إيلاف من بغداد: شهدت العاصمة العراقية ومحافظات في الجنوب والوسط تظاهرات احتجاج ضد الفساد مطالبة بملاحقة الفاسدين وتقديمهم الى المحاكم واسترجاع اموال الشعب التي سرقوها وذلك استجابة لنداء التيار الصدري بزعامة رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر فيما تحولت الى عنف في احدى المدن .

وفي ساحة التحرير وسط بغداد تظاهر الالاف من المواطنين احتجاجا على انتشار الفساد في مؤسسات الدولة داعين الى محاسبة الفاسدين وسراق المال العام. كما طالبوا بحملة اجراءات قانونية وقضائية لمحاكمة الفاسدين والحفاظ على اموال الشعب .

أقتحام منزل محافظ وتدمير سياراته

وشهدت مدينة الناصرية عاصمة محافظة ذي قار (375 كيلومترا جنوب بغداد) تظاهرات احتجاج ضخمة تحولت الى عنف حين اقتحم المتظاهرون منزل المحافظ يحيى الناصري احتجاجا على خصخصة الكهرباء والنقص الكبير في تزويده الى المواطنين والاسواق والمحلات الخاصة. وقد اقدم المتظاهرون الغاضبون على تدمير عدد من السيارات العائدة للمحافظ. وأمهل المحتجون شركة الخصخصة ثلاثة ايام لمغادرة المدينة.

وجاء اقتحام منزل المحافظ بعد ان فشلت الشرطة من منع ‏المتظاهرين من الوصول اليه اغلاق الطريق والجسر المؤدي اليه حيث هدد المحتجون بالعودة الى اقتحام المنزل خلال اليومين المقبلين.

تظاهرات غاضبة في محافظات

كما خرجت تظاهرات غاضبة اخرى في المحافظات الجنوبية البصرة والديوانية والعمارة وكربلاء طالبت باتخاذ اجراءت جذرية لمحاربة الفساد والكشف عن الفاسدين ومحاسبتهم دون الخشية من الجهات التي ينتمون اليها. كما دعوا الى عدم العمل بمشروع الاستثمارفي مجال الكهرباء وخصخصته لان ذلك سيلحق الضرر ويسبب المعاناة للكثير من العوائل الفقيرة . وشددوا على ضرورة وضع الحلول المناسبة لشح المياه في بعض مناطق المحافظات والنهوض بواقع الخدمات في مختلف المجالات الصحية والبلدية والاخرى الضرورية.

وشدد المحتجون في اليافطات التي رفعوها والهتافات التي رددوها بتطهير مؤسسات الدولة من الفاسدين وإظهارهم أمام الشعب ومعرفة الأموال المنهوبة من قبلهم وتقديم المتهمين للقضاء.. اضافة الى فتح 

ملفي سقوط الموصل وجريمة سبايكر وملف إلانتخابات واختيار عناصر نزيهة تقود الدولة بعيدا عن المحاصصة والطائفية .ودعا المتظاهرون الى حكومة التكنوقراط وتغيير جميع الوجوه السياسية الحالية وانهاء مبدأ المحاصصة الحزبية واتخاذ اجراءات حقيقية تنجز الاصلاح المطلوب.

يذكر ان المحافظات العراقي تشهد منذ آب أغسطس عام 2015 تظاهرات شعبية أيام الجمعة للاحتجاج على الفساد المستشري في مؤسسات الدولة وتطالب بمحاسبة المفسدين واسترجاع الاموال العامة التي سرقوها.

اجراءات أمنية مشدة في بغداد واغلاق عدد من طرقها وجسورها

وسبق انطلاق الاحتجاجات في العاصمة بغداد بساعات فرض اجراءات أمنية مشددة حيث انتشرت القوات الامنية بشكل مكثف في مناطق وسطها.

فقد تم اغلاق جميع الطرق الرئيسية المؤدية الى ساحة التحرير بمركز العاصمة لتأمين التظاهرة وحماية المتظاهرين من أية اعتداءات ارهابية .

وكانت لجنة الاحتجاجات الشعبية التابعة للتيار الصدري قد دعت أمس الى تظاهرة في بغداد والمحافظات للمطالبة "بمحاسبة الفاسدين ومن تسببوا بضياع ثروات العراق". وقالت في بيان " انه "بعد أن لاقت تظاهراتنا الرافضة للفساد والمحاصصة تأييداً داخلياً منقطع النظير طيلة الفترة السابقة وتعاطفاً عالمياً وأنتجت نتائجها المحمودة بعض الشيء وبالصبر والمطاولة صارت المسؤولية الملقاة على عاتقنا أكبر وأهم، وصار لزاماً علينا أن لا نتوانى لحظة عن مسيرتنا الإصلاحية وتظاهراتنا الشعبية السلمية".

وأضافت اللجنة "في هذه الجمعة تعاود التظاهرات نشاطها بهمة أعلى وبمطالبها الثابتة العادلة التي رفعناها منذ البدء للمطالبة بتغيير الوجوه السابقة وأن لا تتكرس السلطة بنفس الوجوه التي حكمت وباعت وساومت والمطالبة بمحاسبة من تسبب بضياع ثروات العراق وبيع أراضيه وتسبب بمجزرة سبايكر وغيرها كثير".

وفي وقت سابق اليوم اكد نائب الرئيس العراقي اياد علاوي دعمه للحرب على الفساد واشار الى ان الحرب على الفساد لا تقل خطورةً ولا أهميةً عن الحرب على الإرهاب منوها الى ان القضاء عليه والذي طالما كان مجرد شعارات لم يجن منها الوطن ولا المواطن أي نتائج ملموسة يحتاج اليوم إلى إرادةٍ حقيقية ونوايا صادقةٍ وقرارات جريئة تُعلي مصلحة الوطن على ما دونها من مصالح شخصية أو حزبية أو طائفية .

ومن جهته دعا النائب عن كتلة التغيير الكردية اليوم هوشيار عبد الله الى شمول اقليم كردستان بالحملة التي يبشر بها رئيس الوزراء حيدر العبادي لمحاربة الفساد والاطاحة برؤوس الفاسادين في حكومة الإقليم أيضاً .

وكان العبادي اكد الثلاثاء الماضي أن المرحلة الجديدة هي محاربة الفساد والمفسدين وكشف العابثين بالمال العام وتقديمهم للعدالة، فيما هدد الفاسدين بتسليم الاموال المسروقة او خسارتها ودخول السجن.