«إيلاف» من الرياض: كشف وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج العربي ثامر السبهان، عن أسباب قيام جهات لبنانية بقطع الإرسال عن الحوار الذي أجراه رئيس الوزراء اللبناني المستقيل سعد الحريري لشبكة المستقبل، والذي فند خلال الكثير من المزاعم عن توقيفه في المملكة، بالإضافة إلى توريط حزب الله للبنان في مشاكل جسيمة.

وقال السبهان في تغريدة عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "أثبتوا كذبهم وضعف حججهم الواهية وقطعوا الإرسال حتى لا ينكشف ضلالهم أمام العالم واللبنانيين.. الحريري يتحدث وهم يلطمون كعادتهم".
 
وفي مقابلة هي الأولى له منذ إعلان استقالته المفاجئة في الرابع من نوفمبر، قال الحريري مساء الأحد إنه "حر" في تحركاته في المملكة، بعدما كانت الرئاسة اللبنانية تحدثت عن "حد" من حريته في السعودية.
 
وشدد الحريري على ان أهم أسباب استقالته، التي هاجم فيها بشكل لاذع إيران وحزب الله، هو عدم احترام سياسة النأي بالنفس في لبنان، مشيراً إلى أن التراجع عن الاستقالة مرتبط بتوقف حزب الله عن التدخل في الصراعات القائمة في المنطقة.
 
وقال الحريري: "سأعود الى لبنان قريباً جداً لأقوم بالإجراءات الدستورية اللازمة، معتبرًا أنه "كان من الأفضل" تقديم الاستقالة في لبنان، لكن "كان هناك خطر" وضرورة لاتخاذ إجراءات أمنية محددة.
 
وحول علاقة الحريري بالعاهل السعودي وولي العهد، قال رئيس الوزراء اللبناني المستقيل "علاقتي مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز جيدة ويعتبرني مثل ابنه. وعلاقتي بالأمير محمد بن سلمان "ممتازة" فهو يكن لي كل احترام وأنا أكن له كل احترام، وهناك أمور نتفق عليها وأخرى من الطبيعي أن نختلف عليها، لكن الأساس أن لا نعرّض لبنان لموقف نحن في غنى عنه أو نقحمه في محاور ليست لمصلحة بلدنا". 
 
العودة المشروطة 
وقالت مصادر «القوات اللبنانية» تعقيبًا على ما جاء في الحوار إن مقابلة الحريري «وضعت حدًا لكل حملة التضليل والتشويش والفبركة والتحوير والافتراء، وأكدت الأسباب الموجبة التي دفعت الحريري إلى الاستقالة، كذلك أكدت مضمون استقالته وجوهرها".
 
وأضافت المصادر في تصريحات صحافية أن المعادلة التي طرحها الحريري واضحة جداً: العودة عن الاستقالة ممكنة شرط انسحاب «حزب الله» من أزمات المنطقة وإطلاق حوار داخلي حول سلاحه يختلف بطبيعة الحال عن الحوار السابق.
 
البطريرك الماروني
ويزور الرياض اليوم الاثنين البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، حيث سيلتقي العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز ووليّ العهد الأمير محمّد بن سلمان، إضافة الى لقاء مرتقب مع رئيس الوزراء المستقيل سعد الحريري.
 
وأكّدت مصادر كنسية أن الراعي يحمل في زيارته هموم لبنان وهواجسه الى القيادة السعودية، فعندما تمت الدعوة، كان الوضع مغايراً لما هو الآن، لذلك فإن جدول الأعمال والمحادثات ستضاف اليه عناصر جديدة تتعلّق بما بعد الإستقالة، حسب ما أفادت صحيفة الجمهورية اللبنانية.
 
وشددت هذه المصادر على أنّ الكنيسة المارونية تعلم جيداً مدى حرص الرياض على لبنان، وأنّ العلاقات اللبنانية - السعودية كانت دائماً مميزة، وكل ما تتمناه أن تكون هذه الأزمة غيمة صيف عابرة، وأن تعود العلاقات الى سابق عهدها في معزل عن نزاعات المنطقة.