«إيلاف» من القاهرة: قال كاتب مصري إن السلطان صلاح الدين الأيوبي لم يحرر القدس أو بلاد الشام من الصليبيين، مشيرًا إلى أن السلطان المنصور قلاوون هو المحرر الحقيقي، مضيفًا أن هذا هو الثابت في كتب التاريخ المعتمدة.

يواصل الكاتب المصري يوسف زيدان، إطلاق تصريحاته المثيرة للجدل، حول الرموز التاريخية الإسلامية، ومنها صلاح الدين الأيوبي، وقال زيدان إن القائد الإسلامي الشهير لم يحرر القدس، مشيرًا إلى أن السلطان المنصور قلاوون هو من حرر المدينة المقدسة.

في تصريحات جديدة مثيرة للجدل، قال زيدان إنه لن يتراجع عن الوصف الذي استعمله من قبل في وصف صلاح الدين الأيوبي، الذي قال فيه إنه "من أحقر الشخصيات في التاريخ".

وقال "زيدان" في تصريحات جديدة عبر برنامج "كل يوم"، على فضائية "أون إي"، مع الإعلامي عمرو أديب: "إن صلاح الدين الأيوبي دخل 3 معارك في حياته، الأولى كانت معركة أرسوف، وانهزم فيها ودمر جيشه كله، والمعركة الثانية كانت معركة حطين وانتصر فيها، والمعركة الثالثة كانت معركة الرملة ودمر فيها جيشه كله، وتصالح على القدس".

وأضاف أن صلاح الدين الأيوبي لم يحرر القدس والشام، مشيرًا إلى أن "الذي حررهما هو السلطان المنصور قلاوون، وما أقوله موجود في كل كتب التاريخ المعتمدة"، على حد تعبيره.

الكاتب المصري يوسف زيدان

 

مجازر ضد المصريين

واتهم زيدان، القائد الإسلامي الشهير بارتكاب مجازر ضد المصريين، وقال إن صلاح الدين أفنى حيًّا كاملًا في القاهرة، اسمه "المنصورة"، موضحًا أن "المؤرخ المقريزي يقول إن القتلى كانوا 50 ألفا، وشمس الدين الذهبي الذي يعد أدق مؤرخ يؤكد أن صلاح الدين قتل 200 ألف سنة، وأنا عندي الشخص الذي يقتل 200 ألف إنسان مسلم من أجل الحكم، ليس له وصف غير الوصف الذي استعملته سابقا"، مؤكداً أنه لن يتراجع عنه.

وليست المرة الأولى التي يهاجم فيها زيدان القائد الإسلامي الشهير صلاح الدين الأيوبي، بل سبق أن وصفه بأنه "من أحقر الشخصيات في التاريخ الإنساني"، وبرر هجومه بالقول إن "صلاح الدين الأيوبي حرق مكتبة القصر الكبير التي كانت إحدى أهم المكتبات في العالم بدعوة سياسية معتادة حتى الآن وهي مواجهة الفكر الشيعي".

وأضاف في لقاء سابق مع عمرو أديب أيضًا، أن صلاح الدين "ارتكب جريمة إنسانية بمنع الفاطميين الذين حكموا مصر 250 سنة من التناسل عندما قام بعزل الذكور بداية من المولود وحتى الرجال في عمر 100 عام في منطقة بعيدًا عن السيدات، بحيث لا يروا أنثى حتى يقطع نسلهم".

كما هاجم زيدان، الزعيم المصري أحمد عرابي، قائد الثورة العربية في نهاية القرن التاسع عشر، متهمًا إياه بالتسبب في جلب الاحتلال الإنجليزي لمصر لعشرات السنين، كما اتهمه بإحراق مدينة الإسكندرية.

وتسبب زيدان أيضًا في إثارة غضب المؤسسة الدينية في مصر، على رأسها الأزهر، عندما أباح شرب النبيذ، وقال: "الأخلاق مستقلة عن الدين والدين يتأسس على الأخلاق وليس العكس"، مشيرًا إلى أن"الحرام مدارس، والدين مذاهب واتجاهات، وشرب النبيذ حلال عند الأحناف وحرام عند الشافعية"، وأضاف أن مصر مذهبها الرسمي حنفي والشعبي شافعي.

ورد مجمع البحوث الإسلامية على زيدان، معتبرة أن تصريحات "تدليس على الشريعة الإسلامية"، وقال الدكتور محمد الشحات الجندي، عضو مجمع البحوث الإسلامية، أن تصريح الكاتب يوسف زيدان، بأن شرب النبيذ حلال عند الأحناف، ومذهب مصر الفقهي الحنفية، تدليس على الفقه الحنفي نفسه، وعلى الشريعة الإسلامية برمتها.

وأضاف في تصريح رسمي له، إن "الكاتب يوسف زيدان، ليس من أهل اختصاص وليس معنياً بهذا الأمر، ولم يطلب منه أحد أن يفتي الناس، وهو ليس من أهل الفتوى، وإذا كان دقيقاً كان عليه أن يقول إن هناك رأياً منفرداً وغريباً بالمذهب الحنفي يقول إن شرب النبيذ حلال".

وأكد الجندي أن هناك 4 مذاهب سنية تُحرم شرب النبيذ، وهما المذهب الشافعي والمالكي والحنبلي والظاهري، فضلًا عن مذهب الشيعية والإمامية.

وبسبب تصريحات زيدان المثيرة للجدل، أقام المحامي طارق محمود، دعوى قضائية تطالب بمنعه من الظهور إعلاميًا.

واختصمت الدعوى التي تحمل رقم 503372، رئيس الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة، ورئيس مجلس إدارة المنطقة الحرة الإعلامية، ورئيس مجلس أمناء اتحاد الإذاعة والتلفزيون، ورئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام.

وقالت محمود في دعواه إن زيدان دأب من خلال ظهوره على الفضائيات والبرامج ومداخلاته الهاتفية على تشويه الشخصيات التاريخية وتوجيه عبارات السب لها، مفتقدًا بذلك أمانة الطرح بحثًا عن الشهرة، من خلال تلك الادعاءات الكاذبة تاريخياً، وهو المسلك الذي انتهجه خلال عرضه للسيرة التاريخية للقائد صلاح الدين الأيوبي والزعيم أحمد عرابي، وهو ما يعد تخريبًا لذاكرة الأمة ومخططًا ممنهجًا لتشويه التاريخ الإسلامي.