أبو ظبي: الدور الروسي في المنطقة والعالم كان محور نقاشات الجلسة الثامنة من جلسات ملتقى أبو ظبي الاستراتيجي، حيث ناقش المشاركون اعتبارات موسكو السياسية والاستراتيجية في علاقاتها الدولية الحديثة.

د.سيرغي كاراجانوف، عميد كلية الاقتصاد في جامعة البحوث الوطنية الروسية، قال إن روسيا لا تسعى إلى إعادة النظام العالمي ثنائي القطبية، كما انها لا تسعى لملء الفراغ الناتج عن تراجع الدور الأميركي في المنطقة، بل هي تسعى لأن تتورط واشنطن أكثر في أزمات الشرق الأوسط.

أما بول ساندرز، المدير التنفيذي في مركز ناشونال انتريست، فقال إن روسيا تريد أن تكون لاعبًا أساسيًا في النظام العالمي وفي المنطقة، لكنها ترفض أن تتحمل تكلفة ذلك، وأشار إلى اختلاف في النظرة إلى روسيا بين كل من الرئيس الأميركي دونالد ترمب الذي ينظر إلى موسكو من منطلق رجل الأعمال وبين إدارته التي ترى فيها تهديدًا استراتيجيًا خاصة بما يتعلق بعلاقة روسيا مع إيران وتدخلها في سوريا وأوكرانيا.

باحثون آخرون في الجلسة قالوا إن المعضلة الأساسية التي تواجه روسيا في المنطقة هي كيفية التنسيق بين المصالح المتضاربة لحلفائها دون أن يؤثر ذلك على علاقاتها مع كل منهم، وأن هذا بدا واضحًا في طريقة تعاملها مع الأزمة السورية.

وانطلقت أمس الأحد فعاليات «ملتقى أبو ظبي الاستراتيجي» الرابع الذي ينظمه مركز الإمارات للسياسات بالتعاون مع وزارة الخارجية، والشراكة مع "مجلس الأطلسي" بالولايات المتحدة الأميركية ومركز جنيف للسياسات الأمنية في سويسرا، من أجل الإسهام في تطوير فهم التوجهات المستقبلية ودورها في السياسة الدولية.

يأتي الملتقى هذا العام في وقت تشهد فيه المنطقة تطورات جيوسياسية، اذ ينعقد في أعقاب الحدث السياسي التاريخي الذي تمثل في القمة العربية الإسلامية الأميركية التي استضافتها الرياض في مايو الماضي، بمشاركة الرئيس الأميركي دونالد ترمب وما لا يقل عن 55 من قادة الدول العربية والإسلامية، حيث ستكون القضايا التي طرحتها القمة على طاولة نقاش الملتقى كقضية التطرف والإرهاب ودور إيران التخريبي في المنطقة.

تركز الدورة الرابعة للملتقى السنوي على البعد الاستشرافي للقضايا الراهنة، وأحدث منهجيات التنبؤ بالأزمات والمخاطر السياسية، وتسلط جلسات هذا العام على تفكيك شيفرة النماذج المتصارعة في المنطقة، بما يمنح الأدوات اللازمة لاستشراف مستقبلات المنطقة.