نصر المجالي: وأخيرًا، حقق رجل الأمن الصارم الملقب بـ(التمساح) إيمرسون منانغاغوا حلمه بالجلوس على كرسي روبرت موغابي الذي كان طرده قبل نحو أسبوعين من منصب النائب، وأدى اليوم الجمعة اليمين الدستورية ليصبح رئيسًا لزيمبابوي رسميا خلفا لروبرت موغابي. 

وتم حفل تنصيب إيمرسون في أحد ملاعب هراري بمشاركة عشرات الآلاف من مواطني زيمبابوي، وانتشر قناصة حول الملعب الرياضي الوطني وسط تدابير أمنية مشددة، فيما توافد أنصار منانغاغوا لمتابعة مراسم التنصيب التي تجري إثر تنحي موغابي التاريخي تحت الضغط، بعد 37 عاما في السلطة.

وكان منانغاغوا "تحدث أمس (الخميس) مع الرئيس المنتهية ولايته (الرفيق) روبرت موغابي، وأكد له أنه سيحظى مع عائلته بشروط سلامة ورفاه قصوى"، بدون إضافة أي تفاصيل.

وظل منانغاغوا، الذي أقيل من منصب نائب الرئيس في وقت سابق من هذا الشهر، أحد المقربين الرئيسيين لموغابي على مدار عقود، حتى افترقا بسبب الطموحات الرئاسية لزوجة موغابي، غريس. ورغم ارتباطه الطويل بالحكومة، وعد منانغاغوا بالديمقراطية.

التمساح وأداء اليمين خلفا لموغابي

 

حليف وفي

ولفترة طويلة ظل إيمرسون المولود العام 1942 من أقرب حلفاء روبرت موغابي، وقياديًا بارزًا في حزب "الاتحاد الوطني الزيمبابوي الإفريقي – الجبهة الوطنية"، كما كان قياديًا في "جيش التحرير الوطني الإفريقي الزيمبابوي" في زمن الحرب الأهلية في روديسيا في السبعينات، والتي انتهت بإعلان استقلال زيمبابوي عام 1980.

ومنذ عام 1980، كان منانغاغوا، يشغل عددًا من المناصب الوزارية في الدولة، بما في ذلك منصب وزير أمن الدولة والمالية والدفاع. وفي عام 2014 تم تعيينه في منصب النائب الأول لرئيس زيمبابوي. واعتبره المراقبون الخلف الأكثر احتمالاً لروبرت موغابي البالغ 93 عاما من العمر، في منصب رئيس الدولة.

وأطلق عليه لقب "التمساح" في الحزب الحاكم، حيث يطلق اسم "لاكوست" على مجموعة مؤيديه في الحزب.

ومنذ عام 2016، تفاقمت الصراعات داخل الحزب الحاكم بين مجموعة من القياديين، تقودها غريس موغابي، زوجة الرئيس روبرت موغابي، وبين أنصار منانغاغوا. وكانت وسائل إعلام محلية أفادت بمحاولة اغتيال منانغاغوا الصيف الماضي.

ويوم 6 نوفمبر الحالي، تم الإعلان عن إقالة منانغاغوا من منصب نائب الرئيس ومن الحزب الحاكم بسبب "عدم الولاء" للرئيس، حسب ما أعلن وزير الإعلام سيمون خايا. 

واضطر منانغاغوا لمغادرة البلاد، وتوجه إلى جمهورية جنوب إفريقيا، قبل أن يتحرك العسكريون من مؤيديه لتغيير الوضع السياسي في البلاد.