نصر المجالي: قال أحدث تقرير إن الاتهامات المتزايدة بالتحرش والاعتداءات الجنسية، التى تلاحق طارق رمضان، أستاذ الدراسات الإسلامية وحفيد حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان، أصابت كثيرين من المسلمين فى أوروبا بالصدمة، وأثارت ردود فعل متباينة بشكل حاد، وسط مخاوف من رد فعل عنيف أوسع.

وقالت إذاعة (صوت أميركا) في تقرير نشرته عبر موقعها الإلكتروني، اليوم الثلاثاء، إن رمضان اضطر للتقاعد في إجازة موقتة من عمله كمدرس للدراسات الإسلامية المعاصرة بجامعة أكسفورد، إذ أعلنت الجامعة في بيان خلال الأسبوع الماضى، أنه مهام رمضان سيجري توزيعها على أساتذة آخرين. 

وأكدت الجامعة البريطانية العريقة أن رمضان لن يكون موجودًا فى حرمها الجامعي، مؤكدة أن الاتهامات تسبب "ألمًا كبيرًا ومفهومًا"، وأن هدفها الأساسي هو "سلامة طلابنا وموظفينا".

افتراءات

وكان المفكر الإسلامي السويسري طارق رمضان، أعلن على صفحته في "فيسبوك"، أنه مستهدف بـ"حملة افتراءات" من قبل "أعدائه الدائمين"، بعد تقديم شكوى بحقه بتهمتي اغتصاب.

ورمضان (55 عامًا)، هو حفيد مؤسس جماعة الإخوان المسلمين حسن البنا، ولديه شعبية في أوساط الإسلاميين المحافظين، لكنه يلقى معارضة شديدة في الأوساط العلمانية التي تعتبر أنه يدعو إلى "إسلام سياسي".

تهمتان

ويواجه طارق رمضان اتهامات من سيدتين مسلمتين، إحداهما من أصول عربية، بالاعتداء الجنسي والاغتصاب، وفيما يقول محللون إن نجم رمضان قد خفت خلال السنوات الأخيرة، فإن تأثير الاتهامات التي تلاحقه بقوة يبدو هائلاً، وكان حفيد مؤسس جماعة الإخوان الإرهابية يحظى بمكانة خاصة بين جيل الشباب المسلمين في أوروبا، في ضوء أنه يتحدث الفرنسية خلال اللقاءات وليس العربية.

ويرى ألكسندر بييتر، الأستاذ المتخصص في الدراسات الإسلامية لدى المدرسة العملية للدراسات العليا في باريس، أن فضائح حفيد مؤسس جماعة الإخوان ستدفع بتغييرات كبيرة بين مسلمي أوروبا.

خط مزدوج

وأشارت إذاعة (صوت أميركا) إلى أن رمضان طالما عمل كشخصية استقطابية، ويشير منتقدوه إلى أنه اتّبع "خطابًا مزدوجًا"، إذ أخفى خطاب الإسلام السياسي وراء خطاب الوحدة، لافتة إلى أنه في ظل إدارة الرئيس السابق جورج دبليو بوش، تم حظره من دخول الولايات المتحدة، وهو الإجراء الذي تم رفعه في عهد خلفه باراك أوباما.

يذكر أن سيلفيا كوفمان، رئيسة التحرير السابقة لصحيفة لوموند الفرنسية، كانت اشارت إلى أنه مع ظهور مزيد من النساء في فرنسا وسويسرا وبلجيكا يتهمن طارق رمضان بسوء السلوك الجنسي معهن، تظهر صورة من الهيمنة على المرأة من قبل المفكر الإسلامي القوي، الذي كان ينال إعجاب بعض المثقفين اليساريين والمضيفين التلفزيونيين في فرنسا، وهذا يُجسد صورة للحياة مزدوجة.

مواعدة وعشيقات

وتقول الكاتبة النسوية الفرنسية كارولين فورست، بحسب ما نقلته (صوت أميركا)، إن بعض ضحايا طارق رمضان تقربن منها وروين لها ما وقع لهنّ، ولكنها لم تتمكن من إقناعهن بتقديم شكاوى. 

كما كشف برنارد جودار، المسؤول السابق بالداخلية الفرنسية والذي عمل خبيرا في الحركات الإسلامية طيلة 3 سنوات قبل أن يتقاعد، أن "رمضان" كانت لديه عشيقات، وكان يستخدم مواقع المواعدة، فضلاً عن جلب فتيات لغرفته في الفندق بعد إنهاء المحاضرات، وطلب من بعضهن خلع ملابسهن، ومن كانت تقاوم يتحول للعنف والعدوانية معها، متابعًا في مقابلة مع مجلة "لوبس" الفرنسية الأسبوع الماضي: "رغم ذلك إلا أنني لم أعلم بوقائع اغتصاب فعلي".

يذكر أن الروائية الفرنسية ـ التونسية الأصل ـ هند عيارى كانت كسرت حاجز الصمت بتقديم شكوى قضائية ضد طارق رمضان، لتكشف أن المغتصب المجهول الذي أطلقت عليه "الزبير" ضمن رواية طرحتها في الأسواق عام 2016 بعنوان "اخترت أن أكون حرة"، هو حفيد مؤسس جماعة الإخوان.

خطوة جريئة

 وهذه الخطوة الجريئة التي أقدمت عليها عيارى كانت دافعاً لإقدام المزيد من الضحايا على فضح طارق رمضان، ومن بينهم "ياسمينة" التي قالت إنها سبق أن نشرت تفاصيل جريمته على الإنترنت في عام 2013، مشيرة إلى أنه بدأ يتعرف عليها من خلال تقديم نصائح دينية عبر شبكات التواصل الاجتماعي، ثم طلب مني صورتي ليعرف مع من يتبادل الحديث، فوجدني جميلة، ومنذ ذلك اليوم، انحرفت الأمور بيننا واتخذت شكلاً إباحيًا، على حد قولها.

وفضلاً عن هند عيارى، وياسمينة، كشفت صحيفة (لوباريزيان) الفرنسية في تقرير سابق عن وجود ضحية ثالثة دون أن تنشر اسمها، مشيرة إلى أنها امرأة تبلغ من العمر 42 عامًا، اعتنقت الإسلام وتعاني من إعاقة في الساقين، مؤكدة أنها تقدمت ببلاغ رسمي ضد طارق رمضان تتهمه فيه بالتعدي عليها.