أحمد قنديل من دبي: شدد البرلمان الإماراتي "المجلس الوطني الاتحادي" خلال مشاركته في اجتماعات الجمعية البرلمانية الآسيوية المنعقدة في مدينة إسطنبول في تركيا بحضور 33 دولة من أصل 42 دولة عضو في الجمعية، على ضرورة التزام إيران بالمبادئ الدولية، لاسيما عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، وعدم تهديدها لأمن الدول المجاورة، وعدم السعي لامتلاك الأسلحة النووية. 

الجزر المحتلة

كما طالب وفد البرلمان الإماراتي إيران بإنهاء احتلالها للجزر الإماراتية الثلاث "طنب الكبرى، وطنب الصغرى، وأبو موسى" من خلال الوسائل السلمية المتعارف عليها دولياً وهي المفاوضات أو اللجوء للتحكيم الدولي.

وأكد الوفد الإماراتي الذي يضم في عضويته أعضاء المجلس الوطني الاتحادي حمد عبدالله بن غليطة الغفلي، وعزة سليمان بن سليمان، ونضال محمد الطنيجي، كما يضم أحمد شبيب الظاهري الأمين العام للمجلس الوطني الاتحادي، خلال ورقة عمل تقدم بها في الاجتماع الثاني للمجلس التنفيذي للجمعية البرلمانية الآسيوية، حول "استدامة السلام كوسيلة لتحقيق التنمية المستدامة في آسيا"، على أن دولة الإمارات تسير منذ قيامها على مبدأ تعزيز الأمن والسلام والتنمية المستدامة، متخذة من هذا المبدأ بعدا أساسيا في سياستها الداخلية والخارجية. 

وأشار إلى أن الإمارات تشهد إنجازات تنموية في مختلف القطاعات، فحسب تقارير التنافسية العالمية لعام 2017 حققت الإمارات المركز الأول إقليمياً والعاشر عالمياً ضمن أكثر الدول تنافسية في العالم، كما استطاعت أن تخلق نموذجاً للتعايش والتسامح بين أكثر من 200 جنسية تقطن على أرضها.

التهديد باستخدام القوة

ودعا الوفد إلى أهمية اقتراح البرلمانات والمجالس الوطنية الآسيوية حلول عملية للتحديات التي تواجه استدامة السلام. مشيرا إلى أن أبرز تلك التحديات يكمن في انتهاك مبدأ "عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى"، والتهديد باستخدام القوة في العلاقات الدولية، وعدم الاحتكام إلى قواعد القانون الدولي أو محكمة العدل الدولية، أو إلى قرارات الشرعية الدولية فيما يتعلق بإنهاء احتلال أراضي الغير.

صراعات إقليمية ودولية

وتابع أن هذا الاجتماع ينعقد في ظل ظروف إقليمية ودولية تهدد استدامة السلام ومسارات التنمية، خصوصا في ظل تزايد الصراعات الإقليمية والدولية. موضحا أن "استدامة السلام أو تحقيق التنمية ترتبط أساساً بنجاح النظام الدولي المعاصر في الالتزام بقواعد ومبادئ القانون الدولي باعتبارها السياج الرئيس الذي يكفل لجميع الدول اتباع معايير دولية واضحة وغير مزدوجة. فالحديث عن انتشار أسلحة الدمار الشامل، أو الأسلحة النووية، أو التجارب الصاروخية المهددة لأمن واستقرار الدول المجاورة، بالإضافة إلى التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى جميعها يهدد معايير استدامة السلام، ومن ثم عدم الوفاء بمتطلبات التنمية المستدامة".

مشاعر الكراهية والعنف بين الحضارات

كما دعا وفد الشعبة البرلمانية إلى أهمية بناء أسس محددة للنقاش والالتقاء والتحاور بين حضارات العالم بدلاً من تغذية مشاعر الكراهية والعنف بين هذه الحضارات وبعضها البعض، وضرورة العمل الدولي المشترك في مواجهة الإرهاب سياسياً وفكرياً واجتماعياً وثقافياً وعسكرياً. مستشهدا بتفاعل دولة الإمارات العربية المتحدة ومشاركتها الفاعلة في التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية في دعم إعادة الشرعية للجمهورية اليمنية بناء على ميثاق الأمم المتحدة، ومثنيا على دورها الكبير والمثمر والمتواصل في دعم برامج المساعدات الدولية للتنمية ومحاربة الفقر في قارة آسيا ودول العالم الأخرى، وذلك انطلاقا من دورها التاريخي ونهجها الإنساني والخيري الثابت في دعم المسؤولية الإنسانية وتقديم العون والمساعدة لكل المحتاجين في بقاع الأرض.

صنع السلام المستدام

وتقدم وفد البرلمان الإماراتي بعدة مقترحات تتعلق بضرورة إدماج المرأة والشباب كشريك أساسي في صنع السلام المستدام ورفع نسبة تمثيلهم في عملية صنع القرار، مع تعزيز أسس المساواة بين الجنسين، والعمل على تأصيل خطاب التسامح والتعايش والقبول بالآخر، ومحاربة خطاب الكراهية. فضلا عن ضرورة اهتمام البرلمانيين بقضية التعليم بوصفها من مستلزمات السلام والتنمية الاقتصادية في بناء جيل السلم والمستقبل. والتأكيد على دور البرلمانات في تعزيز التعاون والشراكات الاستراتيجية مع المجتمع المدني والقطاع الخاص والمنظمات الإقليمية والدولية بهدف تنفيذ الرؤية الطموحة لخطة التنمية المستدامة 2030، وقيام البرلمانات بتعزيز سبل التواصل مع شعوبها لكافة الطرق التقليدية والتكنولوجية لرصد وتتبع احتياجاتها وتلمس مطالبها وهمومها وآمالها، مما يعزز بناء الثقة بين الطرفين، ويبرز الدور الحيوي للبرلمانات.