الرباط: قال عبد الإله ابن كيران، أمين عام حزب العدالة والتنمية المغربي، "اننا لم نصل إلى درجة الانحراف الذي يجعلنا نخاف على الحزب"، مؤكدًا أن حزبه مرّ بمرحلة صعبة وعاش "فتنة" لم تنتهِ ولم تسلم منها غالبية الأعضاء، وذلك في إشارة إلى الخلافات التي يعيشها الحزب منذ إعفائه من تشكيل الحكومة في أبريل الماضي. 

وأضاف ابن كيران في كلمة ألقاها في افتتاح الدورة الاستثنائية للمجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية السبت، بضواحي سلا المجاورة للرباط، "مررنا بفتنة لم تنتهِ، أشك أن أحدًا نجا منها نجاة كاملة ، ولا شك أن كل واحد أصابه منها قليلا أو كثيرا"، ودعا إلى نسيان الماضي والتركيز على المستقبل.

وشدد أمين عام "العدالة والتنمية" على أن الحزب "سينطلق انطلاقة جديدة وسيخيب ظن الذين يقولون إن الحزب سيموت".

وأردف قائلا: "حزب العدالة والتنمية لن يموت وسيستمر مهما كان، لأنه قام على أسس متينة ويمكن أن يأتي وقت يتفسخ أو يزول، لكن ما زال لم يحن بعد".

وزاد ابن كيران موضحًا "هل سيموت في عز شبابه؟ إذن هناك مرض خطير أحاط به"، قبل أن يستدرك "صحيح الأمراض والمشاكل موجودة، ولكن الله رزقنا من المناعة ما يمكننا أن نتجاوز هذه اللحظات التي في تقديري ليست شيئا"، مطالبًا الجميع بالتكاتف والحفاظ على وحدة الحزب.

وأكد ابن كيران أن مشكلة حزب العدالة والتنمية داخلية وينبغي أن يواجهها، حيث قال: "مشكلتنا داخلية يجب أن نعالجها كرجال كبار يحملون مبادئ كبرى ومثل عليا، ويعطون الدليل على أن الأمور عندهم مرتبة على الشكل الصحيح والآخرة عندهم خير من الأولى". 

وفي أشبه ما يكون بدعوة للمصالحة وتجاوز الخلافات بصفة نهائية، دعا ابن كيران "إلى التسامح والصفح عن بعضنا البعض "، وقال "أنا شخصيا من جهتي، كل واحد قال فيّ شيئا أو عمل معي شيئًا كيف ما كان، أنا اليوم أسامحه وأسأل الله أن يغفر له وأطلب منه ومنكم جميعا أن تسامحوني، وأن تغفروا لي إن كنت قد أخطأت في حق أحدكم".

ومضى رئيس الحكومة السابق قائلا "إذا عملنا هذا ونظرنا للمستقبل وتكلمنا بموضوعية وبحثنا عن المصلحة في إطار الثوابت"، التي أعاد التذكير بها وهي "المرجعية الإسلامية والملكية الدستورية وإمارة المؤمنين واستقلالية القرار والديمقراطية الداخلية"، مؤكدا "عندنا قرارات سنحسمها بطريقة معينة، وأينما كانت النتيجة سنتقبلها ونسير عليها جميعا".

وأعرب ابن كيران عن تفاؤله بمستقبل الحزب ووحدته، حين قال: "أنا متفائل أننا سنكون يدًا واحدة الآن وفي المؤتمر وبعده لنحافظ على هذا العنصر الإصلاحي لبلدنا"، معتبرًا أن المغرب ما زال في حاجة إلى حزب العدالة والتنمية.

واسترسل قائلا "أنا فيّ شيء من الغرور، وأقول إن حزبنا وحركتنا (التوحيد والإصلاح) لا يصلحا للمغرب والأمة الإسلامية فقط، ولكن أقول إنهما صالحان للبشرية كلها، طبعا مازال الوقت على هذا الكلام، ولكن ما قدمناه لحد الآن كان دليلاً إيجابيًا على ما قلت ومازال عندنا أمل في الله"، مؤكدًا أن البشرية "لا تؤمن إلا بمن صلحت أعماله وتوالت، وكلها في حاجة إلى من يهديها سواء السبيل"، مبرزا أنه في الأخير "إذا كان ما تقوم به دون المستوى فالناس سينصرفون عنك".

في غضون ذلك ، خرج مصطفى الخلفي، الناطق الرسمي باسم الحكومة، ووزير العلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني، عن سرب "تيار الاستوزار" المعارض لولاية ثالثة لابن كيران، واعلن موقفه المساند للتمديد للأمين العام الحالي لولاية ثالثة.

جاء موقف الخلفي مساء السبت في تدخل له خلال مناقشة تعديل المادة 16.

وقال الخلفي انه مع تمكين ابن كيران من ولاية ثالثة، ومع تعاقد واضح معه لدعم حكومة سعد الدين العثماني، مشيرا الى ان الحزب محتاج لكل طاقاته لخوض الاستحقاقات القادمة”.

يشار إلى أن أشغال الدورة الاستثنائية للمجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية عرفت نقاشاً صاخباً بين أعضاء المجلس حول أوراق المؤتمر الوطني الثامن المزمع عقده يومي 9 و10 ديسمبر المقبل ، ومن بينها التعديلات المقترح إدخالها على النظام الداخلي للحزب، وخاصة المادة 16 التي ستمنح ابن كيران إمكانية قيادة الحزب لولاية ثالثة في حال المصادقة عليها.

وكان يرتقب أن يتم الحسم في قرار إحالة التعديلات المقترحة على المؤتمر هذه الليلة، ما لم يتم تأجيل ذلك الى وقت لاحق الاحد.