أمناً، مشيرين إلى ان العالم يواجه العديد من التحديات التي تشمل انحسار الموارد.

وشدد المشاركون في مجلس مستقبل البيئة وأمن الموارد الطبيعية، المنعقد ضمن مجالس المستقبل العالمية على ضرورة الاستفادة من التقنيات المستقبلية لإيجاد عالم أفضل وأنظف وأكثر أمناً.

وأشار أعضاء المجلس إلى أن العالم يواجه العديد من التحديات التي تشمل انحسار الموارد والمخاوف المتعلقة بالتغير المناخي، مؤكدين ضرورة الاستثمار في الحد من التغير المناخي والتأقلم معه وإنشاء الإطار المناسب للحوكمة الذكية للموارد وتكيف الصناعة مع احتياجات المستهلكين للاستدامة، إضافة إلى إنشاء نظام مستدام لسلاسل التوريد.

أكبر منصة استشرافية

وانطلقت السبت أعمال "مجالس المستقبل العالمية" والتي تنظمها حكومة دولة الإمارات بالتعاون مع المنتدى الاقتصادي العالمي.

وتمثل مجالس المستقبل العالمية أكبر منصة متخصصة في استشراف المستقبل من نوعها في العالم، حيث تضم أكثر من 700 عالم مستقبل ومستشرف ومتخصص من 75 دولة يبحثون في 35 مجلساً عدداً من الملفات في قطاعات حيوية مستقبلية.

وتشكل الثورة الصناعية الرابعة، والذكاء الاصطناعي والروبوتات، و"البلوك تشين"، والابتكار وريادة الأعمال، محاور رئيسية ضمن أجندة الدورة الثانية للمجالس التي ستنطلق فعالياتها في دبي على مدار يومين متتالين، كما تبحث المجالس وضع حلول عملية للتحديات المستقبلية، وإيجاد آليات ووسائل جديدة لتهيئة الدول والمجتمعات لموجة التكنولوجيا الهائلة التي سيحدثها التطور السريع لأدوات وتقنيات الثورة الصناعية الرابعة.

وذكر أعضاء المجلس، أن الدراسات والتقارير تشير إلى تحذيرات من انقراض أنواع من الحيوانات، ودورة النتروجين، والكوارث المناخية وغيرها حيث يعتبر التغير المناخي أخطر العوامل السابقة مع اقترابه من نقطة تحول تؤدي إلى إطلاق تغيرات كبرى على الأنظمة البيئية، بينما تعتبر الجهود الدولية الحالية غير كافية للحد من ارتفاع درجة حرارة الأرض ما يستدعي حاجة ملحة لإحداث تغييرات جذرية لتدارك المخاطر المحدقة بالبيئة.

وأوضح المجلس، أنه يمكن الاستفادة من الموجة الحالية للتطور التكنولوجي، خصوصاً وأنها تشمل مختلف القطاعات، بما فيها الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء والتقنيات الحيوية حيث يجب بذل جهود كبيرة لضمان استدامة هذه التقنيات.

محمد بن راشد: الإمارات تتبنى صناعة المستقبل

شارك الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، في فعاليات وأعمال الدورة الثانية لاجتماعات مجالس المستقبل العالمية التي تنظمها الإمارات بالشراكة مع المنتدى الاقتصادي العالمي "دافوس"، والتقى عددا من المشاركين في الاجتماعات.

وأكد محمد بن راشد لدى لقائه البروفيسور كلاوس شواب رئيس ومؤسس المنتدى الاقتصادي العالمي، أن الإمارات تتبنى صناعة المستقبل وتطوير نماذج عمل تتلاءم مع متطلباته وتوظف تقنيات الثورة الصناعية الرابعة بالشكل الأمثل الذي يدعم الارتقاء بحياة المجتمعات والشعوب.

وقال إن أسئلة المستقبل الكبرى تحتم على الحكومات والمنظمات الدولية ورواد الأعمال تبني أساليب جديدة أكثر مرونة وفعالية وقابلية للتطور.

أضاف: "نحن في الإمارات نتبنى نموذجاً مرناً للمستقبل لإحداث نقلة نوعية على مستوى كافة القطاعات الحيوية التي تلامس حياة الناس، ونتطلع للوصول إلى مرحلة يكون فيها المستقبل واضحاً عبر تعلم لغته واستخدام أدواته وصناعته اعتباراً من اليوم".

وأكد أنّ الاجتماعات السنوية لمجالس المستقبل العالمية تمثل عنصراً داعماً وعاملاً مؤثراً في النهوض بواقع القطاعات الحيوية وتطوير النماذج التي تدعم أنماط الحياة البشرية وتعد المجتمعات للمستقبل.

حضر اللقاء الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم نائب حاكم دبي ومحمد بن عبدالله القرقاوي وزير شؤون مجلس الوزراء والمستقبل الرئيس المشارك لاجتماعات مجالس المستقبل العالمية وعدد من المسؤولين.

وتم خلال اللقاء تبادل وجهات النظر والرؤى حول سبل تحويل توصيات المجالس ونقاشاتها إلى برنامج عمل تتبناه الحكومات والمنظمات والشركات حول العالم، بما يسهم في تحقيق انتقال سلس وسريع للمستقبل، ويمكن المجتمعات من مواكبة تطوراته والتكيف معها بالشكل الأمثل.

الجلسات الاستراتيجية الخاصة

وكانت الإمارات قد أعلنت اعتزامها إطلاق مبادرة «الجلسات الاستراتيجية الخاصة» ضمن فعاليات الدورة الثانية من مجالس المستقبل العالمية 2017، والتي تعقد برعاية الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وتهدف المبادرة لاستكشاف الآثار المستقبلية لنمو استخدامات الذكاء الاصطناعي وتقنيات الثورة الصناعية الرابعة على جميع القطاعات الحيوية، ومدى تأثيرها في حياة الإنسان وفي آليات عمل الحكومات في المستقبل.

وفي وقت سابق، علّق محمد عبد الله القرقاوي وزير شؤون مجلس الوزراء والمستقبل الرئيس المشارك لمجالس المستقبل العالمية على مبادرات الإمارات ضمن فعاليات مجالس المستقبل قائلاً إن الثورة الصناعية الرابعة سيكون لها أثر كبير وتغييرات ملموسة في المجتمعات والاقتصادات، ونحن نتطلع من خلال تطبيقاتها إلى بناء مستقبل مستدام. ولهذا تبرز الحاجة للاعتماد على التكنولوجيا المتقدمة وتوظيفها بالشكل الأمثل. 

وأضاف: إنه ومن خلال تسخير الفرص وتمكين أفراد المجتمع ولاسيما الشباب من القيام بدور فاعل سوف نشهد تحقيق نتائج مهمة للثورة الصناعية الرابعة على أرض الواقع. الاجتماعات السنوية لمجالس المستقبل العالمية تقدم المعرفة والخبرة وآليات التطبيق التي تسهم في تحقيق الأهداف المستقبلية التي نسعى إليها.

يشار إلى أنّ مجالس المستقبل تضمّ 35 مجلساً متخصصاً تبحث في المواضيع التالية: المدن والتطوير الحضري، والحوسبة، والاستهلاك، والأمن السيبراني، والاقتصاد الرقمي والمجتمع، والنمو الاقتصادي والمجتمع، والتعليم والتوازن بين الجنسين والعمل، والطاقة، والبيئة وأمن الموارد الطبيعية، والنظم المالية والنقدية، وتقنيات الفضاء، والتكنولوجيا والقيم والسياسات، ونظم المساعدات الإنسانية، والأمن الغذائي والزراعة، الصحة والرعاية الصحية، التعزيز البشري، حقوق الإنسان، المعلومات والترفيه، الحوكمة الدولية والتعاون الحكومي - الخاص والتنمية المستدامة، الأمن الدولي، التجارة الدولية والاستثمار، الاستثمار الطويل الأمد والبنية التحتية والتنمية، الهجرة، التنقل، التكنولوجيا العصبية وعلوم الدماغ، الإنتاج، العلوم السلوكية، المنصات والنظم، الحوكمة الإقليمية، والقطاعات الحيوية في ظل الثورة الصناعية الرابعة.