في إطار التواصل البريطاني مع مختلف شرائح المجتمع اللبناني وأطيافه ومناطقه بلبنان، زار السفير البريطاني هيوغو شورتر مدينة طرابلس الشمالية والتقى أعضاء غرفة التجارة في طرابلس واطلع على سير المشاريع التي تدعمها المملكة المتحدة.

وقال موقع وزارة الخارجية البريطانية إن الزيارة التي تمت يوم الخميس شكّلت مناسبةً للقاء أعضاء غرفة التجارة في طرابلس والاطّلاع عن كثب على سير العمل بالمشروعين المموّلين من المملكة المتحدة.

ويعتبر مشروعا "ميسو للتوابل" و"قهوتنا"، المقهى الثقافي في شارع سوريا الذي تشرف على تنفيذه جمعية "مارش" جزءاً من مجمل المساعدات التي تقدّمها بريطانيا إلى لبنان دعماً لاستقراره وازدهاره، والمقدّرة إجمالاً بمبلغ 610 ملايين دولار أميركي. 

مدافن الكومنولث

كذلك شملت جولة السفير شورتر حصن ريموند دي سان جيل التاريخي الذي يعود تاريخ بنائه إلى العام 1103 م، وبيت الفن في الميناء، ووضع إكليل من الزهر في مدافن الكومنولث في طرابلس.

وعقب الزيارة، صرّح السفير قائلاً: كالعادة، استمتعت بزيارة مدينة طرابلس اليوم والاطّلاع من أعضاء غرفة التجارة على آخر أخبار المشاريع الجاري العمل بها، والتي تهدف إلى توفير فرص اقتصادية من شأنها أن تُحدِث فرقاً حقيقياً في حياة الناس اليومية. 

واضاف شورتر: وفي هذه المناسبة، شدّدت مجدداً على استمرار دعمنا القوي لوحدة لبنان وأمنه وأمن شعبه. فالتزاماً منّا بهذا الدعم، قدّمنا منذ العام 2011 مساعدات بقيمة 610 ملايين دولار أميركي. وأقول بكلّ فخر بأنّ أكثر من بلدية ضمن 5 بلديات لبنانية استفادت بما مجموعه 30 مليون دولار أميركي على مدى 18 شهراً. بذلك، نكون قد وصلنا إلى أكثر من 1،440،000 شخص وما يزيد عن 220 بلدية بحلول العام 2019.

المقهى الثقافي 

وقال: كذلك، سرّني جداً أفتتاح المقهى الثقافي "قهوتنا" الذي أطلقته جمعية "مارش" في شارع سوريا، وهو عبارة عن مساحة لتلاقي الشباب المهمّشين في طرابلس، غايتها استخدام الفن والثقافة كأداة لتحفيزهم على التسامح والمصالحة وبناء السلام. 

واضاف: وأرى أنّ هذه الخطوة قد أعطت ثمارها، إذ أتاحت لعدد كبير من شباب باب التبّانة وجبل محسن من العمل سوياً لأداء عروض مسرحية كوميدية مستمدّة من واقع حياتهم. وكم أشعر بالفخر لأننا تمكّنا، بالتعاون مع جهات مانحة أخرى، من القيام بدور فاعل في إنماء المدينة ومواصلة مساعيها لإرساء الوحدة والتسامح بين مختلف أطيافها.

ونوه السفير البريطاني إلى أنه زار "ميسو للتوابل" الغنية بنكهاتها، والتعرّف على مختلف التوابل الشهية بمنظرها ورائحتها. 

وكانت تلك المؤسسة العائلية التي نشأت منذ العام 1991 قد تلقّت التدريب والدعم من برنامج "إنتاج"، المموّل من بريطانيا تنفذه منظمة "مرسي كور". 

استثمار

واشار شورتر إلى أنه "سنكون بحلول مارس 2018 قد استثمرنا مبلغ 21.6 مليون دولار أميركي في هذا البرنامج لدعم المجتمعات اللبنانية الضعيفة، من خلال زيادة فرص العمل وتوفير التدريب على المهارات المطلوبة للحصول على تلك الفرص، فضلاً عن تدعيم المؤسسات وتعزيز قدراتها في البقاع وشمال لبنان".

وكانت وزارة التنمية الدولية البريطانية قد استثمرت مبلغ 500 ألف دولار أميركي في ترميم الأسواق القديمة ضمن إطار برنامج دعم المجتمعات المضيفة في لبنان (LHSP)، وسيستمرّ العمل بمشروع إعادة تأهيل تلك الأسواق في المرحلة اللاحقة بمبلغ إضافي قدره مليون دولار، يستفيد منه 550 صاحب متجر.

وختم السفير البريطاني لدى لبنان تصريحه بالقول: كما وتسنّى لي القيام بجولة على قلعة طرابلس التاريخية الجميلة. وفي معرض زيارتي، وضعت إكليل من الزهر على مقابر الجنود – في مدافن الكومنولث - الذين سقطوا في الحرب، تخليداً لذكرى أليمة ترمز إلى كلّ التضحيات التي قدّمتها الأجيال القديمة والجديدة، ودلالةً على مسؤوليتنا المشتركة للعمل في سبيل تحقيق سلام دائم على المدى الطويل.