واشنطن: بعد ضغوط من جهات عدة، أبرزها أجهزة الاستخبارات في البلاد، تراجع الرئيس الأميركي دونالد ترمب عن تصريح كان أدلى به الجمعة حول "أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أكد له أن روسيا لم تتدخل بنتائج الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة العام الماضي".

وفهم تصريح ترمب على نطاق واسع، أنه يؤمن بصحة كلام الرئيس الروسي الذي التقاه في فيتنام على هامش قمة التعاون الاقتصادي والباسفيك، رغم أن أجهزة الاستخبارات الأميركية جميعها أكدت محاولات الكرملين التأثير على نتائج الانتخابات الرئاسية لصالح ترمب.

وبعد حديث ترمب، رد مايك بومبي رئيس المخابرات المركزية (سي آي آيه) السبت بالتأكيد أنه يقف إلى جانب تقارير أجهزة الاستخبارات الأميركية التي صدرت في يناير الماضي وأكدت تدخل روسيا للتأثير على نتائج الانتخابات، وفقا لما نقلته وسائل إعلام أميركية عن ناطق باسم سي آي آيه. 

فيما أصدر رئيس لجنة التسليح في مجلس الشيوخ السيناتور جون ماكين بياناً هاجم فيه ترمب "الذي يصدق ضابط (بوتين) في الكي بي جي، ويكذب أجهزة استخبارات بلادنا".

وقال إنه ليس من الواضح أن الرئيس "يؤمن بأن أميركا أولا، وهو الشعار الذي يرفعه"، محذراً من المخاطرة بالمصالح الأميركية من أجل العلاقة مع بوتين.

ومن المفترض أن يظهر الأحد رئيسا سي آي آيه و جهاز المخابرات الوطنية خلال إدارة الرئيس باراك أوباما في لقاء مشترك مع محطة سي ان ان "للرد على ما زعمه ترمب حول عدم تدخل روسيا بالانتخابات".

وفي خطوة مفاجئة وفي ساعة متأخرة بتوقيت الولايات المتحدة مساء السبت، تراجع ترمب عن تصريحاته وقال في مؤتمر مع الرئيس الفيتنامي، حيث يقوم بزيارة للبلاد ضمن جولته الآسيوية، "أنني أؤمن أن بوتين يشعر أنه كان صادقاً حينما قال إن بلاده لم تتدخل بالانتخابات، لكن بالنسبة إلي فانني أصدق أجهزة استخباراتنا".

وأضاف ترمب "أن ما يهمني بناء علاقات جيدة مع الصين وروسيا (…) لأنهما يملكان التأثير للمساهمة في حل مشكلة كوريا الشمالية".

وتقول وسائل إعلام أميركية إن التحقيقات التي يجريها المحقق الخاص روبرت مولر الذي يحقق في مزاعم التواطؤ بين حملة ترمب وروسيا للتأثير على نتائج الانتخابات، دخلت إلى مرحلة خطيرة.

والشهر الماضي، وجه مولر تهماً، بينها التآمر ضد الولايات المتحدة، لرئيس حملة ترمب السابق، واثنين من مستشاري المرشح الجمهوري خلال الانتخابات.