خرج عشرات الآلاف من سكان إقليم كتالونيا إلى شوارع برشلونة لمطالبة السلطات الأسبانية بالإفراج عن السياسيين والناشطين المؤيدين لاستقلال الإقليم.

وتجمع المتظاهرون في برشلونة، عاصمة الإقليم، خلف لافتة كبيرة كتبوا عليها "نحن جمهورية" كما حملوا لافتات عليها صور المعتقلين السياسيين العشرة.

وأصدرت محاكم أسبانية قرارا بسجن المسؤولين ومن بينهم ثمانية وزراء في حكومة الإقليم، ويجري التحقيق معهم بتهم بسبب التمرد المزعوم وإثارة الفتنة.

وفي تحدي للحكومة المركزية في مدريد أعلن حزب مؤيد للاستقلال عن ضم عدد من المسجونين إلى قائمة مرشحيه في الانتخابات المبكرة التي أعلنت عنها مدريد، الشهر المقبل، كما ضمت القائمة وزراء سابقين موجودين في الخارج.

وجاءت المظاهرات بعد يوم واحد من الإفراج عن رئيس برلمان كتالونيا، التي عزلتها مدريد من منصبها، وذلك بعد دفع كفالة 150 ألف يورو.

وتجمع الآلاف بجوار مبنى البرلمان رافعين أعلام الاستقلال مرددين شعار "حرية".

وأثارت الأزمة السياسية في كتالونيا مخاوف داخل الاتحاد الأوروبي، الذي يتعامل حاليا مع قضية خروج بريطانيا من الاتحاد فضلا عن عدم اليقين حول مستقبل الاقليم الذي يسكنه 7.5 مليون شخص.

ونقلت حوالي 2400 شركة مقراتها الرئيسية من كتالونيا إلى أماكن أخرى.

وتسبب إضراب عام لاتحاد عمالي مؤيد للاستقلال في فوضى عارمة بالإقليم، الأربعاء الماضي، وتم إغلاق 60 طريقا وسكة حديد، من بينها الطريق السريع الرئيسي المتجه إلى فرنسا وبقية دول الاتحاد الأوروبي.

وشنت مدريد حملة على الإقليم واعتقلت سياسيين وهرب البعض إلى الخارج، منذ إعلان حكومة كتالونيا الاستقلال في 27 أكتوبر/ تشرين أول الماضي، في استفتاء رفضته مدريد.

وأوقفت الحكومة المركزية الزعيم الكتالوني كارليس بويغديمونت، وحكومته والبرلمان وعلقت الحكم الذاتي الذي كان يتمتع به الإقليم ودعت لإجراء انتخابات جديدة في 21 ديسمبر/ كانون الأول.

وعلى الجانب الأخر كان هناك مظاهرات مناوئة لحكومة الإقليم ورافضة للاستقلال، شاركت فيها عمدة مدينة برشلونة أدا كولاو، وذلك قبل ساعات من المظاهرات المؤيدة للاستقلال.

وقالت عمدة مدينة برشلونة في اجتماع مع أعضاء حزبها "لقد أثارت (حكومة كتالونيا) التوترات ونفذت إعلان استقلال من جانب واحد لا تريده الغالبية".

وأضافت أن أعضاء الحكومة "خدعوا السكان لمصالحهم الخاصة".

تجدر الاشارة الى أان بويغديمونت فى منفى اختياري فى بلجيكا بانتظار جلسة استماع حول احتمال تسليم المجرمين الى أسبانيا، بعد أن أصدرت مدريد مذكرة توقيف على مستوى الاتحاد الأوروبى.