وارسو: اعلن معهد الذاكرة الوطنية البولندي الاحد ان روسيا طردت احد باحثيه، وهو متخصص في تاريخ العلاقات البولندية الروسية في القرنين التاسع عشر والعشرين.

يأتي طرد جهاز الامن الفدرالي الروسي (اف اس بي) للمؤرخ البولندي هنريك غليبوسكي بعد اسابيع على طرد بولندا لباحث روسي يمثل المعهد الروسي للدراسات الاستراتيجية، كانت صوفيا اتهمته بالانصراف للترويج لبلاده لدى مؤرخين وصحافيين.

اوقف غليبوسكي، الذي كان متواجدا في روسيا منذ منتصف نوفمبر لإجراء أبحاث في الارشيف الروسي، الجمعة الماضي في موسكو، بحسب ما اوضح معهد الذاكرة الوطنية البولندي في بيان. وقال المعهد ان غليبوسكي "تسلم قرارا من جهاز الامن الفدرالي الروسي يأمره بمغادرة الاراضي الفدرالية الروسية خلال 24 ساعة".

وكان غليبوسكي القى محاضرة في سان بطرسبرغ حول مصير البولنديين الذين قامت بإبعادهم بين العامين 1937 و1938 مفوضية الشعب للشؤون الداخلية الروسية، الجهاز الذي تحوّل في ما بعد الى جهاز الاستخبارات "كيه جي بي".

ورفض غليبوسكي، الذي عاد في نهاية الاسبوع الى كراكوف، حيث يقيم، التصريح، لفرانس برس حول حيثيات طرده.

وبحسب المؤرخ في المعهد البولندي فلاديسلاف بولياك المتخصص في شؤون القرن العشرين، فان الطرد هو الاول من نوعه لباحث بولندي من قبل روسيا منذ فتح الارشيف الروسي امام المؤرخين البولنديين بعد سقوط الشيوعية في شرق اوروبا في تسعينيات القرن الماضي.

وقال لفرانس برس "انه خبر سيئ ومأساوي بالنسبة الى مؤرخ. سيحرم غليبوسكي المتخصص في القرن التاسع عشر من حق الاطلاع على الارشيف ولن يتمكن من متابعة ابحاثه". واضاف بولياك ان "المؤرخين ليسوا دبلوماسيين وسيكون من الجيد تركهم يعملون بسلام".

ومعهد الذاكرة الوطنية البولندي منظمة حكومية مكلفة دراسة التاريخ الحديث لبولندا والمحافظة على ارشيف اجهزة الاستخبارات الشيوعية والاستقصاء حول الجرائم ضد الامة البولندية.