القاهرة: تشير التحريات الأولية للهجوم الإرهابي الذي استهدف مسجد الروضة بشمال سيناء، وأدى إلى مقتل 235 شخصًا، وإصابة أكثر من مائة آخرين، إلى أن المسلحين استخدموا أسلحة آلية وقذائف "أر بي جي" في استهداف المصلين أثناء أداء صلاة الجمعة، كما أطلقوا النار على سيارات الإسعاف أثناء القيام بمهمتها في نقل المصابين.

كشفت التحريات الأولية حول حادث الهجوم الإرهابي على مسجد الروضة بشمال سيناء، أن المسلحين استخدموا أسلحة آلية، وبنادق كلاشنكوف، وأنهم أطلقوا أكثر من ألف رصاصة على المصلين، وفجروا السيارات خارج المسجد باستخدام قذائف الـ"أر بي جي".

وحصلت "إيلاف" على معلومات تشير إلى أن مجموعة من المسلحين يتراوح عددهم ما بين 20 و30 شخصًا، شاركوا في تنفيذ العملية، وقسموا أنفسهم إلى ثلاث مجموعات، الأولى اقتحمت المسجد، وأمطرت المصلين بالرصاص من الأسلحة الآلية، بينما ترصد المجموعة الأخرى للمصلين الفارين من داخل المسجد، وقتلت بعضهم أثناء محاولتهم الهروب.

وتولت المجموعة الأخرى مراقبة الطرق المؤدية إلى المسجد، وإحراق سيارات المصلين بقذائف "أر بي جي"، منعًا لاستخدامها في اسعاف الجرحى أو الهروب، لاسيما أن المسجد يقع في منطقة بعيدة إلى حد ما من قرية الروضة أو مدينة بئر العبد.

وحسب المعلومات المتوافرة، فإن المجموعة الثالثة أيضًا، هاجمت سيارات الإسعاف، وقطعت عليها طريق الوصول إلى المسجد، في محاولة لعرقلة وصولها إلى المصابين وتقديم الرعاية اللازمة لهم.

وحسب التحريات فإن المجموعة الإرهابية التي نفذت العملية تنتمي إلى تنظيم داعش الإرهابي، أو ما يعرف بـ"ولاية سيناء"، الذي يعتبر أن الصوفية كفر، وأن الصوفيين كفار، وهاجمت المجموعة مسجد الروضة، لأنه يعرف في أوساط السيناوية بأنه تابع للصوفية.

ولم يكن استهداف المسجد العملية الإرهابية الأولى التي ينفذها تنظيم داعش ضد الصوفية في شمال سيناء، بل سبق أن اختطف التنظيم الشيخ سليمان أبو حراز، أكبر مشايخ الصوفية في سيناء من منزله في حي المزرعة جنوب مدينة العريش، في شهر نوفمبر الماضي، أي منذ سنة، وقطعوا رأسه بالسيف.

ونشر التنظيم صورًا تظهر الشيخ أبو حراز، وهو شيخ ضرير ويبلغ من العمر أكثر من 95 عامًا، وهو منكس الرأس فوق قطعة خشبية، بينما يتلوا آخرون لائحة الاتهامات التي وجهها التنظيم بحقه، ومنها ممارسة السحر والدجل. وأظهرت صورًا أخرى الرجل الطاعن في السن وقد قطعت رأسه

وفي السياق ذاته، تسبب الحادث في تأجيل زيارة شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب إلى مخيمات مسلمي الروهينجا في بنجلاديش، التي كان مقررًا لها غدًا السبت.

وقال الأزهر في بيان له، مساء اليوم، إن الإمام الأكبر أوفد وفدا رفيع المستوى من الأزهر الشريف ومجلس حكماء المسلمين لزيارة مخيمات اللاجئين، الذين فروا إلى بنجلاديش هربا من ويلات الاضطهاد وعمليات التهجير القسري التي تعرضوا لها في وطنهم بورما.

وأدان شيخ الأزهر، الحادث المؤلم الذي مر بمصر والمصريين اليوم إثر الهجوم الإرهابي الغادر على مسجد في سيناء أثناء صلاة الجمعة.

وكان من المقرر أن يبدأ شيخ الأزهر غدا السبت زيارة إلى بنجلاديش لتفقد مخيمات مسلمي الروهينجا، وكذلك عقد عدة لقاءات مع كبار المسئولين والقيادات الدينية في بنجلاديش لبحث إيجاد الحل العاجل لهذه المأساة اللإنسانية.

وكانت مجوعة مسلحة هاجمت مسجد الروضة بشمال سيناء اليوم، وقتلت 235 شخصا، وأصابت 109 آخرين، بينما تعهد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي "برد غاشم" على الهجوم.