هددت حركة حماس الفلسطينية بـ"قلب الطاولة" فيما يخص اتفاق المصالحة لأن هناك بعض الأطراف تريد الانقلاب على الاتفاق.

وقال القيادي في حركة حماس خليل الحية في مؤتمر صحفي صباح اليوم الاثنين إن الحالة الإعلامية التي مرت خلال اليومين الماضيين غير مطمئنة وغير مبشرة لتطبيق المصالحة، مشيرا إلى أن "هناك أطراف تريد الانقلاب على الاتفاق".

وأضاف الحية أن هذا الأمر بدا واضحاً من خلال ما وصفه بحالة الصخب الإعلامي الذي تمارسه حركة فتح خلال اليومين الماضين وتحديداً فيما يخص سلاح كتائب القسام والملف الأمني وتمكين حكومة الوفاق من إدارة قطاع غزة.

وكانت اللجنة المركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) قالت إن تمكين حكومة الوفاق الفلسطينية في قطاع غزة "خطوة أولى لا بد منها" لتحقيق المصالحة الفلسطينية.

جاء ذلك في ختام اجتماع عقدته اللجنة المركزية برئاسة الرئيس الفلسطيني محمود عباس في مدينة رام الله بعد ثلاثة أيام من عقد اجتماعات بين الفصائل الفلسطينية، بما فيها حركتا فتح والمقاومة الإسلامية (حماس)، في العاصمة المصرية القاهرة لبحث تحقيق المصالحة الداخلية.

في غضون ذلك، وصل وفد أمني مصري إلى قطاع غزة الاثنين عبر معبر بيت حانون/ ايرز، بهدف متابعة تنفيذ تفاهمات المصالحة الفلسطينية، والإشراف على عملية تسليم القطاع لحكومة الوفاق الوطني بشكل فعلي.

وطالب الحية في المؤتمر الصحفي فتح بأن لا تستدرج حماس إلى أجواء التوتر والتراشق الإعلامي وذلك لأن الحركة "قادرة على قلب الطاولة ولأن لا أحد يمكنه أن يقوم بل ذراع حماس ولا حتى بالضغط عليها"، مؤكدا أنه لا سلطة ولا احتلال إسرائيلي قادر على ذلك "وحماس ذهبت للمصالحة من منطلق قوة وحرص على مصالح شعبها".

وناشد القيادي في حماس السلطة الفلسطينية بعدم الاستجابة لما وصفه بالضغوطات والإغراءات من قبل إسرائيل وأمريكا وبعض الأطراف الدولية الأخرى، وبعدم التراجع عن لغة التصالح وحماية المصالحة وعدم السماح لأي أحد بتعطيلها وفقا لما تم الاتفاق عليه في أكتوبر/تشرين الأول الماضي في القاهرة.

اقرأ أيضا: حماس تسلم معابر غزة إلى السلطة الفلسطينية بإشراف أمني مصري

وفيما يخص سلاح حماس، أكد الحية أن "هذا الموضوع تحته ليس خطاً أحمر واحداً بل مجموعة من الخطوط الحمراء وأنهم لن يقبلوا بطرحه على الطاولة أو الحديث عليه، وحتى لو جاءت أمريكا أو غير أمريكا فهذا السلاح هو شرف أمتنا وهو الذي مكن كتائب القسام من الدهس على رأس العدو الصهيوني والذي جعله يقهر ألف مرة وسيكون مصيره إلى زوال".

وقال الحية: "رفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، هو مسؤولية الحكومة، ولا يجب عليها التهرّب من مسؤولياتها"، موضحا أن الفصائل فشلت في إلزام حركة "فتح" والحكومة في رفع الإجراءات العقابية التي فرضتها السلطة في مارس/آذار الماضي على سكان قطاع غزة.

وذكر أن حركة "فتح" بررت رفضها رفع الإجراءات العقابية على قطاع غزة بأنها تسعى لتمكين الحكومة الفلسطينية واستلامها كامل مهامها في القطاع.

وتابع :" كان توجّه الفصائل، في لقاء القاهرة، الفصل بين استلام الحكومة مهامها وحق الشعب في أن تُرفع عنه كل العقوبات اللانسانية"، مشيرا إلى أن الجانب المصري كان يرى أيضا ضرورة رفع العقوبات.

وأشار إلى أن العقوبات ضد قطاع غزة تحاول تركيع الشعب الفلسطيني، مضيفا "نحن وكل الفصائل مع شعبنا نطالب وندفع بكل قوة بإلزام الحكومة برفع هذه العقوبات".

حماس وفتح توقعا اتفاق المصالحة الوطنية في القاهرة
BBC
حماس وفتح وقعتا اتفاق المصالحة الوطنية في أكتوبر/تشرين الأول الماضي في القاهرة برعاية مصرية

اقرأ أيضا: إسرائيل تعلن عن شروط للتفاوض مع حكومة فلسطينية تضم حماس

وأردف "لن نقبل بأن ترجعونا لمربع السباب والشتام وشعبنا ضحية ويعاني والاستيطان يلتهم كل شيء، وهذا لا يليق بالوطنيين والأحرار".

وقال الحية ان حماس أنجزت الملف الأمني وفق اتفاق العام 2011 مؤكدا تمسك حماس به ورفضها لفتح نقاش جديد حول هذا الأمر لأنه ينسف الاتفاق السابق.

وأضاف "لا تتذرعوا بالاتفاق الامني.. تعالوا للتنفيذ ووضع الاليات القابلة للتطبيق".

وعلى صعيد متصل، ذكر مسؤولون فلسطينيون أن الوفد الأمني المصري الذي وصل إلى القطاع اليوم سيمكث في غزة عدة أيام وسيتنقل بين القطاع والضفة الغربية للاطلاع على تفاصيل تمكين حكومة الوفاق الوطني ومعالجة أي مشاكل قد تعيق طريق المصالحة.

وسيعقد الوفد عدة لقاءات مع نائب رئيس الوزراء زياد أبو عمرو وعدد من قيادات حركة حماس على رأسهم رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية في مدينة غزة.