الرباط: في سابقة، أطلق نشطاء مغاربة عريضة إلكترونية يطالبون فيها السلطات بإيقاف بناء مسجد في حي "أنزا العليا" في أغادير، بمبرر أن "بناء مسجد كبير بتكلفة باهظة ليس أولوية بالنسبة لحي يفتقر لكل شيء"، مشيرين إلى أنه "ليست المساجد هي ما ينقص، بل مناصب الشغل وتأطير الأطفال والشباب".

وجاء في العريضة، الموجهة إلى السلطات العمومية المغربية، والتي يقف وراء فكرتها الناشط محمد رضى الطاوجني: "بمبلغ فلكي ناهز 35 مليون و800 ألف درهم، يرغب مواطنون محسنون في بناء مسجد بحي "أنزا العليا" بجهة أغادير، سوى أن هذا الحي، حيث يعيش أكثر من 40 ألف نسمة، يتوفر على دور شباب لم تفتح أبوابها أبدا لغياب الموارد المالية، فيما يفتح مستوصفان أبوابهما لساعة واحدة او اثنتين في اليوم، ولا يتوفران لا على تجهيزات أو أدوية لتلبية حاجيات السكان، كما أن البنيات الرياضية منعدمة، وحيث لا توجد مسارح ولا مكتبات أو مراكز لتصفية الدم، أو مدارس للأطفال ذوي لاحتياجات الخاصة.. ولا حتى مركز شرطة. من خلال هذه العريضة، نتمنى لفت انتباه السلطات العمومية إلى أن بناء مسجد كبير بتكلفة باهظة ليس أولوية بالنسبة لحي يفتقر لكل شيء، متمنين أن توظف الأموال، التي تم جمعها، في تحسين عيش الساكنة، أولاً".

وجاء في صورة متداولة لإعلان المشروع، أن المسجد يحمل اسم (يوسف بن تاشفين)، مع الإشارة إلى معطيات تهم (الرسم العقاري) و(قرار السيد الوالي) و(وثيقة التسليم) من (نظارة الأوقاف)، فضلا عن (الحساب البنكي لدى الخزينة العام للمملكة - وكالة أكادير).

ولقيت الدعوة إلى إيقاف بناء المسجد، تفاعلاً متبايناً، على مستوى مواقع التواصل الاجتماعي. ورحب الداعية السلفي ورجل الدين محمد رفيقي بالفكرة، حيث كتب على صفحته بـ"فيسبوك": "سكان حي أنزا بأكادير يوقعون عريضة احتجاجاً على تخصيص مبلغ 3 مليار و580 مليون سنتيم لبناء مسجد، فيما الحي الذي توجد به مساجد كثيرة لا يتوفر على أي دار شباب ولا مركز شرطة ولا مستشفى سوى مستوصفين دون تجهيزات، يشتغلان لمدة ساعتين فقط في اليوم. برافو لساكنة حي أنزا... موقف يستحق كل تقدير".

وتوزعت آراء المتفاعلين مع صفحة رفيقي، ومن خلاله الدعوة إلى إيقاف بناء المسجد، بين مرحب ومعارض. فعلى مستوى الآراء المرحبة، كتب أحدهم: "براڤو، وعلى العلماء أن يبينوا للناس أن بناء مستشفى يعالج فيه الناس أفضل عند الله من هاته المساجد التي تزين بالمليارات، وتمتلئ في تراويح رمضان فقط"، وأضاف آخر: "شعوب مريضة.. تبني المساجد بسخاء ولا تهتم بالمدارس والمستشفيات.. وفي الأخير تشتكي وتصرخ. وتتدمر من الفقر"، وكتب آخر: "تجد أحياء لا بنية تحتية بها. طرقها محفرة وهي تجمع للفقر والتهميش والبطالة مصحوبة بالجهل. وتتسابق لبناء مسجد يأوي ساكنة الحي وزيادة. مع العلم أن مساجد قريبة تفي بالغرض".

على مستوى المعارضين، كتب أحدهم: "المحسنون هم من تكلفوا ببناء المسجد وهم أحرار بمالهم، لماذا الخلط إذن، يجب الاحتجاج على المسؤولين بطرق أخرى على المتطلبات الضرورية للساكنة".

وكتب آخر: "قال سبحانه (ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين لهم في الدنيا خزي ولهم في الآخرة عذاب عظيم) صدق الله العظيم". 

وكتب آخر: "كلما قام أحد المحسنين ببناء مسجد قام هؤلاء الأفراد بهذه الانتقادات. وأنا أدعوهم إلى التكتل والتعاون من أجل بناء ما يشاؤون وكل ميسر لما خلق له".