مساء الجمعة 22 سبتمبر، تعرّض المحافظون في ألاباما لضربة قاسية بعدما توجّه الرئيس الأميركي إلى الولاية للمشاركة في مهرجان انتخابي لمصلحة المرشح لوثر سترينج، الذي كان ينافس القاضي المحافظ روي مور في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري.

إيلاف من نيويورك: شعر روي مور، بالخذلان في تلك الليلة، خصوصًا أنه يتبنى برنامج الرئيس الأميركي بحذافيره، ولا يحيد قيد أنملة عن مسار سيد البيت الأبيض الذي فضل في نهاية المطاف "لوثر الكبير" عليه بناء لتوصية صهره، جاريد كوشنر، وزعيم الأكثرية ميتش ماكونيل، والسناتور المغضوب عليه حاليًا بوب كوركر.

سقوط مرشحه
دعم الرئيس لسترينج لم يثمر بعد تمكن روي مور من تحقيق فوز كاسح. ترمب التقط إشارات هزيمة مرشحه قبل الانتخابات بأيام، ولكنه لم يتمكن من تغيير موقفه، فاكتفى بعد صدور النتائج بمحو تغريداته الداعمة للوثر الكبير.

جاءت فضيحة التحرش الجنسي لروي مور لتضع ترشيحه على مفترق طرق حاسم. هبت رياح ميتش ماكونيل وجماعته في مجلس الشيوخ، حيث وجّهت دعوات حاسمة إلى مور كي ينسحب من السباق، وصولًا إلى تهديده بالتصويت على قرار طرده من مجلس الشيوخ بحال فوزه.

صد الهجوم بالهجوم
واجه القاضي المحافظ الهجوم بالهجوم مستهدفًا ميتش ماكونيل، وفي غمرة معارك الكر والفر، خرجت إيفانكا ترمب لتعلن عن وجود مكان خاص للمعتدين على الأطفال في جهنم، مؤكدة أنها تصدق السيدات اللواتي اتهمن مور بالتحرش جنسيًا بهن، ما جعل الأميركيين يحبسون أنفاسهم بانتظار معرفة رأي الرئيس الأميركي بهذه القضية.

في هذه الفترة كان ترمب يتنقل بين الدول الآسيوية، لم يتمكن الصحافيون من الحصول على إجابة واضحة منه حيال مسألة روي مور، فقد وعدهم بإصدار موقف فور عودته إلى البلاد، وتزامنًا خرج البيت الأبيض ببيان رمادي، حيث لم يكذب شهادات السيدات، وتفادى دعوة مور إلى التنحي مباشرة، بحيث جاء فيه "أنه وبحال صحّت الإدعاءات فيجب على مور الانسحاب".

غرّد مهاجمًا آل فرانكين
إنكشفت فضيحة سناتور مينيسوتا الديمقراطي آل فرانكين، فأطلق ترمب العنان لتغريداته التي هاجم من خلالها فرانكين بقوة، وفي المقابل لم يعلق على قضية مور رغم انتظار الأميركيين لموقفه.

الرئيس يخرج عن صمته
الرئيس خرج عن صمته يوم الثلاثاء، معلنًا أن مور نفى مرارًا هذه الإدعاءات، ولم يتطرق إلى موضوع انسحابه من السباق، وجاء تصريحه بمثابة التشكيك الواضح بأقوال السيدات ، حيث تساءل عن سبب خروجهن بعد أربعين عامًا، ولماذا لم يحدث هذا الأمر في الحملات الانتخابية السابقة التي خاضها مور. 

ولعل قوله، "لا نريد ديمقراطيًا هناك كدوغ جونز (منافس مور في ألاباما) أفضل برهان على أن الرئيس الأميركي مستمر في دعم مور بالسباق الانتخابي ليقطع الطريق أمام نظريات ميتش ماكونيل وزملائه الجمهوريين.

ليلة خذلان إيفانكا
ترمب الذي أراح القاضي المحافظ، وخذل ابنته إيفانكا هذه المرة، أبلغ مساعديه قبل تصريحه الإعلامي أنه يشكك صراحة بأقوال السيدات واستهدافهن لمرشح الحزب في ألاباما، متسائلًا عن ظهور هذه الإدعاءات دفعة واحدة قبل أربعة أسابيع من الانتخابات.

كما وافق الرئيس على خروج مستشارته كيليان كونواي على قناة فوكس، لتهاجم منافس مور، دوغ جونز، وتطالب الناخبين في ألاباما بعدم الانخداع به، ولتؤكد أن البيت الأبيض بحاجة إلى مور كي يصوّت بالموافقة على مشروع التخفيض الضريبي الذي وصل إلى مجلس الشيوخ.