لندن: قال خبراء إن البلدان الغنية مثل بريطانيا والولايات المتحدة وغيرهما يمكن ان تتعلم الكثير من البلدان الأفقر في التخفيف من آثار أزمة الشيخوخة التي تواجه مجتمعاتها اليوم. 

واشار الخبراء إلى أنّ أزمة الشيخوخة دفعت العديد من البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط إلى التجديد والابتكار في ايجاد حلول زهيدة الكلفة وناجعة لمشكلة تزايد نسبة كبار السن من عدد السكان فيها. 

وعلى سبيل المثال ان تشيلي خصصت مدينة كاملة لتجريب طرق مختلفة في العناية بكبار السن. وفي البرازيل يشارك كبار السن بأدوار متزايدة في الشؤون العامة من خلال "مجالس المسنين". وتعمد عدة بلدان في جنوب شرق آسيا إلى تدريب جيوش من المتطوعين على العناية بكبار السن. واستحدثت كوريا الجنوبية وفنلندا برامج لتشغيل المسنين واستثمار طاقتهم الانتاجية في وظائف مختلفة. 

وقال المستشار في الأمم المتحدة والمدير السابق لبرنامج الشيخوخة في منظمة الصحة العالمية الكسندر كالاش "ان الغرب يمكن ان يتعلم الكثير من البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط عن ايجاد حلول ناجعة اقتصادياً وتجديدية وفاعلة لقضية الشيخوخة". 

ولاحظ كالاش ان الموقف السائد في الغرب هو إذا كانت الفكرة من أحد البلدان النامية فانها لا تستحق دراستها. 

وقال جون بيرد مدير قسم الشيخوخة ومجرى الحياة في منظمة الصحة العالمية إن هذا موقف خاطئ "ولو أبقت البلدان ذات الدخل المرتفع عيونها مفتوحة وابدت استعداداً للنظر إلى ما تحققه البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط ونقله إلى مجتمعاتها لكان من شأن ذلك تسريع الخطى نحو الحل ولكنها ستحتاج إلى وقت طويل للوصول إلى أي حلول إذا فعلت ما تفعله الآن، وهو ان تنتظر وصول الأفكار نفسها بصورة عفوية". 

وأكد بيرد ان هناك الكثير مما يمكن ان يتعلمه الغرب من هذه البلدان عن الرعاية الاجتماعية بصفة خاصة، مشيراً إلى أنّ موقف البلدان الغربية هو ان كبار السن عبء على خزينة الدولة ولا جدوى من الاستثمار في خدمات تُقدم اليهم. واضاف "ان البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط تدرك ان بالامكان بناء صناعة كاملة محورها كبار السن ويمكن ان تعود بمنافع على الاقتصاد بصفة عامة". 

تواجه مناطق واسعة من العالم تحديات سكانية. ويزيد عدد الأشخاص فوق سن الستين على عدد الأطفال دون سن الخامسة. وعالمياً، فان من تزيد اعمارهم على 80 عاماً هم الفئة العمرية الأسرع نمواً من الناحية العددية، ويُقدر ان يرتفع عددهم من 14 مليون شخص في عام 1950 إلى 379 مليوناً بحلول عام 2050. 

وسجل متوسط العمر الذي يعيشه الشخص في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط زيادة كبيرة. وقال كالاش إن هناك حاجة إلى افكار جديدة لتفادي الاصطدام بهذه القضية المتنامية بسرعة وان التخطيط يجب ان يكون تجديدياً لأن العائلات والاقتصاد عموماً لا تتحمل انتقال اعداد كبيرة من النساء من مواقع العمل إلى العناية بالمسنين لا سيما وان هذه العناية تقع عادة على عاتق المرأة. 

واشاد البروفيسور السير مايكل مارموت الرئيس السابق للجمعية الطبية العالمية ورئيس مفوضية المحددات الاجتماعية للصحة في بريطانيا بالمبادرات التي تتخذها بلدان في العالم النامي للعناية بالمسنين من سكانها. 

وسلَّمت حكومة تشيلي ادارة مدينة فالديفيا في جنوب البلاد إلى خبراء مسنين لتجريب افضل طرق العناية بكبار السن. وفي عدة بلدان آسيوية تُشكَّل جمعيات للمسنين هدفها تنظيم وادارة برامج للعناية بكبار السن من خلال تجنيد متطوعين يقدمون هذه العناية. 

أعدّت "إيلاف" هذا التقرير بتصرف عن "الغارديان". الأصل منشور على الرابط التالي:

https://www.theguardian.com/society/2017/nov/13/uk-and-us-must-learn-from-poor-countries-to-solve-ageing-crisis